بالفيديو| معز مسعود.. باحث بدرجة "منتج أفلام" يكره مصطلح "داعية"

11:21 م | الأربعاء 11 يوليو 2018

اعتاد الجمهور على مدار سنوات طويلة على الشكل التقليدي لـ"الداعية الإسلامي"، يظهر مرتديًا الجلباب والعمامة، مُطلقًا لحيته، و"زبيبة صلاة" تتصدر جبهته، لكن في العقد الأول من الألفية الثالثة تغير الأمر كثيرًا، لاسيما مع ظهور من أطلق عليهم "الدعاة الشباب".

معز مسعود، كان واحدًا من الجيل الجديد للدعاة، أو كما يُحب أن يعرف نفسه "باحث"، وكانت البداية حينما قدم برنامجين باللغة الإنجليزية الأول "الأمثال في القرآن"، والثاني "درجٌ إلى الفردوس"، على قناة اقرأ الفضائية بين عامي 2002 و2006، وحصل البرنامجان على ردود فعل حماسية جدًا بسبب أنهما خاطبا مسلمي الغرب الذين يعانون من أجل فهم وتطبيق الإسلام بأصالته الموروثة في صورة معاصرة.

وفي رمضان 2007، تابع الملايين من المشاهدين برنامج معز مسعود الأول باللغة العربية "الطريق الصح"، والذي تم تصويره في خمس مدن رئيسية هي القاهرة وجدة وإسطنبول ولندن والمدينة المنورة، وهو ما لم يحظ به أي برنامج ديني من قبل، وناقش البرنامج عبر حلقاته العشرين قضايا مهمة ومؤثرة عند الشباب من بينها المخدرات والخمور والعلاقات بين الجنسين على "يوتيوب"، وعالج أيضًا قضايا ذات حساسية كالمثلية الجنسية، وجذور الإرهاب.

وفي غضون لحظات من إذاعة البرنامج نشرت الحلقات على موقع اليوتيوب وغيره من مواقع الإنترنت، وقام بتحميله حوالي مليون ونصف من المتابعين للبرنامج في أنحاء العالم.

وفي عام 2009، قدم برنامج "الطريق الصح" الموسم الثالث على قناة دريم، وفي عام 2011 في شهر رمضان من عام 1432 هجرية، أذيع برنامج "ثورة على النفس على قناة CBC"، وفي عام 2013 قدم وأدى أدوار تمثيلية في برنامجه الدرامي "خطوات الشيطان".

خلع "مسعود" ثوب الداعية، يرفض المصطلح، يرى أن وصفه بالباحث أدق، حيث قال إن "الداعية شرف أرجوه ولا أصف به نفسي، ولكن للأسف وافق المصطلح كثيرين ممن يخلعون الأحذية في البرامج ويسبون، وأصبح مصطلحًا مشبوهًا، إما بسبب ضعف العلم الشرعي لكثير من هؤلاء الدعاة، أو بُعد المتصفين به عن إدراك الواقع والعالمية وعن التزكية والأخلاق النبيلة، عدم مواكبة العصر والتطورات البشرية".

عقب تخرج معز مسعود من كلية الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أسس شركة دعاية ناجحة، وبدأ مشواره المهني في الإنتاج الإعلامي، وقد تناولت تجربته الأولى إخراج فيلم وثائقي مدته 15 دقيقة، حمل عنوان "حاجتنا في هذا العالم إلى التفاهم المشترك بين أتباع الأديان المختلفة"، وحصد الفيلم أكثر من نصف مليون مشاهدة عبر شبكة الإنترنت على موقع "يوتيوب".

وتمتد مواهبه أيضًا إلى تلحين الموسيقى، وأسفرت هذه الموهبة عن أغنية "الطريق الصح"، التي ظهرت في برنامج الطريق الصح عام 2007، ووصلت إلى أعلى قوائم الأغاني الناجحة في ذلك الموسم، كما قدم في فبراير 2008، لحن جديد لأغنية "تتجوزيني" للفنان هاني عادل.

مواهب معز مسعود الفنية تخطت حدود الموسيقى، وانتقلت إلى إنتاج الأفلام الروائية الطويلة، حيث أنتج فيلم "اشتباك" عام 2016، الذي اختير ليفتتح قسم "نظرة ما" في مهرجان "كان"، أعرق المهرجانات السينمائية في العالم.

وفي رمضان الماضي، عُرض مسلسله التليفزيوني الأول "السهام المارقة"، الذي ناقش مسائل التشدد والتطرف الديني، فاضحًا ممارسات جماعات الإرهاب، ولا يحمل المسلسل فكر ورؤية مسعود فقط؛ إنما يشترك الأخير في إنتاجه مع محمد حفظي أيضًا.