علم مصر على غلاف عقد زواج عرفى.. والحصيلة 3 آلاف فى شهرين

كتب: إنجى الطوخى

علم مصر على غلاف عقد زواج عرفى.. والحصيلة 3 آلاف فى شهرين

علم مصر على غلاف عقد زواج عرفى.. والحصيلة 3 آلاف فى شهرين

كانا يمران بشارع طلعت حرب بوسط البلد، بيدين متشابكتين، وفجأة وقعت عيونهما على كتيّب صغير على فرشة على الرصيف، مكتوب عليه بخط أحمر لافت للانتباه «عقد زواج عرفى»، فلمعت الفكرة فى رأسيهما.. تلك هى الفكرة التى يصدّرها أحمد منصور لكل أصحاب قصص الحب المارين بشارع طلعت حرب، حيث يقف كبائع لعقود الزواج العرفى التى تيسّر على كل «الحبّيبة» تتويج قصص حبهم بزواج لن يكلف أكثر من خمسة جنيهات. لا يخجل «أحمد» من الحديث عن أن مورد رزقه هو بيع عقود الزواج العرفى التى يضع فى خلفيتها علم مصر دون أو يوضح علاقة العلم المصرى بهذه العقود ولا يخشى من وضعها على الرصيف أمام أعين الجميع بمن فيهم رجال الأمن، فكتب القانون التى يبيعها لا تحقق العائد الكافى لأسرته المكونة من أربعة أشقاء يسكنون فى منطقة فيصل: «العقود دى انتشرت قوى بعد الثورة، كنا أيام مبارك بنحطها لكن باستحياء خوفاً من البلدية أو كلام الناس وأحياناً بين الكتب، أما دلوقتى فهى مورد رزقنا». 3000 عقد خلال شهرين هى حصيلة العقود التى باعها «أحمد» وجارٍ إصدار الطبعة الثانية، وهى تتخذ أشكالاً متعددة، فهنــــاك عقود تشبه الكتاب وهى تباع منفصلة، وهناك عقود تتم صياغتها من أحد الكتب القانونية: «أصــــل رزقها كبير؛ 5 جنيه فى القطعة، وأحياناً لو نفـــدت الطبعة نلجأ إلى توفيرها لكن بـ10 جنيه للعقد نسخة للسيدة وأخرى للرجل». النساء هن أكثر من يقبل على شراء تلك العقود، حقيقة صادمة يكشفها «أحمد»، خصوصاً النساء المتوسطات العمر. ويتوقع «أحمد» من هيئتهن أنهن مطلقات أو أرامل، ويخشين مواجهة المجتمع برغبتهن فى الزواج مرة أخرى، نفس الحال بالنسبة للرجال الذين يكون أغلبيتهم ممن تعدوا الـ50 عاماً بقليل: «الشباب اللى بيشترى العقود دى قليل جداً، وغالباً بتبقى البنت اللى عايزه مش الشاب». غياب التربية ورقابة الأسرة سببان يعتبرهما «أحمد» كفيلين لانتشار عقود الزواج العرفى، مؤكداً أنه لا يشعر بأى مسئولية أدبية أو دينية تجاه ما يفعله: «ما كله برضا الحكومة، والقانون فى صفنا».