كيف تتعامل نفسيا مع أصحاب المجاميع الضعيفة في الثانوية العامة؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

كيف تتعامل نفسيا مع أصحاب المجاميع الضعيفة في الثانوية العامة؟

كيف تتعامل نفسيا مع أصحاب المجاميع الضعيفة في الثانوية العامة؟

"شبح الثانوية العامة" طالما كان بمثابة الـ"وحش" الذي يرهب آلاف الطلاب الذين لم يُوفقوا في الحصول على مجموع جيد، يضمن لهم الالتحاق بالكلية التي طالما حلموا بها هم، أو ذويهم، وخاصة "كليات القمة"، ما يتسبب في صدماتٍ وأزماتٍ نفسية تصل إلى حد انتحار بعض الطلبة كما حدث في السنوات الماضية، هروبًا مما يظنونه "فشلًا في تحقيق الهدف".

المجتمع وأولياء الأمور هم سبب الصدمات النفسية التي تصيب الطلبة، حسبما تؤكد الدكتورة مايسة فاضل مسلم، أستاذ علم النفس التربوي بالمركز القومي للامتحانات والتقييم التربوي، موضحةً أن تضخيم الثانوية العامة وطريقة تعامل المجتمع والإعلام معها، يحولها إلى "شبح" يسبب صدمات كبيرة للطلبة الذين لم يحصلوا على مجموع عالي.

وأضافت مايسة لـ"الوطن"، أنه يجب على المجتمع، بدايةً من الأسرة، أن تتعامل مع الثانوية العامة على أنها سنة دراسية عادية، وليست سباقًا أو "ماراثون" لتجميع الدرجات، والحصول على أكبر مجموع فيها، والتركيز مع الطلبة على أساس رغباتهم وقدراتهم والمجالات التي يستطيعون النجاح فيها.

وأوضحت أن أولياء الأمور عليهم توجيه أبنائهم نحو الطريق الصحيح للمكان الذي ينمي مواهبهم، ويحتوي قدراتهم، مؤكدةً أنه لا يوجد شخص بلا موهبة، وأن الفشل والنجاح ليسا مرتبطين بمجموع الثانوية العامة.

التأنيب والتوبيخ والتذنيب، كلها طرق يجب أن يبتعد عنها أولياء الأمور تمامًا، وفقًا لأستاذة علم النفس، مشيرةً إلى أن نتيجة الثانوية العامة ليست نهاية الدنيا، كما أن الإعلام كذلك عليه دورٌ هام في امتصاص صدمة الطلبة عن طريق الاهتمام بهم وبنتائجهم، دون التركيز بشكلٍ مبالغ فيه على أصحاب المجاميع الكبيرة.

من جانبه، قال الدكتور سامي محمود أبو بيه، أستاذ علم النفسي التربوي بجامعة المنوفية، إن الطلاب الذين لا يحصلون على مجاميع كبيرة في الثانوية العامة، يتأثرون نفسيًا بسبب التركيز على النجاح وإهمال قيم التعلم والوصول للمعرفة، والتعرف على القدرات الحقيقية.

وأضاف أبو بيه لـ"الوطن"، أن التعامل النفسي مع الطلبة الذين لم ينجحوا في الحصول على مجموع كبير لا بد أن يكون بحرصٍ كبير، مع التوجيه نحو المكان المناسب لقدراتهم ورغباتهم، والتركيز معهم على قيم النجاح الحقيقية، بإضافة فائدة وقيمة للمجتمع بعيدًا عن مستوى الطموح الزائف الذي يسببه سباق مجاميع الثانوية العامة، لافتًا إلى ضرورة الابتعاد عن توجيه اللوم لهم.

احتواء أولياء الأمور للطلبة والتواصل معهم هو الأسلوب الأمثل للتعامل النفسي مع طلبة الثانوية العامة، بعد إخفاقهم في الوصول للمجموع المنشود، وفقًا للدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، خصوصًا أنهم في مرحلة المراهقة التي تتسم بالخطورة.

وأضاف فرويز لـ"الوطن"، أن الطلبة في هذه الحالة، يلجأون للهروب من الضغط عن طريق الانتحار، كما حدث في حالات كثيرة، خلال السنوات الماضية، مشددا على ضرورة تخفيف الضغط عنهم وعدم تأنيبهم وتوبيخهم، وتوجيههم نحو المكان المناسب لقدراتهم ومواهبهم.


مواضيع متعلقة