«البوظة» مشروب الغلابة فى الصعيد «اروى عطشك بـ2جنيه»

«البوظة» مشروب الغلابة فى الصعيد «اروى عطشك بـ2جنيه»
- أشعة الشمس
- الجو الحر
- الصباح الباكر
- الطرق السريعة
- الطريق الرئيسى
- جانب الطريق
- د المغرب
- درجة الحرارة
- ساعة ونص
- البوظة
- سوهاج
- أشعة الشمس
- الجو الحر
- الصباح الباكر
- الطرق السريعة
- الطريق الرئيسى
- جانب الطريق
- د المغرب
- درجة الحرارة
- ساعة ونص
- البوظة
- سوهاج
تمر السنوات ويظل المشروب الأساسى فى الصعيد وتحديداً بمحافظة سوهاج هو «البوظة»، أو كما يُطلق عليه «مشروب الغلابة»، يقف بائعوه من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس على أطراف الطرق السريعة من أجل كسب الرزق، جاء غالبيتهم من مركز العسيرات، الذى يشتهر بكثرة الأهالى والأسر التى تعتمد فى دخلها ومصدر رزقها على صناعة البوظة.
{long_qoute_1}
على طريق سوهاج - جرجا تقف مجموعة من الشباب على بعد أمتار قليلة من الطريق الرئيسى تقوم بيبع مشروب البوظة للزبائن والمارة، من ضمنهم «محمود جمال»، 22 عاماً، يقف وسط العديد من الجراكن المليئة بمشروب البوظة، ويحكى عن مشروب الغلابة قائلاً: «البوظة من أقدم المشروبات اللى موجودة فى سوهاج ومشهورة بيها، وعندنا ملهاش علاقة باللى كنا بنشوفه فى الأفلام لأنها عندنا مختلفة خالص ومش مخمرة، وفيه ناس كتيرة بيوتها مفتوحة من الصناعة دى، ومركز العسيرات هو أشهر المراكز فى صناعة مشروب البوظة فى سوهاج وأهاليه كلهم شغالين عليه».
وعن طريق تصنيع وتجهيز البوظة، يقول «جمال»: «بتتجهز البوظة فى البيوت عادى، بس بيبقى مخصص لها الدور الأرضى من البيت، وبيبقى كله عبارة عن سيراميك فى الحوائط والأرضيات ومراوح كهربائية، عشان يفضل الجو رطب ودرجة الحرارة قليلة، وبيبقى ليها ماكينة زى بتاعة الكنافة بالظبط، ومحدش بيدخل المكان ده غير اللى شغالين عليها بس مش أى حد يدخله، وبنبقى لابسين غطاء فى اليد والأقدام»، موضحاً أنها تُصنع من الدقيق الفاخر الذى يخبز به الرغيف الفينو، مستكملاً حديثه عن التصنيع قائلاً: «بنسيب عليه ميه سخنة وكله يتخلط فى الماكينة، الدقيق مع الميه وتقعد نحو ساعة ونص فى الماكينة، وبعد كدة بتتصب فى عجانة كبيرة، وتتركن على جنب لحد تانى يوم»، مؤكداً أنه يتم تصفيتها وتعبئتها فى براميل وجراكن، ويتم تحليتها حسب الطلب أثناء بيعها للزبائن فى لحظتها.
ويتحدث «بائع البوظة» عن البيع خلال شهر رمضان الكريم قائلاً: «فى شهر رمضان ممنوع عندنا حد يحليها، بنبيعها فى الشهر ده من غير سكر، والناس تشتريها كدة خام وتحليها فى بيتها وقت الفطار زى ما تحب سواء تحطلها.. جوافة أو موز وتضربها فى الخلاط، وبيبقى طعمها حلو جداً».
يلتقط منه ابن عمه «حسين عبدالعال»، 38 عاماً، أطراف الحديث قائلاً: «احنا بنقف هنا من الساعة 5 الفجر لحد بعد العصر أو بعد المغرب على حسب تساهيل ربنا فى اليوم ده، لحد ما البضاعة تخلص لأن البوظة عندنا بتتعمل اليوم بيومها ومفيش حاجة بتتركن، واحنا معظمنا من مركز العسيرات، واحنا كلنا ولاد عم مع بعض والفرشة دى فاتحة أكتر من بيت»، موضحاً أن أسعار أكياس البوظة لديه تبدأ من جنيه ونصف إلى 7 جنيهات، والجراكن أسعارها من 10 إلى 30 جنيهاً، مضيفاً: «الحاجة لما غليت زى الدقيق والسكر والأكياس مبقاش البيع زى الأول، ده زمان كنا بنبيع كتير قوى».
وعلى نفس الطريق ولكن على بعد عدة كيلومترات يقف «فواز رمضان»، 22 عاماً، أحد أهالى مركز العسيرات على جانب الطريق فى المكان الذى يقف فيه يومياً تحت إحدى المظلات تحميه من أشعة الشمس، يحكى عن شهرة سوهاج وتحديداً العسيرات بصناعة البوظة قائلاً: «البلد كلها شغالة فى البوظة، ودى عندنا زى الفاكهة، مش زى أى مشروب عادى، أبويا كان بيشتغل فى نفس المجال، ونزلت معاه وأنا صغير لحد ما اتعلمتها، وهى دى شغلانتنا ومنعرفش حاجة غيرها، والفرشة دى فاتحة البيت عندنا».
ويؤكد «فواز» أن البوظة نوعان أحدهما خام، وهى التى يقوم بتجهيزها الزبائن فى منازلهم، أما الأخرى الحلوة فهى التى يوضع عليها السكر وتُشرب فى الحال ولا يمكن تخزينها كالخام، مضيفاً: «لازم أى حد معدى عليّا فى الجو الحر ده بيقف وينزل يشرب بوظة، وفيه زباين معروفة بتعدى عليّا كل يوم تشرب»، موضحاً أنه يقف فى الأيام العادية من الساعة 8 صباحاً وحتى المغرب، وفى رمضان يقف من الساعة الواحدة والنصف ظهراً ويقوم بيبعها خام بدون إضافة السكر.
ويختتم «الشاب العشرينى» حديثه قائلاً: «الكوباية الصغيرة بـ2جنيه والكبيرة بـ4 جنيه، والأكياس أسعارها مختلفة من 2 لحد 5 جنيه، والجراكن الحلو بـ25 جنيه والماسخ بـ15 جنيه، ودى الأسعار بعدما الدنيا كلها غليت من سكر ودقيق وحتى الشفاطات».