"كوشنر".. وأوهام النجاح

كتب: محمد البلاسي

"كوشنر".. وأوهام النجاح

"كوشنر".. وأوهام النجاح

تولى منصب مستشار الرئيس الأمريكي المقرب رغم عدم خبرته بأي عمل حكومي، وفي مجال التجارة والأعمال مناصب متعددة ومهمة في إدارة والد زوجته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يتجاوز عمر جاريد كوشنر، 36 عامًا، ولا تتعدى خبرته العملية إدارة شركة العقارات التي يملكها والده، ورغم افتقاره لأي خبرة في المجال الدبلوماسي، تم تكليفه بملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المعقد.

زار كوشنر وجيسون جرينبلات، مبعوث السلام في الشرق الأوسط، المنطقة منذ أسابيع، للترويج لخطة يطلق عليها "صفقة القرن" لحل قضية الشرق الأوسط، وخلال مقابلة مع صحيفة "القدس" الفلسطينية في نهاية الجولة، وعد كوشنر بأن الخطة ستكون جاهزة قريبًا، وانتقد بشدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وألمح إلى هدنة محتملة بين حماس وإسرائيل، لكنه لم يفطن إلى أن صهره، الرئيس الأمريكي، قد نسف أي فرصة بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولن تفلح أي صفقات مهما كان محتواها لأن الفلسطينيون وحتى الدول الحليفة للولايات المتحدة سوف ترفضها فور صدورها، كما أنه من المستحيل التوسط في صراع أو إطلاق خطة سلام بينما يرفض أحد الطرفين التحاور، فخلال خلال الأشهر الستة الماضية لم يلتق القادة الفلسطينيون مع كبار المسؤولين الأمريكيين منذ قرار نقل السفارة.

أوضحت كلمات "كوشنير" أنه يحاول أن ينجح فيما فشل فيه الأخرون، ولكنه لا يدرك أن الوضع أعقد مما يتخيل، وصرح عقب جولته في الشرق الأوسط:" آمل أن أنجح في تحقيق السلام.. يخبرني الكثير من الناس أن هذا لا يمكن أن يحدث أبدا لأن هناك الكثير من عدم الثقة والكراهية نتيجة سنوات الصراع ومع ذلك، فأنا متفائل". لكن التفاؤل وحده لن يحل أزمة الثقة وغياب وسيط نزيه لعملية السلام ومحاولات فرض أمر واقع على الفلسطينيين.

وصف الرئيس الأمريكي صهره بعد فوزه في الانتخابات، بأنه "يجيد السياسة"، وبرر كوشنر هذا التقييم على ما يبدو خلال حملة ترامب الرئاسية، إذ اثبت قدرته على هزيمة منافسيه بسهولة، كون "كوشنر" لا يرى الحقيقة، وهي أن نجاحه الزائف في مجال التجارة والعقارات إنما هو نجاح منظومة والده تشارلز كوشنر، الذي سجن بتهم التهرب الضريبي وتقديم تبرعات لحملات انتخابية بشكل غير قانوني والتلاعب بالشهود، كما أن التحاقة بجامعة هارفارد رغم الدرجات الضعيفة التي حصل عليها في دراسته الثانوية كان بسبب تبرع مالي للجامعة قيمتة 2.5 مليون دولار، وشرائه لصحيفة نيويورك أوبزرفر كان نتيجته استقالة رئيس تحريرها الصحفي الشهير بيتر كابلان، وتوالى على المنصب 6 صحفيين خلال 7 سنوات قبل أن يضطر لقطع علاقته بها بعد وصول "ترامب" للبيت الأبيض".


مواضيع متعلقة