تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
- أصل الداء
- الحياة الحزبية
- الحياة السياسية
- الزيت والسكر
- بشكل عام
- توحيد الصف
- شباب الأحزاب
- صنع القرار
- فى مصر
- مصر الجديدة
- أصل الداء
- الحياة الحزبية
- الحياة السياسية
- الزيت والسكر
- بشكل عام
- توحيد الصف
- شباب الأحزاب
- صنع القرار
- فى مصر
- مصر الجديدة
عادة ما يكون من الجيد أن نبدأ الشىء من حيث انتهى الآخرون، لكن بعض الأشياء لا تتكون ولا تتشكل إلا بالتراكم، ولا يمكن الوصول لنهايتها دون العبور بأولها، ولا الخوض فى غمارها دون الاشتباك معها.. فالتطور يحتاج إلى تراكم، أما التغيير المفاجئ فهو طفرة، والطفرات عادة ما تقود إلى تشوهات.. مع ملاحظة أنه ليس كل تطور رقياً، بل ربما يتطور الشىء إلى نسخ أسوأ من الأصل، ومع ذلك فالبناء التراكمى يكون مؤسساً على الصخر لا يؤثر فيه نزول أمطار أو هبوب رياح أو أى تغييرات أخرى.
مواضيع مثل الديمقراطية والحياة الحزبية من الأمور التى نأخذها فى مصر من آخرها (بالشقلوب يعنى).. العملية الحزبية نفسها معكوسة والأحزاب ذاتها مقلوبة.. فأصل الداء أن الديمقراطية ليست موضة لنقلدها أو صنماً لنعبده، فالمجتمع البدائى مثلاً لا يستخدم الديمقراطية لكى يتقدم، ولكن المجتمعات تتقدم فتصل إلى الديمقراطية، وعلينا إعادة النظر فى الأمر، أما الأحزاب، فهى بالفعل مظلومة ولكنها أيضاً مقلوبة؛ فالأصل أنها تتكون من الأسفل للأعلى؛ فالتيار يوجد فى الشارع كأساس، ثم يتفاعل معه كقاعدة، ثم يتم تنظيم الأمر صعوداً إلى القمة لنكون أمام كيان منتظم ومنضبط، أما ما يحدث فى مصر فهو أن بعض الأحزاب لدينا عبارة عن رأس هرم طائر وحده فى الهواء دون قاعدة أو هيكل أو أساس، وكأنه رأس الذئب الطائر، ولذلك تجد عشرين حزباً يعبرون عن تيار واحد! وكل منهم لا تزيد قوته شعبوياً على قوة عمارتنا بمصر الجديدة.
الديمقراطية بشكل عام تحتاج إلى عقل مفتوح لتلقى الأفكار والمعتقدات وليس إلى فم مفتوح لتلقى الزيت والسكر، ولذلك فهى تدخل من بابنا «ديمقراطية» فتخرج من الباب الآخر «أوتوقراطية» (حكم الفرد) أو «كليبتوقراطية» (حكم اللصوص)!
والديمقراطية ليست هى العملية التى نستخدم فيها صندوقاً شفافاً لنضع فيه أوراقاً بيضاء يجمعها موظف شريف يسلمها لقاض عادل! هذا هو مشهد الختام فى فيلم لم ننته من تصويره بعد!
نحن نتعامل مع الديمقراطية بمنطق (أستك منه فيه)، فنظن أننا سنصل إلى قمة النجاح بمجرد تطبيقها «كانت باكستان أشطر»!
ربما تكون فكرة «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» سبيلاً جيداً لخلق نواة حقيقية لحياة حزبية مقبولة، تكون أحد أعمدة حوكمة الدولة لعدة سنوات كبديل عن المحاولة البائسة لتفعيل إجراءات عملية ديمقراطية مصابة بتشوهات كبيرة.
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هى محاولة من عدد من الأحزاب ومجموعة من الشخصيات الحزبية لتوحيد الصف فى وقت صعب ودقيق.. هذه المجموعة آمنت بأن التشدد والابتزاز والمزايدة أضرت الحياة السياسية وأفسدت الشأن العام.
«تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» هى محاولة للتواصل مع الدولة ومحاولة التأثير فى عملية صنع القرار السياسى.. اهتموا بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لأنها تجربة مهمة، وقد تكون نقطة جيدة على طريق ديمقراطى طويل، لم نقف بعد على أوله.