«الكاتدرائية المرقسية» تحتفل باليوبيل الذهبى لأول قداس فى العباسية

كتب: مصطفى رحومة

«الكاتدرائية المرقسية» تحتفل باليوبيل الذهبى لأول قداس فى العباسية

«الكاتدرائية المرقسية» تحتفل باليوبيل الذهبى لأول قداس فى العباسية

احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية، أمس، بالذكرى الخمسين لافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، والبابا كيرلس السادس، وأقيم أول قداس فيها، ووضع رفات مؤسس الكنيسة «مارمرقس» فى المزار الخاص به داخل الكاتدرائية.

وتنظم الكنيسة فى نوفمبر المقبل، احتفالية كبرى بمناسبة هذه الذكرى، بحضور العديد من المسئولين فى الداخل والخارج، وبعد انتهاء التجديدات التى تتم فى الكاتدرائية منذ 3 سنوات، تزامناً مع الاحتفال بعيد جلوس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسى المرقسى.

وخلدت الكاتدرائية، عبر المركز الإعلامى للكنيسة، هذه الذكرى، بنشر صور وفيديوهات نادرة عن الافتتاح وإقامة أول قداس، لتوثيق هذه اللحظة، وقصة بناء الكاتدرائية التى رواها محمد حسنين هيكل، فى كتابه «عام من الأزمات»، وكواليس توسّطه بين البابا كيرلس السادس والزعيم جمال عبدالناصر، حيث اقترح على الرئيس إنشاء كاتدرائية، تزامناً مع الاحتفال بالألفية الثانية لميلاد المسيح، وكذلك قصة تمويل بناء الكاتدرائية، وتولى مؤسسات القطاع العام المصرى الإشراف على تصميماتها وعملية تشييدها.

{long_qoute_1}

وقال «هيكل» إنه فى عام 1964جاء لزيارته فى «الأهرام»، أمين فخرى عبدالنور، والأنبا صموئيل أسقف البحث العلمى بالكنيسة، وطلبا إرسال رسالة من البابا إلى الرئيس عن طريقه دون إحراج للطرفين، وهو السماح ببناء كاتدرائية ضخمة، وتمويل بنائها.

وأضاف «هيكل»، أنه ذهب إلى الرئيس، ونقل إليه الطلب وسأله «عبدالناصر» عن الحدود المالية لطلب البطريرك الذى أحرج من تحديد ما يطلبه، مشيراً إلى أن تكلفة بناء الكاتدرائية كانت تتراوح من 1.5 إلى 2 مليون جنيه، وأن الكاتدرائية أعدت تصميماً لبناء الكاتدرائية بالفعل، إلا أن الرئيس اقترح بناء الكاتدرائية دون تحمّل ميزانية الدولة تكاليف الإنشاء، حيث دعا «عبدالناصر» رئيس مؤسسة البناء والتشييد، وطلب منه أن تتولى شركات المقاولات التابعة لمؤسسته بناء وتجهيز الكاتدرائية، وأن تضاف تكاليف بناء الكاتدرائية إلى حساب عمليات أخرى يقوم بها القطاع العام.

وأشار «هيكل»، إلى أن علاقة من نوع خاص جمعت «عبدالناصر» و«كيرلس» دون وسطاء، واتفقا فى أول لقاء لهما على خط اتصال مباشر يمكن البابا من طرق باب الرئيس فى أى وقت، حيث كان ينظر الرئيس إلى البابا على أنه بطريرك قبطى قادم من عمق الريف المصرى، مستوعباً بالحس حقائق مصر الاجتماعية وضرورتها، كما كان يدرك عبدالناصر بالتجربة أن تجاور دينين فى وطن واحد مسئولية رئاسة الجمهورية، وليس جهاز الدولة العادى.

يُذكر أن مكان كاتدرائية العباسية، كان عبارة عن مدافن للأقباط، وطلبت الحكومة عام 1937 نقلها إلى الجبل الأحمر والاستحواذ على الأرض، إلا أن الكنيسة رفضت وتفاوضت مع الدولة على حق الأقباط فى ملكية الأرض، وتم تمليكها للكنيسة بشرط بناء منشآت عليها لا تدر أى ربح خلال خمس عشرة سنة وإلا تعود للدولة.

وقام بتصميم بناء الكاتدرائية الجديدة المهندسان عوض كامل وسليم كامل فهمى، ونفّذ التصميم الإنشائى الدكتور ميشيل باخوم، ونفذت شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة «سيبكو» الكاتدرائية المصمّمة على هيئة صليب، ووضع الرئيس جمال عبدالناصر حجر الأساس لها عام 1965، قبل أن يفتتحها فى عام 1968، بحضور إمبراطور إثيوبيا هيلا سلاسى.

واشترك فى القداس الحبرى الأول بالكاتدرائية بجانب البابا كيرلس، البطريرك مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد من مطارنة السريان والهند والأرمن الأرثوذكس، وحضره الإمبراطور هيلا سلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا، والكردينال دوفال، رئيس البعثة البابوية الرومانية، ونحو 6000 قبطى.

وتم خلال القداس وضع رفات القديس مارمرقس، مؤسس الكنيسة، فى مزاره الحالى بالكاتدرائية، بعد عودته من مدينة البندقية بإيطاليا، حيث تقدم البابا كيرلس السادس وقتها بطلب إلى بابا الفاتيكان بولس السادس، وبعد مفاوضات بين الكنيستين وافق بابا الفاتيكان على إعادة جزء من الرفات إلى مصر، وانتدب البابا كيرلس وفداً رسمياً للسفر إلى روما لتسلم الرفات من البابا بولس السادس، وتألف الوفد من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم ثلاثة من المطارنة الإثيوبيين وثلاثة من كبار الأقباط، وحضر وضع الرفات فى المزار المعد له تحت الهيكل الكبير بالكاتدرائية، الإمبراطور هيلا سلاسى الأول، إمبراطور إثيوبيا، ووضع الصندوق فى جسم المذبح الرخامى القائم وسط المزار وتمت تغطيته بغطاء رخامى، وأنشدت فرق مختلفة ألحاناً مناسبة تحية لمارمرقس بسبع لغات هى القبطية، والإثيوبية، والسريانية، والأرمنية، واليونانية، واللاتينية، والعربية.


مواضيع متعلقة