كوريا الشمالية ورقة الصين لمواجهة الهجوم الأمريكي في الحرب التجارية

11:35 ص | الثلاثاء 10 يوليو 2018

تحت شعار أمريكا أولًا، أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شرارة الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، بدخول الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجات صينية بعشرات مليارات الدولارات حيز التنفيذ منذ أيام، تطبيقًا لقرار أمريكي بفرض إجراءات حمائية يتضرر منها شركاء تجاريين تقليديين آخرين للولايات المتحدة على غرار الاتحاد الأوروبي واليابان والمكسيك وحتى كندا.

اشتعال الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

يحذر خبراء من الاستراتيجية الدفاعية التي تعدها الصين للرد على الهجوم الأمريكي، وما يمكن أن تسببه في هزة للاقتصاد العالمي وتضرب النظام التجاري العالمي في الصميم، عبر فرض بكين لرسوم على منتجات بالقيمة نفسها تقريبا لكن مع تركيز أكبر على المنتجات الزراعية التي لها حساسية سياسية، إلا أن أوراقًا أخرى يمكن لبكين دفعها في معركتها الحالية مع واشنطن، تعكس إزالة الفوراق بين الحسابات الاقتصادية والسياسية بين الدول، ليبرز ملف كوريا الشمالية، التي عقد رئيسها كيم كونج يانج، اجتماعًا تاريخيًا مع نظيره الأمريكي منذ أسابيع تعهد خلاله بخفض التسلح النووي، ليتحقق أحد أبرز أحلام العم سام في القارة الكورية.

إلى أي مدى يمكن أن تحطم الصين أحلام أمريكا بشأن كوريا الشمالية؟ تعكس تغريدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم، التخوف الأمريكي من الضغط الصيني على ملف تسلح كوريا الشمالية، بقوله: أنا واثق من أن كيم جونج سوف يحترم العقد الذي وقعناه، والأهم من ذلك، مصافحتنا، اتفقنا على نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية.

من ناحية أخرى، قد تمارس الصين ضغطًا سلبيًا على الصفقة بسبب موقفنا من التجارة الصينية - الأمل لا!.

على مدى عقود كانت الصين الأمة الوحيدة التي تقف بثبات مع كوريا الشمالية، وهي الشريك التجاري الرئيس لكوريا الشمالية، حيث تبلغ حصتها من حجم التبادل التجاري 70%، ما يجعلها الدرع الذي يمكن أن تواجه به بكين ضربات واشنطن التجارية بحسب ما ذكره الدكتور عمرو عبد العاطي، الباحث المتخصص في الشأن الأمريكي بمجلة السياسة الدولية، لافتًا إلى أن الزيارات المتبادلة بين واشنطن و بيونج يانج ما بعد اللقاء الأخير تنذر باحتمالية وجود تعثرات لتنفيذ اتفاق نزع السلاح النووي الكوري الشمالي.

لفت عبدالعاطي، في تصريحات لـ"الوطن" إلى أن قليل من الضغوط الصينية في ظل تمسك كوريا الشمالية بملف إيران النووي، يمكنها أن تنجح في تجميد الاتفاق الأمريكي، وإعادة الخلافات ثانية بين البلدين.

منذ أيام، أعلنت كوريا الشمالية عزمها التخلي عن برامجها النووية بعد محادثات أخيرة أجراها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيونجيانج سعياً لوضع تفاصيل اتفاق تفكيك برامج كوريا الشمالية النووية، والجدول الزمني لنزع الأسلحة النووية.

وزير الخارجية الأمريكي يزور كوريا الشمالية مجددا

وبثت وكالة الأنباء المركزية الكورية بيانًا لمتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، قال فيه إن نتيجة المفاوضات مقلقة للغاية واتهم وفد بومبيو بالإصرار على نزع السلاح النووي بصورة أحادية وكاملة ويمكن التحقق منها ولا يمكن التراجع عنها، موضحا توقعنا أن يأتي الجانب الأمريكي بفكرة بناءة على اعتبار أننا سنأخذ شيئا في المقابل.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ،هيذر ناورت، إن بومبيو لم يلتق مع الزيعم الكوري الشمالي كما فعل في الزيارتين السابقتين لبيونجيانج في العام الحالي لكنه نقل له خطابا من ترامب.