ببساطة| رحلة روسيا لعالم الذهب مقدمة لتحولات دولية وعقوبات على تركيا

ببساطة| رحلة روسيا لعالم الذهب مقدمة لتحولات دولية وعقوبات على تركيا
- الاستثمارات الخاصة
- الانتخابات الرئاسية
- البنك المركزي الأوروبي
- البنوك المركزية
- الخزانة الأمريكية
- الدول الأوروبية
- الرئيس الأمريكي
- أبريل
- أجا
- الاستثمارات الخاصة
- الانتخابات الرئاسية
- البنك المركزي الأوروبي
- البنوك المركزية
- الخزانة الأمريكية
- الدول الأوروبية
- الرئيس الأمريكي
- أبريل
- أجا
فيما يطمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مزيد من السيطرة الاقتصادية الأمريكية دوليا عبر ضغوط مالية بشكل رسمي يتمثل في فرض ضرائب ورسوم جمركية على الواردات من الخارج، يرى اقتصاديون أن لدى الولايات المتحدة بعض الأمور التي تدعو للقلق عندما يتعلق الأمر بهيمنتها على الاحتياطيات الدولية الرسمية للدول الأخرى، فالحكومات والبنوك المركزية أقل اهتمامًا بالديون الأمريكية هائلة الحجم.
من هنا يبرز مدى الاهتمام الروسي ومعه عدد من الاقتصادات الناشئة التي تخشى غضبة الغرب على توازنها المالي عبر فرض عقوبات مفاجأة وفي مقدمة تلك الدول تركيا، فمنذ ديسمبر 2017، قلصت روسيا حيازتها من ديون الولايات المتحدة بأكثر من النصف، وبدأت زيادة احتياطاتها الدولية من الذهب، ورغم أن هذا السلوك قد يكون مفهومًا بالنسبة لبلد عليه التعامل مع سياسة العقوبات الأمريكية التي لا يمكن التنبؤ بها، فهو أيضًا جزء من توجه رئيسي للبلاد.
ووفقا لبلومبرج، فأنه بالنسبة للحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية، فحصتها من الديون الأمريكية متناقصة باستمرار منذ فترة، وبدلا من ذلك عمدت بعض الاقتصادات خلال السنوات الأخيرة إلى رفع حيازاتها من الذهب.
إن خفض روسيا لحيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى 48.7 مليار دولار في أبريل 2018 من 102.2 مليار دولار في ديسمبر2017 لم يكن أمرًا مثيرًا، خصوصًا أنها تبدو "حصة صغيرة جدًا" مقارنة بما في حوزة الصين واليابان والبرازيل وبعض الدول الأوروبية.
ولا يمكن للولايات المتحدة حتى أن تلتفت بعين الاهتمام إلى تغيرات بقيمة عشرات المليارات من الدولارات في حيازات ديونها البالغة حوالي 21.2 تريليون دولار، وفي غضون ذلك قد تشعر الولايات المتحدة بالرضا والأمان وهي تراقب ارتفاع إجمالي حيازات الأجانب لديونها بشكل مطلق، تزامنا مع انخفاض نسبة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي الرسمية ببطء.
وشكلت العملة الأمريكية 62.7% من الاحتياطيات خلال الربع الأخير من عام 2017، محققة انخفاضًا من 64.59% عام 2014، لكن من الملاحظ أيضًا أن حصة ثاني أكبر عملة احتياط في العالم وهي اليورو انخفضت إلى 20.15% من 21.57%، ما يعكس تحولًا رئيسيًا عالميًا.
هناك الكثير من الديون الأمريكية المتاحة للشراء، لكن البلدان ليست حريصة على زيادة حصتها ضمن احتياطاتها الدولية، حيث انخفضت حصة سندات الخزينة إلى 25.4% حاليا من 28.1%، في حين استقرت حصة الذهب عند 11% خلال الفترة نفسها.
يرجع ذلك إلى إقبال عدد من الأنظمة الجامحة عن الإجماع العالمي لاكتناز الذهب، وعلى خطى روسيا، تتصرف بلدان أخرى بالطريقة نفسها، منها روسيا البيضاء وكازاخستان ومؤخرًا تركيًا، حيث يخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سعى الغرب لمعاقبة بلاده.
وتمثل روسيا وكازاخستان وتركيا 50% من صافي مشتريات الذهب التي قامت بها البنوك المركزية خلال السنوات الخمس الأخيرة، لكن الاقتصادات الأوروبية الكبيرة التي حافظت على احتياطاتها الدولية من المعدن النفيس منذ فترة طويلة، دأبت على استثمار حصص ثابتة من الأموال في الأصول المقومة بالدولار.
وتتشكل 55% من الاحتياطيات الدولية لمنطقة اليورو، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي، من الذهب منذ عام 2008، وعلى الصعيد العالمي انخفض إجمالي الطلب على المعدن النفيس بنسبة 7% خلال الربع الأول من 2018، بسبب تراجع الطلب على الاستثمارات الخاصة.
لكن البنوك المركزية وتحديدًا المحبة للذهب قد اشترت 116.5 طن من الذهب خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2018، وهي أكبر وتيرة زيادة يشهدها الربع الأول منذ عام 2014، وتشكل أيضا نموًا نسبته 42% على أساس سنوي.
بالنسبة لتركيا وروسيا، يبدو أن قرار تخفيض حيازاتهما من العملات الغربية استراتيجي، ويشار هنا إلى أن أنقرة مضت على نهج موسكو تزامنا من تحولها للذهب، حيث خفضت حيازتها من الديون الأمريكية بنسبة 38% إلى 38.2 مليار دولار منذ أكتوبر 2017.
السبب في عدم اتباع المزيد من البلدان لهذا النهج رغم المخاوف من سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وحروبه التجارية وخطابه الانعزالي، والدولار الضعيف نسبيًا، هو أن أداء الذهب نفسه كان أسوأ من العملة الأمريكية.
بات قادة البنوك المركزية في معظم بلدان العالم يتصرفون على نحو متزايد مثل مستثمري القطاع الخاص، حيث يبحثون عن عائدات أكبر، وهذا يعني أن التحركات المدفوعة بالتغيرات الآيديولوجية أو الجيوسياسية نحو الذهب ليست في حسبانهم، وهي خطوات كانت لتدعم أسعار المعدن.
أصبحت البنوك المركزية أكثر تركيزًا على الأصول غير الدولارية، وارتفعت حصص جميع عملات الاحتياطيات الدولية باستثناء الدولار ولو بشكل طفيف منذ فاز "ترامب" في الانتخابات الرئاسية.
الخلاصة فإن هذا التحول يبدو خجولًا، لكن لا ينبغي أن يخدع صناع السياسة في أمريكا، فهيمنة الولايات المتحدة على الاحتياطيات الدولية لمدة قرن من الزمان بفضل الدولار ليس إلا فترة وجيزة نسبيًا عند النظر إلى التاريخ، وقد سبقه الإسترليني في ذلك، ومن قبلهما الفرنك الفرنسي.
من جهته قال مستشار صندوق النقد الدولي الأسبق، الدكتور فخري الفقي، إن الرحلة الروسية والتركية إلى عالم الذهب مقدمة لتحولات عالمية أكبر.
وأضاف الفقي، لـ"الوطن"، أن استمرار العالم في شراء الديون الأمريكية بالمستويات نفسها بغض النظر عن السياسات الأمريكية والتصورات المتغيرة للقوة السياسية والاقتصادية، أصبح غير مقبول وغير معقول أيضًا، خصوصًا مع الضغوط التي يمارسها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، والتي تقود العالم إلى حربًا تجارية لا أحد عرف مداها.