«كريدى أجريكول» العالمية: مصر سوق واعدة والإصلاحات الاقتصادية وضعتها على الطريق الصحيح.. ومستعدون لتقديم الدعم الفنى للصندوق السيادى لإدارة الأصول

08:15 م | الأحد 01 يوليو 2018

أكد عدد من قيادات المجموعة الأم لبنك «كريدى أجريكول» العالمية فى فرنسا أن الاقتصاد المصرى يسير فى الاتجاه الصحيح بعد الإجراءات الاقتصادية الإصلاحية التى قامت بها الحكومة فى ٢٠١٦، لافتين إلى أهمية مواصلة الإصلاحات لدفع مؤشرات النمو وتحقيق مستقبل أفضل.

وأشار «فرانسوا إدوارد دريون»، رئيس قطاع فروع التجزئة الدولية بمجموعة «كريدى أجريكول»، و«بيير فيناس»، العضو المنتدب لبنك كريدى أجريكول- مصر، و«فابريس فيريرو»، مدير مكتب الاتصالات والعلاقات الخارجية بالمجموعة الأم، فى لقاء مع «الوطن» على هامش أعمال المؤتمر الاقتصادى المنعقد فى باريس حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا، إلى أن هذا المنتدى يأتى ضمن إطار فعاليات «الموسم المصرى» الذى ينظمه معهد العالم العربى بباريس.

وأشادوا بالدور القوى الذى يلعبه البنك المركزى المصرى فى الإصلاح الاقتصادى، وإلى الخطوة الجريئة والقوية التى قام بها، فى نوفمبر 2016، بتحرير سعر الصرف فى إطار البرنامج الإصلاحى، مما أدى إلى تعزيز جاذبية السوق المصرية بالنسبة للمستثمرين الأجانب فى مجالات مختلفة.

{long_qoute_1}

وقالوا إن البنك يسعى لتعزيز وجوده فى الاقتصاد المصرى بما يسهم فى تعزيز حركة الاقتصاد، لافتين إلى أنهم على أتم الاستعداد لمساعدة الحكومة المصرية بما تمتلكه المجموعة الأم من خبرات واسعة فى المجال البنكى والاستشارات، خاصة فيما يتعلق بإدارة الأصول والصناديق السيادية.

وأكد قيادات البنك أن مجموعة «كريدى أجريكول» هى مجموعة عالمية تتميز بقوتها، ليس فقط فى فرنسا وأوروبا، بل حول العالم، ويمكن رؤية ذلك من خلال أرباح المجموعة، فنحو النصف تحققه الفروع وقطاعات الأعمال خارج فرنسا، ومنها على الأخص بعض المناطق التى وصفوها بـ«مناطق الأموال»، والتى تشمل نيويورك وجنوب آسيا، وخاصة سنغافورة.

وأشاروا إلى وجود المجموعة بقوة، وأهمها بنوك التجزئة الدولية، التى يشكل وجودها أهمية كبيرة فى أوروبا، وعلى رأسها بنك التجزئة الدولى الموجود بإيطاليا، وكذلك الوجود فى منطقة شمال أفريقيا فى مصر والمغرب.

وترى مجموعة «كريدى أجريكول» أن السوق المصرية تتسم بالقابلية للتوسع والنمو، حيث أشاد قيادات المجموعة بالسوق المصرية، ووصفوها بالسوق الواعدة، قائلين: «لذا يشكل (كريدى أجريكول- مصر) أهمية كبيرة بالنسبة للمجموعة، خاصة أنه يحقق فى مصر توسعاً وانتشاراً، مما يحفز المجموعة لدعمه فى كافة الاتجاهات الأساسية». {left_qoute_1}

وأضافوا: «تحرص المجموعة على وجودها فى مصر، فهى تعمل بالسوق منذ سبعينات القرن الماضى، حيث شهدت مصر خلالها تطورات مختلفة، لكننا على يقين أن مصر تمتلك الإمكانية للتوسع والنمو، لذا فإننا مستمرون ومصرون على التوسع والنمو فى مصر، كما تحرص المجموعة من خلال قطاعاتها المختلفة على خدمة الاقتصاد فى مصر، والمشاركة فى تمويل المشروعات الكبرى ومنها خطوط مترو الأنفاق بمصر».

وفيما يتعلق بتمويل الخطوط الجديدة لمترو الأنفاق، أشاروا إلى أن البنك الأوروبى للاستثمار والوكالة الفرنسية للتنمية هما الممولان الرئيسيان لها، إلا أن البنك يشارك فى المشروع من خلال تقديم كل الخدمات البنكية المصاحبة للتمويل.

وأضافوا: «نشعر بالرضا عن التركيبة والشكل العام للبنك كما هو، ونرى أن البنك فى مصر يمتلك الإمكانية للتوسع والتطور الداخلى، ولكن يهمنا كمجموعة أن نوجد بصورة أكبر فى مصر، وهو ما يحدث بالفعل من خلال قطاع تمويل الشركات»، ولفتوا إلى أن المجموعة تمتلك الخبرة الفنية فى العديد من المجالات، خاصة فى مجال إدارة الأصول والتأجير التمويلى، والتى يمكن تصديرها لمصر.

ولفتوا إلى أن المجموعة تهتم أيضاً بتشجيع الاستثمار فى مصر، وذلك بدعم عملائها الذين يوجدون حول العالم ويسعون للاستثمار فى مصر، وقد حدث ذلك بالفعل مع بعض عملائها فى إيطاليا.

وأضافوا أن «مجموعة كريدى أجريكول تقوم بتطبيق استراتيجيتها فى مصر، وتقوم على تقديم خدمات متنوعة وعلى أعلى مستوى ويتم تصميمها لتناسب الاحتياجات المختلفة للعملاء، سواء أكانوا عملاء أفراداً، أو الشركات الكبيرة، أو حتى عملاء الشركات المتوسطة والصغيرة. وتعتمد الاستراتيجية أيضاً على التطوير والابتكار لتقديم كل ما هو جديد فى عالم الخدمات الإلكترونية التى توفر السرعة والراحة لعملائنا والتى تأتى مكملة للاستشارات التى يقدمها مديرو خدمة العملاء».

وقالوا إن المجموعة دائماً ما ترفع شعار «العميل فى القلب» لتأكيد أن رضا العملاء يأتى على رأس أولويات البنك الذى يقوم دورياً بقياس مستوى رضا العملاء عن الخدمات والمنتجات المقدمة إليهم عن طريق عمل استطلاعات واستبيانات سنوية، لها معايير محددة عالمياً، توضح آراء العملاء فى أداء «كريدى أجريكول»، مقارنة بأداء البنوك المنافسة، حتى تستطيع تقديم منتجات فى قنوات مختلفة تخدم كافة العملاء.

{long_qoute_2}

وبالإشارة إلى الصندوق السيادى المصرى، الذى تسعى مصر لتأسيسه، أوضح قيادات البنك أن مصرفهم على أتم الاستعداد لتقديم الاستشارات والدعم الفنى للصناديق السيادية لإدارة الأصول بمصر، مؤكدين أن المجموعة لها باع طويل فى هذا المجال، فمثلاً فى سنغافورة يقومون بتقديم الدعم الفنى للصندوق السيادى هناك.

وأوضحوا أن الصندوق السيادى المصرى يقوم على إدارة أصول الدولة، لافتين إلى أهمية منهجية «IPO» التى تقوم الحكومة المصرية بتنفيذها، وهى طرح بعض الشركات العامة بالبورصة، حيث إن السوق المصرية ينقصها طرح سندات للشركات بشكل أكبر، مما سيحفز ديناميكية السوق ويزيد من سيولتها.

وأكدوا أن المجموعة تحتل المركز الأول على مستوى قارة أوروبا فى مجال قروض التجزئة المصرفية والتأمين المصرفى وإدارة الأصول، مشيرين إلى أن حجم محفظة إدارة الأصول بلغ 1.4 تريليون دولار. وأضافوا أن «كريدى أجريكول» تأتى فى المركز الثانى على مستوى العالم بالنسبة «للتمويل الأخضر» أو تمويل الطاقة المتجددة التى لا تضر بالبيئة، كما أن المجموعة تحتل المركز الأول فى إدارة وتنسيق طرح «السندات الخضراء» بفرنسا.

وأشاروا إلى أن مجموعة «كريدى أجريكول» تشغل الترتيب العاشر من حيث حجم الأصول على مستوى العالم، وبلغ حجم أصول المجموعة 2.1 تريليون دولار، لافتين إلى أن المراكز التسعة الأولى تحتلها بنوك أوروبية، وأمريكية، وآسيوية، نظراً لكبر عدد سكان قارة آسيا، وذلك بحسب تقرير وكالة «ستاندرد آند بورز».

ويتضمن الهيكل التنظيمى للمجموعة قطاعات متنوعة ومتخصصة مما يعكس استراتيجية المجموعة التى تتمحور حول تقديم خدمات متخصصة تناسب كل شريحة من العملاء، ومن بين تلك القطاعات قطاع إدارة الأصول، وقطاع التأمين، وخدمات كبار العملاء، بالإضافة إلى قطاع التمويل العقارى، وخدمات الدفع.

وأكدوا أن التجزئة المصرفية تأتى على رأس اهتمام المجموعة، حيث تمتلك عدة علامات تجارية منها بنك LCL، وB For Bank، الذى يعد بنكاً «رقمياً» بالكامل، حيث إنه لا يمتلك فرعاً تقليدياً أو مادياً.

وأوضحوا أن المجموعة تمتلك نحو 27 مليون عميل، من إجمالى عدد السكان البالغ 60 مليون نسمة، أى ما يمثل نحو 35% من الأفراد القادرين على فتح حسابات بنكية. ويمتلك «كريدى أجريكول» أكثر من 9 الآف فرع فى فرنسا من بين 11 ألف فرع حول العالم. ويُذكر أن بنك «B For Bank» يصل لعدد كبير من العملاء، ولكن عن طريق القنوات الرقمية، وأوضح «فيريرو» أن المجموعة لديها عدد مساهمين يصل لـ9.2 مليون مساهم، مما يجعل «كريدى أجريكول» البنك الرائد فى فرنسا. {left_qoute_2}

وقالوا إن المجموعة حققت أرباحاً تقدر بـ32 مليار يورو، وبلغ صافى الدخل بعد خصم الضرائب نحو 6.5 مليار يورو، مما يوضح الديناميكية والحيوية الملحوظة فى أداء المجموعة، فقد حققت معدل نمو يسجل 5.5% عن العام الماضى، وبلغت نسبة الملاءة المالية «معدل كفاية رأس المال» 14.6%، وهى تُعد نسبة مرتفعة.

ولفتوا إلى أن تحقيق معدلات نمو مرتفعة ليس بالأمر السهل فى فرنسا، وذلك لأن السوق الفرنسية لا تسمح بتلك القفزات السريعة، على عكس مصر، فإن قابليتها للنمو تسمح بتحقيق نسب نمو مرتفعة.

وحول استراتيجية البنك، التى يطلق عليها «Strategic Ambition 2020»، وهى خطة متوسطة المدى أُعدت عام 2016، قالوا إن الابتكار والتجديد والتوسع فى الخدمات الإلكترونية يُعتبر من أهم أعمدة ومحاور تلك الاستراتيجية، وذلك لن يأتى على حساب الوجود الإنسانى مع العملاء، لذلك عملت الاستراتيجية على أن يوجد البنك 100% مادياً مع العملاء لتقديم كافة الاستشارات والنصائح البنكية، وأيضاً الوجود بنفس القدر ولكن رقمياً عن طريق تقديم خدمات إلكترونية متميزة ومتنوعة، وهى تجربة مصرفية متوازنة وفريدة من نوعها.

وأوضحوا أن «هذه الاستراتيجية لا تطبق فقط داخل فرنسا، وإنما يتم تطبيقها فى جميع البلاد التى توجد بها المجموعة، ولكن تعدل الاستراتيجية وتتكيف بحسب طبيعة كل دولة على حدة، وتبقى منهجيتنا المصرفية (100% وجود مادى، 100% وجود رقمى)، سائدة فى كل مكان حول العالم».

وعن الإبداع والابتكار، أشاروا إلى أن «كريدى أجريكول» أنشأ حاضنة لرواد الأعمال الناشئة تسمى «Le Village by CA»، وهى أكبر وأول حاضنة لرواد الأعمال والمشاريع الناشئة بباريس، ولكن توسعت لتوجد بنحو 22 فرعاً داخل فرنسا أو خارجها بأمريكا وآسيا. وبالفعل احتضنت المجموعة العديد من شركات رواد الأعمال الصغيرة الـ«Startups».

ولتعزيز فكرة التطوير والابتكار، قامت المجموعة بإنشاء «Credit Agricole Store» وهو مشابه لـ«Play Store» من حيث الفكرة، مما حقق للمجموعة الريادة فى القطاع المصرفى، وهذا بشهادة العديد من الهيئات الدولية، التى أشادت بقدرة المجموعة فيما يخص الخدمات البنكية والإلكترونية.

وقالوا إن المجموعة تولى اهتماماً ضخماً بالمسئولية المجتمعية، حيث أطلقت المجموعة عدداً من مبادرات دعم المجتمع تسمى «FReD works»، وإن المسئولية المجتمعية لديهم تعتمد على عدة محاور، أهمها «احترام العملاء»، أما المحور الثانى فيتمثل فى «احترام البيئة» أو «المسئولية الخضراء»، كما أن المجموعة لديها هدف لتقليل نسبة الغازات السامة لـ10% خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال أنشطة العمل داخل مظلة البنك، أو من خلال مشاركة البنك فى تمويل المشروعات الصديقة للبيئة.