«عزمى»: «السيسى» يريد فتح المجال العام لإبداع الشباب.. وسيكون لهم الدور الأكبر فى الفترة المقبلة.. ومصر لن تبنى إلا بسواعدهم

كتب: محمد حامد

«عزمى»: «السيسى» يريد فتح المجال العام لإبداع الشباب.. وسيكون لهم الدور الأكبر فى الفترة المقبلة.. ومصر لن تبنى إلا بسواعدهم

«عزمى»: «السيسى» يريد فتح المجال العام لإبداع الشباب.. وسيكون لهم الدور الأكبر فى الفترة المقبلة.. ومصر لن تبنى إلا بسواعدهم

قال محمد عزمى، أمين شباب حزب الحركة الوطنية المصرية، إن الحياة الحزبية خلال الولاية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسى ستكون أكثر تنظيماً، وسنرى حراكاً داخل عدد من الأحزاب الكبيرة وإعادة هيكلة، كما أن الفترة المقبلة ستشهد أيضاً تشكيل الأحزاب المتوافقة فكرياً وأيديولوجياً لائتلافات سياسية فى ما بينها.

وأضاف «عزمى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن على الأحزاب إذا أرادت أن تنجح أن تُدرّب وتؤهل شبابها وتمكنهم من المناصب القيادية كى يصبحوا قادة سياسيين فى المستقبل، لأن الشباب هم وقود الأحزاب، ونجاح الأحزاب فى الفترة المقبلة يتوقف على الكوادر الشبابية داخلها، ومدى قدرتهم على الوجود فى الشارع والساحة السياسية والمشاركة الإيجابية فى صناعة القرار داخل أحزابهم، وفى المجتمع بشكل عام.

{long_qoute_1}

واعتبر «عزمى» أن أداء الحكومة خلال الفترة الماضية لا يتسق مع توجهات وأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلا أنها تحمّلت «الإصلاحات الاقتصادية» أمام الشعب، كما أن هناك تحفظاً على أداء بعض الوزراء، وهناك افتقاد للوزير السياسى، مشيراً إلى أنهم تقدّموا باقتراح للرئيس السيسى بضرورة الدمج بين الوزير السياسى والتكنوقراط لضمان معايير اتخاذ القرار ودراسة الرأى العام قبل طرح القرارات المهمة التى تمس حياة المواطنين، وتأهيل الرأى العام لاستقبالها.. وإلى نص الحوار..

كيف ترى الحياة السياسية خلال ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الثانية؟

- علينا أن نتفق على أن الحياة السياسية فى مصر فى هذه الفترة تشهد تقلبات عديدة، سواء على صعيد السيولة الحزبية التى وصلت بنا إلى ما يقرب من 100 حزب، وصولاً إلى الممارسات التى ينتهجها بعض الساسة والحزبيين لإعادة سياسة الحزب الأوحد وتفريغ الحياة الحزبية من التعددية المطلوبة من أجل الاستقرار السياسى، لكن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مجلس النواب بعد حلف اليمين الدستورية يؤكد توجّه الدولة والنظام لتنمية سياسية حقيقية، وأن المرحلة المقبلة هى مرحلة بناء الإنسان المصرى وتبنى الثقافات التى اندثرت من حياة المواطن المصرى، وبالأخص الشباب، مثل ثقافة الاختلاف وثقافة الحوار وثقافة الاعتذار، وسعى الدولة لخلق مساحات مشتركة مع الجميع، دون إقصاء لأحد غير من تورط فى العنف والدم.

ما دلالات توجّه الدولة لإيجاد حياة سياسية سليمة؟

- هناك دلالات كثيرة، منها المؤتمر الوطنى الخامس للشباب الذى أقيم فى محافظة القاهرة الشهر الماضى، وشهد لأول مرة جلسة سياسية للتحدّث فى 3 نقاط مهمة، وهى التعدّدية الحزبية، وتعزيز مشاركة الشباب فى الحياة السياسية والحزبية، وتعزيز مشاركة الأحزاب فى المجتمع، وهذه الجلسة هى الأولى من نوعها فى مؤتمرات الشباب الدورية من حيث طرح موضوع سياسى للمناقشة العامة لبحث سُبل تفعيل الحياة السياسية والحزبية، والتنمية السياسية، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة ترتيب المشهد، وأرى أن الحياة الحزبية فى الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسى ستشهد تنظيماً أكثر من خلال تشكيل الأحزاب المتوافقة فكرياً وأيديولوجياً لائتلافات وتحالفات سياسية والعمل معاً، سواء فى الشارع وتلبية طموحات المواطنين، أو فى دعم القضايا الوطنية، وستتوجّه الأحزاب أيضاً لتدريب وتأهيل الشباب لإعداد قادة سياسيين فى المستقبل.

هل سيكون للشباب دور فى الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة؟

- بالطبع، سيكون للشباب الدور الأكبر فى الحياة السياسية الفترة المقبلة، خصوصاً أن القيادة السياسية تعى أهمية دور الشباب، ونرى ذلك واضحاً من خلال مؤتمرات الشباب التى بدأها الرئيس السيسى فى أكتوبر 2016، ومستمرة حتى الآن، ويلتقى بها الشباب من مختلف التوجّهات من جميع أنحاء الجمهورية للتعبير عن أفكارهم وآرائهم حول القضايا المختلفة التى تهمهم بكل حرية، والرئيس السيسى يريد فتح المجال العام لانطلاق وإبداع الشباب، وفتح قنوات تواصل سياسى مع الشارع، فهو حريص على الاستماع إلى الشباب، ولديه رغبة قوية فى تمكينهم وتأهيلهم وفتح المجال العام أمامهم للانطلاق والإبداع بهدف الارتقاء بالوطن وتطويره.

{long_qoute_2}

ما الذى يجب على الدولة القيام به للنهوض بالشباب؟

- مصر لن تُبنى إلا بسواعد شبابها الواعى لما يحيط ببلده من مخاطر وتحديات كبيرة، وعلى الدولة فتح المجال العام أمام هؤلاء الشباب للمشاركة بقوة فى العمل السياسى، وكانت أهم توصياتنا خلال مؤتمر الشباب، تعزيز مشاركة الشباب فى الحياة السياسية، ودعم فكرة التعددية الحزبية، كى يكون للأحزاب دور فى المجتمع، والانتشار فى الشارع والالتحام مع المواطنين لمعرفة مشكلاتهم والعمل على حلها، ومساعدة الدولة ودعم قضاياها.

هل مؤتمرات الشباب سيكون لها تأثير على المشهد؟

- نعم، لقاءات الرئيس السيسى مع شباب مصر فريدة من نوعها، وقلما تجد رئيس دولة يحاور شباب بلده بشكل مباشر ودورى، وهذه اللقاءات تهدف إلى إيجاد حلول جماعية لإدارة أى أزمة، فالرئيس يحرص دائماً على الاستماع بعناية إلى آراء الشباب فى القضايا المطروحة على الساحة، التى تهم قطاعاً عريضاً من الشعب، ومنها يستشف كيف يفكر أبناؤه؟ وماذا يريدون من قيادتهم السياسية؟

هل ترى أن الأحزاب ستتجه للاعتماد على الشباب؟

- لا بديل أمام الأحزاب غير الاعتماد على الشباب، وإلا فستكون بذلك كتبت شهادة وفاتها، فالشباب هم المحرك الرئيسى ووقود عمل الأحزاب، فلا يمكن أن نرى حزباً ناجحاً دون وجود جناح شبابى قوى له ومؤهل جيداً، ولا يمكن أن نرى حزباً فاشلاً ولديه كوادر شبابية مؤهلة وفاعلة فى المجتمع، ولهذا فإن نجاح الأحزاب فى الفترة المقبلة يتوقف على الكوادر الشبابية داخلها، ومدى قدرتهم على الوجود على الساحة السياسية والمشاركة الإيجابية فى صناعة القرار داخل أحزابهم وفى المجتمع بشكل عام، ودور الأحزاب فى الفترة المقبلة هو تأهيل كوادرهم حتى نراهم فى مواقع تنفيذية داخل الدولة للاستعانة بخبراتهم وأفكارهم التى تشكلت من الخبرة فى التعامل مع أعضاء أحزابهم خلال السنوات السابقة.

وما مجهودات شباب الأحزاب لإثراء الحياة السياسية، من واقع ملاحظاتك؟

- تجربة ما يُسمى «شباب الأحزاب» فريدة من نوعها فى تاريخ مصر، فعلى مر العصور منذ نشأة الأحزاب، لم يجتمع شباب من أحزاب مختلفة وتوجّهات وأيديولوجيات مختلفة تحت مظلة عمل وطنى سياسى مشترك من أجل حل المشكلات التى تواجه المجتمع وإشراكهم مع الدولة فى عرض المشكلات وإيجاد الحلول، حيث كانت بداية التجربة مجموعة لقاءات تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة فى 2016، مهّدت بدورها للمؤتمر الوطنى للشباب فى مدينة شرم الشيخ فى أكتوبر من العام نفسه، الذى شارك به 3 آلاف شاب، وخصّ الرئيس السيسى شباب الأحزاب بالعمل على آليات وسياسات تُعزّز ثقافة العمل التطوعى للشباب، ووضع رؤية سياسية للقضاء على الأمية فى مصر، ونجح شباب الأحزاب، وخرج بعدة مقترحات تم تفعيل منها: الخدمة العامة للشباب فى وزارة التضامن الاجتماعى، واهتمام الدولة بمحو الأمية الثقافية، وليس الأمية الأبجدية فقط.

أين دور الشباب داخل الأحزاب؟

- الشباب حالياً هم عماد بعض الأحزاب، فمثلاً داخل حزب «الحركة الوطنية» هناك 3 شباب داخل الهيئة العليا، وتم تدشين اتحاد الشباب الوطنى ككيان مستقل داخل الحزب، يتبع رئيس الحزب مباشرة، ويشارك فى إدارة العمل الشبابى، وفى اتخاذ القرارات داخل الحزب، والإدلاء بآرائهم وأفكارهم فى السياسات العامة، وهذه خطوة لتمكين الشباب داخل الحزب والدفع بهم فى المناصب التنفيذية بعد تأهيلهم سياسياً وثقافياً واجتماعياً، وهناك تجربة أخرى داخل حزب المؤتمر الذى أعلن عن تمكين الشباب من 95% من المواقع القيادية داخل الحزب، سواء فى الأمانة المركزية أو فى أمانات الحزب على مستوى المحافظات.

ما رأيك فى أداء الحكومة خلال الفترة الماضية؟

- أداء الحكومة خلال الفترة الماضية لا يتسق مع أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكن الحكومة تحملت الإجراءات الاقتصادية الأخيرة أمام الشعب، ونحن الآن نرى ارتفاعا فى الاحتياطى النقدى بالبنك المركزى، لكن فى الجانب الآخر هناك ارتفاع فى الدين الداخلى والخارجى، وهو ما يقلقنا فى الفترة الحالية، ونجاح الدولة فى استكمال تنفيذ المشروعات القومية الضخمة خلال الفترة القادمة هو الضامن الوحيد لثبات الاقتصاد المصرى مستقبلاً، وهناك تحفّظ على أداء بعض الوزراء فنحن نفتقد إلى الوزير السياسى الذى يتّخذ القرار الإدارى بمفهوم سياسى، وتقدّمنا باقتراح للرئيس بضرورة الدمج بين الوزير السياسى والتكنوقراط لضمان معايير اتخاذ القرار ودراسة الرأى العام قبل طرح القرارات المهمة التى تمس حياة المواطنين، مثل قرار رفع تذكرة المترو، أو ما شابه من قرارات الإصلاحات الاقتصادية، حيث كان يجب أن يسبق ذلك تأهيل الرأى العام بعرض أسباب ذلك، وسُبل تعويض تلك الزيادة على المواطنين، وتسويق القرار سياسياً واجتماعياً.


مواضيع متعلقة