مسجد «سيدى العارف بالله».. صلاة ودعاء وبركة
الزوار يأتون إلى «العارف بالله» من مختلف المحافظات
يتجمعون حول ضريح سيدى «العارف بالله»، بعضهم جلس واستند بظهره على الجدران فى مواجهة الضريح من أجل الدعاء وقراءة آيات من القرآن الكريم، وآخرون اتجهوا إلى الضريح مباشرة للوقوف أمامه والمسح بأيديهم على الجسم المعدنى للضريح من الخارج، أما البعض الآخر فقرر أن يستريح ويمدد جسمه هروباً من الحرارة الشديدة خارج مسجد العارف بالله بمدينة سوهاج، الذى يعتبر من أكبر مساجد المحافظة وأقدمها، ويقصده مُحبو آل البيت من مختلف المحافظات.
من مركز «طهطا» شمال محافظة سوهاج جاء «مؤمن محمود»، 40 عاماً، صاحب محل بقالة، لزيارة الضريح، قائلاً: «الناس بتيجى المسجد من كل المحافظات زى القاهرة وطنطا والشرقية مش من القرى بس، ولما بلاقى وقت فاضى عندى باجى على طول المسجد هنا، أزور سيدى العارف بالله وأقرأ الفاتحة، وساعات باجى لوحدى وساعات أخرى معايا صاحبى على حسب الظروف».
«عبدالفتاح»: يقصده زوار من مختلف المحافظات حباً فى آل البيت.. و«الديب»: نرمى المشاكل خلفنا بعد زيارته
وعن سبب اختياره لمسجد سيدى العارف بالله، يقول «مؤمن»: «ده مكان بنتبارك به والملائكة موجودة فى كل مكان جواه، ولما بنيجى هنا بنحس بالراحة والسكينة والطمأنينة، وكمان بداخله ضريح واحد من أولياء الله الصالحين، لكن طبعاً الاعتقاد الأول والأخير فى الله سبحانه وتعالى، لكن احنا بنتبارك بس بالمكان وهو برضه فى الآخر بيت من بيوت الله»، ويختتم «مؤمن» حديثه قائلاً: «الناس بتيجى هنا لو حد فيهم نادر ندر مثلاً، زى واحدة ست ابنها كان عيان ويخف بتيجى وتزغرد هنا، وتحط اللى ربنا يقدرها عليه فى صندوق الندور، وممكن كمان توزع حلويات أو شيكولاته على كل الناس اللى موجودة فى الوقت ده».
أما «الديب أبوالحمد»، 41 عاماً، يعمل مُقيم شعائر بأحد المساجد بالمحافظة، فيأتى من مركز المنشأة إلى مدينة سوهاج مرتين فى الأسبوع، يُفضل أن يزور ضريح «العارف بالله» منفرداً دون اصطحاب أحد معه، قائلاً: «بحب هذا المسجد جداً لأنه مسجد كله بركات، وبحس براحة نفسية أول ما بدخله وأقف قدام الضريح، وباجى هنا أصلى وأزور الضريح أهو الواحد بيفك عن نفسه وروحه شوية، وأى حد عنده مشاكل أو هموم بييجى هنا يفكها فى المكان ده ويخرج من هنا راميها خلفه».
ومن جانبه قال الشيخ «محمد السيد عبدالفتاح»، إمام مسجد «سيدى العارف بالله»، إن المسجد من أهم المساجد بالمحافظة وأقدمها، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثامن الميلادى، وتم تجديده فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1968، والثانية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 1998، مضيفاً: «المسجد منارة للعلم والفكر الوسطى المعتدل الذى تعلمناه فى الأزهر الشريف، ويأتى إلى هذا المسجد الرواد والقُصاد من جميع مختلف المحافظات حُباً فى سيدى العارف بالله رضى الله عنه وأرضاه، ولأن الشعب المصرى بطبعه يحب آل بيت»، وعن أهمية المسجد يقول «عبدالفتاح» إن لهذا المسجد أهمية دينية، ودوره الدينى يتمثل فى مواجهة الفكر المتطرف والتكفيرى، وله أيضاً دور ثقافى، حيث يضم مكتبة عامة وشاملة تحتوى على أمهات الكتب لخدمة طلاب العلم والمثقفين، كما توجد مقرأة فى يوم الخميس من كل أسبوع لتصحيح القراءة للأئمة الذين يتم تعيينهم حديثاً بمحافظة سوهاج، كما يوجد بالمسجد تحفيظ القرآن الكريم، ويتمثل دوره الاجتماعى فى جمعية مسجد سيدى العارف بالله، ويُنفق منها على الفقراء والمساكين.
ويوضح «عبدالفتاح» أن المسجد يحتوى على ضريح سيدى العارف بالله، وهو مقصد ليس لأبناء وأهالى المحافظة فقط، بل كافة المحافظات خاصة فى بداية ذكرى مولده فى نهاية شهر شوال، وتكون الليلة الختامية فى اليوم الخامس من شهر ذى القعدة، وفى تلك الفترة من كل عام تأتى أعداد كبيرة إلى المسجد، ويكون هناك استعدادات خاصة للترحيب بآلاف الزوار، وقامت مديرية الأوقاف فى العام الماضى بتنظيم احتفالية لمدة 3 أيام، احتفاء بمولد سيدى العارف بالله، شرح خلالها علماء الفكر الوسطى معانى التوسل والمدد والكرامات وأولياء الله الصالحين وعرضوا أسانيدهم فى ذلك من القرآن والسنة.
وتحدث عن العارف بالله قائلاً: «إن الجبرتى، المؤرخ المعروف، ذكرأنه كان له 600 فدان يُنفق منها على الفقراء والمساكين وطلاب العلم، وأنقصت فى عهد محمد على إلى 100 فدان، أما من قال إنه سيدى أحمد بن زاروق فلا يوجد أى سند تاريخى يدل على ذلك، لأن أحمد بن زاروق مات عام 899 هجرياً، ودُفن فى مصراتة غرب ليبيا».