أصحاب السيارات يتمردون على «السايس»: وجوده لم يعد مقبولاً

كتب: محمد غالب

أصحاب السيارات يتمردون على «السايس»: وجوده لم يعد مقبولاً

أصحاب السيارات يتمردون على «السايس»: وجوده لم يعد مقبولاً

قرروا التمرد على سطوة السايس واستيلائه على جزء من الشارع، وقوفه لم يعد مقبولاً بالنسبة لهم، خاصة مع ازدياد المصاريف بفعل ارتفاع الأسعار، لا مبرر بالنسبة للكثيرين لدفع مبلغ مالى إضافى فى كل مكان يركنون فيه سياراتهم، خاصة مع كثرة المشاوير.

لجأ الكثيرون لوسائل مختلفة للهرب من «السايس»، منها الجرى بالسيارة قبل ملاحظة السايس، البحث عن مكان آمن، بعيداً عن منطقة وجوده، حتى لو اضطر صاحب السيارة للسير مسافات طويلة، الدخول فى فصال مع السايس لتقليل المبلغ المطلوب قدر الإمكان، أو التهديد بتصويره والإبلاغ عنه.

معاملة أحمد أبوالنيل، مهندس، مع السايس تغيّرت، فلم يعد يدفع له ما يطلبه إلا فى أوقات نادرة، فى أغلب الأحيان، يقوم «أبوالنيل» بتدوير السيارة بسرعة، ليرحل قبل وصول السايس إليه: «بيطلع يجرى عليا، مرة مايلحقنيش، ومرة يخبط على الإزاز بقوة، وأحياناً بيشتم، بس أنا باسيبه وبامشى». فى بعض الأماكن يطلب السايس، الثمن قبل ركن السيارة، وهو ما يدفع «أبوالنيل» إلى الركن بعيداً عن المكان الذى يريد الوصول إليه: «باسيب العربية بعيد، مش مشكلة حتى لو هامشى 10 دقايق، المهم أبعد عن السايس ورخامته».

{long_qoute_1}

عانت مروة جمال، كثيراً من «السياس»، مما جعلها تنشئ صفحة على موقع «فيس بوك» أطلقت عليها اسم «لا للسايس فى الشارع المصرى»، ذكرت من خلالها تجربة قامت بها «مروة» لتجبر السايس على الرحيل، وهى تصوير وجهه بالهاتف المحمول لتهديده: «جربتها كذا مرة، وباقول له صورتك على موبايلى، على الله ألاقى المرايا مكسورة». بعض السياس يتفوهون بالكلام، يرفعون الصوت، اعتراضاً وطلباً للمبلغ، لترد «مروة»: «لما أكون راكنة فى بيتكم تعالى حاسبنى، لكن دى أرض الحكومة».

أكثر الأماكن التى ينتشر بها السياس، حسب «مروة»، هى مدينة نصر، خاصة بجانب المولات، ومصر الجديدة تحديداً بجانب الكافيهات، وجامعة الدول العربية، وميادين مثل باب الشعرية والعتبة: «دول بيطلبوا من 10 وبتوصل لـ25 جنيه، وبرفض طبعاً».

فى حال طلب السايس من «مروة» مبلغاً مالياً قبل الركن، ترفض وتبحث عن مكان آخر دون الرد عليه: «فيه مناطق بيكون واقف فيها ناس معاهم ورق من الحى ومكتوب ساحة انتظار، زى الوايلى، ده مفيش مشكلة، المهم أكون عارفة أنا بادفع لمين». تجربة سيئة مرت بها «مروة» فى شارع الميرغنى، أثناء بحثها عن دواء فى إحدى الصيدليات: «كان فيه 4 صيدليات جنب بعض فى مربع واحد، كل ما أخلى العربية انتظار قدام صيدلية ألاقى سايس عايز فلوس، مابادفعش طبعاً».

ببساطة شديدة، يخرج محمد فريد، مهندس مدنى، يده من نافذة سيارته ملوحاً للسايس، قائلاً: «شكراً مش معايا فكة»، ويرحل دون أن ينطق السايس بكلمة: «مش باجرى بالعربية ولا باتخانق، بامشى عادى، إلا لو لقيته غلبان فعلاً، باديله فكة وبتبقى حاجة منى أنا».


مواضيع متعلقة