غضب أزهري من مطالب إلغاء التعليم الديني: جذوره لا يمكن اقتلاعها

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

غضب أزهري من مطالب إلغاء التعليم الديني: جذوره لا يمكن اقتلاعها

غضب أزهري من مطالب إلغاء التعليم الديني: جذوره لا يمكن اقتلاعها

أثارت مطالبة الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، بتوحيد نظام التعليم في مصر وألا يكون هناك تعليم مدني أو ياباني وآخر ديني، غضب القيادات الأزهرية.

كان شيحة، أكد في كلمته خلال اجتماع اللجنة اليوم، لمناقشة ما ورد في برنامج الحكومة بشأن محور التعليم والبحث العلمي: "عايزين نربي الأجيال الجديدة على شيء واحد، مفيش حاجة اسمها 15% للتعليم الأزهري، ويدرس لهم حاجة غير اللي بتدرس للتعليم العام، كدا يبقى عندنا دولتين ونظامين للتعليم، وبنربي أجيال مختلفة".

وأوضح: "مينفعش تعليم يخرج شباب متشبع بأفكار دموية نقاومها حاليا، الأجيال لازم تتربى على قيم واحدة وتعليم واحد ويتلقوا نفس النوع من التعليم".

ورفضت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، تصريحات رئيس لجنة التعليم بالمجلس، وقالت لـ"الوطن"، إن إلغاء التعليم الأزهري أمر فات لآوانة لأنه أصبح تعليم له جذوره التي لا يمكن اقتلاعها.

وأضافت: "البلد ممتلئة بالتعليم الأجنبي كالكندي والإنجليزي والأمريكي، لماذا الوقوف ضد التعليم الأزهري، فهذا يعطي إحساس لأبناء الأزهر بأن هناك هجوما عليهم، فلا أريد أن ندخل إلى تلك النقاط الشائكة".

ورفضت نصير اتهام الأزهر بالدموية، مشيرة إلى أن مستجدات هذا العصر جعلت الشباب يصل إلى هذا التطرف، مطالبة بإعادة الحاضنة الفكرية للشباب كالأسرة والمدارس وغيرها، والحل ليس إلغاء التعليم الأزهري بل أن يعاد قيمة العلم والتعليم، وتأهيل أولادنا من نعومة أظافرهم حتى نغرس بداخلهم القيمة الإنسانية قيمة الوطن قيمة الحياة بلغة أخرى كيف نزرع بداخلهم القيم التي تحميهم من التطرّف.

وتعجب الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، بشكل تام من حديث الدكتور جمال شيحة، مؤكدا: "لا أرى ذلك سوى رأي شخصي، وهو حر في رأيه، فالرجل تحدث في اجتماع برأيه ولم يكن رأي اللجنة الصادر به بيان".

وأضاف، لـ"الوطن"، أن "التعليم الأزهري عمره 1000 عام وقد خرج التعليم العام ذاته من رحم التعليم الأزهري فكيف نقيس الأزهر على التعليم العام؟ هذا ظلم للتعليم الأزهري، وليذكر لنا الدكتور شيحة أي أفكار تلك التي تخرج دمويين وليعرفنا أي دمويين تخرجوا من جامعتنا أو معاهدنا فهناك الالاف من خريجي التعليم العام بين الجماعات المتطرفة فلماذا لا نلغيه؟".

وتابع شيحة أستاذ طب بجامعة المنصورة، "فهل لو وجدنا متطرفين من خريجي جامعة المنصورة نغلقها؟ أو لو وجدنا أستاذة جامعية من كلية ما، ترقص رقص خليع نغلق تلك الكلية؟ هناك تعميم مرفوض وكلام لا يعبر عن رأي مؤسسي وإنما آراء شخصية لا نحب التعامل معها".

من ناحية أخرى، أثارت تصريحات رئيس لجنة التعليم بالبرلمان غضبا واسعا على صفحات ومنتديات الأزهريين، وتداول عدد منهم حديثا سابقا للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، طالب خلاله بعدم خلق حالة من الجدل الأجوف، ما بين الأزهر والتعليم المدني، وأكد خلالها أن هناك حالة تعاون وتنسيق دائم بين مؤسستي الأزهر والتربية والتعليم لمصلحة التعليم في مصرنا.

وأوضح أن التعليم الأزهري بخصوصيته هو تعليم مصري يقف جنبا إلى جنب مع التعليم العام المصري ليشكلا تنوعا لا مثيل له في بلد آخر في العالم، وليس في المساس بأحدهما إلا في مجال التطوير والتحديث مصلحة لأحد، وهو ما نعمل عليه في الأزهر والتربية والتعليم معا.


مواضيع متعلقة