قمة "الناتو" تستعد لمبارزة "ترامب" مع الاتحاد الأوربي .. من يدفع أكثر؟

كتب: نادية الدكرورى

قمة "الناتو" تستعد لمبارزة "ترامب" مع الاتحاد الأوربي .. من يدفع أكثر؟

قمة "الناتو" تستعد لمبارزة "ترامب" مع الاتحاد الأوربي .. من يدفع أكثر؟

يستعد غداً مقر حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية "بروكسل" لاستقبال زعماء الحلف في قمة وصفها مراقبون بـ"التاريخية" و"المفصلية"، التي تأتي في ظل مواجهة الحلف لأصعب مراحله بعد سبعة عقود على تأسيسه بسبب سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي توقعت صحيفة دير شبيجل الألمانية أن يتخذ الخطوة المدمرة التالية خلال يومي اجتماع القمة. 

وأعرب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، عن قلقه بقول إن "الحلف يواجه أكبر أزمة منذ تأسيسه"، وأن القمة قد تؤدي إلى كارثة كبيرة، وحث رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا على الاستعداد لـ"أسوأ السيناريوهات" في ظل التعامل مع قيادة أمريكية يصعب التنبؤ بتصرفاتها.

"منعزلاً عن بقية المجموعة"، هكذا يجد "ترامب" نفسه في قمة غدًا بعد تغريداته الأخيرة التي وجه فيها انتقادات لشركائه الأوروبيين لتقاسم أعباء أكثر عدلاً بين حلفاء الناتو، الذي وصفه بـ"البائد"، وأن الحلفاء الأوروبيين يحصلون على مزايا دون بذل جهد أو مال، مطالبًا بزيادة إنفاقهم الدفاعي مهددًا بأن تعيد الولايات المتحدة النظر في تعهداتها الدفاعية لأوروبا التي بدأتها ما بعد الحرب العالمية الثانية 1945، بإنشاء اتحاد عسكري يشمل الدول الأوروبية لمواجهة تحالف سوفيتي نظير "وارسو".

تأتي القمة عشية اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وقال "ترامب" أمام حشد هائل في مونتانا الخميس الماضي "سأخبر حلف شمال الأطلسي بأنه يجب عليهم أن يبدأوا في سداد فواتيرهم".

ترامب: اللقاء مع بوتين قد يكون أسهل من قمة الحلف الأطلسي

وذكرت أرقام تغريدات "ترامب" أن " أمريكا تدفع 90% من نفقات الناتو والمانيا تنفق 1% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، بينما تنفق الولايات المتحدة 4%، وأوروبا تستفيد من الناتو أكثر من أمريكا."

ولا توجد ميزانية خاصة لحلف الناتو، ولكن كل الدول الأعضاء فيه والبالغ عددها 29، اتفقت على إنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع.

وهناك 22 دولة من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 28 دولة، أعضاء في حلف الناتو، وذلك على الرغم من أن خروج بريطانيا، وهي واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي حققت الهدف بإنفاقها 2% على الدفاع.

وأشار عدد من الخبراء إلى جذور الخلافات بين أمريكا والاتحاد الأوروبي بأنها تعود إلى عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهو ما ذكره عاطف الغمري، الكاتب المتخصص في الشأن الأمريكي، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية تتجه حديثًا باتجاة القارة الآسيوية بديلاً عن أوروبا، وهو ما يتضح في عدد من الخلافات التي ظهرت أبرزها زيادة الرسوم التجارية، والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.

واعتبروا في تصريحات لـ"الوطن"، أن زيادة الإنفاق الأوروبي على "الناتو" محطة الخلاف الحالية بين أمريكا والاتحاد.

أوروبا تبحث عن الأمان بـ"جيش موحد" بديلاً لـ"الناتو"

"أصبح الحلف مهدداً"، توقع "الغمري"، لافتاً إلى أن أوروبا بدأت في بناء قوة عسكرية مشتركة بعد ضعف ثقتها في حليفها الأمريكي لحمايتها بفعل السياسات الأخيرة، والسخرية المستمرة التي يطلقها "ترامب" على "الناتو" ويصفه بأنه" تحالف عفى عليه الزمن". فيما يعتبر الدكتور رائد عزاوي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

حلف "الناتو" انتهى فعليًا منذ 10 سنوات ماضية، وما يحدث من خلافات يثيرها "ترامب" بمثابة "القشة على ظهر البعير" تمهد لإعلان نهايته، في ظل تشدد الدول الرئيسة بالاتحاد الأوروبي، فرنسا وألمانيا، على أن مساهماتها المالية بالناتو لن تشهد زيادة، ما يجعل القمة الحالية قمة "خلافات" أكثر منها "اتفاقات".

فرنسا وألمانيا تتفقان على دور لـ"ناتو"

قالت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية إن "ترامب" قد يهدد بسحب قوات أمريكية من أوروبا، ومن أوكرانيا على وجه التحديد، وقد يرفض المشاركة في مناورات الناتو، ليبدأ إعادة رسم المشهد الأمني في عموم أوروبا إذا رفض قادتها تلبية مطالبه بزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعية وتحمل حصة أكبر من "العبء" العسكري.


مواضيع متعلقة