الشرطة البريطانية تحقق في إصابتين جديدتين بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"

كتب: أ ف ب

الشرطة البريطانية تحقق في إصابتين جديدتين بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"

الشرطة البريطانية تحقق في إصابتين جديدتين بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"

تبذل الشرطة البريطانية، اليوم، جهودا، لمعرفة كيفية تعرض زوجين بريطانيين لغاز الأعصاب، نفسه الذي استخدم في تسميم الجاسوسي الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته، في وقت سابق هذا العام، فيما يتزايد القلق في المنطقة الإنجليزية الهادئة عادة، حيث سجلت الحادثتين.

وشعر البريطانيان بوعكة، السبت، في بلدة إيمزبري القريبة من مدينة سالزبري حيث عثر على سكريبال وابنته يوليا، فاقدي الوعي، في 4 مارس، على مقعد،  في حادثة أثارت أزمة دبلوماسية مع روسيا.

وقل نيل باسو، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية: "إن احتمال أن يكون التحقيقان مرتبطين يضع علامة استفهام بالنسبة لنا".

وقال وزير الأمن البريطاني، بن والاس، لإذاعة "بي بي سي": "نعمل على افتراض أن الضحيتين تعرضا لتداعيات الهجوم السابق، أو شيء آخر، ولكن ليس على أساس استهدافهما مباشرة".

وكرر والاس اتهام الحكومة البريطانية لروسيا في الهجوم على سكريبال، وهو ما تنفيه موسكو، وقال إن روسيا قادرة على تقديم معلومات من شأنها حماية الـهالي في سالزبري.

وقال: "قلنا إن بإمكانهم أن يخبرونا بما حدث. وأنا بانتظار اتصال هاتفي من الدولة الروسية. العرض قائم. وهم الجهة التي يمكنها تقديم كل المعلومات لإبقاء الناس في أمان".

لكن الكرملين، أعلن، الخميس، أنه لم يحصل على معلومات من السلطات البريطانية عن الحادث الجديد.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: "ليست لدينا معلومات حول المواد المستخدمة وكيف استُخدمت"، مضيفا أنه "من الصعب فهم ما يحصل من تقارير وسائل الأعلام (...) القضية مقلقة جدا".

وأضاف أن بريطانيا لم تبد اهتماما بإجراء تحقيق مشترك بعد الإصابة بغاز الأعصاب في مدينة سالزبري في مارس.

وقال المتحدث "بيسكوف" للصحفيين: "من البداية اقترح الجانب الروسي إجراء تحقيق مشترك مع نظيره البريطاني، ولا يزال هذا المقترح بدون جواب".

وأعلنت الشرطة البريطانية، في ساعة متأخرة، الأربعاء، عن أن التحاليل على الزوجين، اللذين عرف عنهما الإعلام أنهما "دون ستورجيس" 44 عاما، و"تشارلي رولي" 45 عاما، بينت أنهما تعرضا لغاز نوفيتشوك، لكنه لم يؤكد ما إذا كان من العينة نفسها التي استخدمت في تسميم سكريبال وابنته.

و"نوفيتشوك" هو غاز أعصاب، له استخدامات عسكرية، طوره الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.

ويترأس وزير الداخلية، ساجد جويد، اجتماعا طارئا، اليوم، فيما تتولى شرطة مكافحة الإرهاب التحقيق في الحادثة.

وطمأن المسؤول الامني الى ان "الخطر ضئيل على الصحة العامة. نحن مقتنعون أنه لو تعرض أي شخص آخر لمثل هذا القدر من غاز الأعصاب لظهرت عليه الأعراض حتى الآن".

لكن تساؤلات برزت بشأن مصدر التسميم وسبب عدم اجراء التحاليل على الزوجين قبل يوم الاثنين، اي بعد يومين على ظهور العوارض عليهما.

وقال باسو: "ان اولوية فريق التحقيق الان هي تحديد كيفية تعرض الزوجين لغاز الاعصاب هذا".

وأضاف: "ليست لدينا اي فكرة بشأن محتوى غاز الأعصاب هذه المرة" وحض العامة على عدم لمس أي شيء لا يعرفون ما هو.

وتابع: "لا يوجد دليل على أن الرجل والمرأة كانا مستهدفين".. متابعا: "ليست هناك أدلة تشير إلى أن الرجل والمرأة زارا مؤخرا أي من الموقع التي جرى تطهيرها" بعد تسميم سكريبال.

وكانت الشرطة، افترضت في بادئ الأمر، أن الزوجين تعاطيا مخدرات ملوثة.

لكن عينات من المريضين أُرسلت الى بورتون داون، المختبر التابع لوزارة الدفاع البريطانية، الاثنين "نظرا إلى المخاوف بشأن الأعراض".

ولا يزال الزوجان في حالة حرجة في مستشفى سالزبري، وهو نفس المستشفى حيث خضع سيرجي ويوليا سكريبال للعلاج.

وأعلنت الشرطة عن توفير خطين هاتفيين لتقديم المساعدة للاشخاص القلقين من احتمال تعرضهم للتسمم.

ودعت الشرطة المواطنين الى الهدوء، لكنها قالت إنه يتعين على كل شخص زار اي من المواقع التي زارها الرجل والمرأة، الجمعة والسبت، أن يغسل الملابس التي كان يرتديها وينظف الأغراض الشخصية.

والمواقع التي جرى تطويقها، هي "حديقة ونزل للمشردين" في سالزبري، إضافة إلى "صيدلية وكنيسة ومنزل" في إيمزبري.

وقالت استاذة الكيمياء اندريا سيلا ان غازات الاعصاب مثل نوفيتشوك "مصممة لان تكون مقاومة" ملمحة الى امكانية تعرض الزوجين للعينة الاولى.

ويذكر أن سكريبال (67 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) التي كانت تزوره قادمة من موسكو، قد تلقى العلاج لفترة طويلة، قبل خروجهما من المستشفى.

وقالت الشرطة إنها تشتبه بأن يكون غاز الاعصاب قد استخدم بشكله السائل، وجرى مسحه على الباب الخارجي.

ورفضت موسكو الاتهامات البريطانية لها بالتورط في تسميم سكريبال، وأدى ذلك الى ازمة دبلوماسية قامت فيها روسيا ودول غربية بتبادل طرد عشرات الدبلوماسيين.


مواضيع متعلقة