موسم جمع التبرعات فى المدارس الحكومية: فاتورة الإصلاح على حساب أولياء الأمور

كتب: جهاد مرسى

موسم جمع التبرعات فى المدارس الحكومية: فاتورة الإصلاح على حساب أولياء الأمور

موسم جمع التبرعات فى المدارس الحكومية: فاتورة الإصلاح على حساب أولياء الأمور

يهربون من غلاء مصروفات المدارس الخاصة بإلحاق أطفالهم بالمدارس الحكومية، ذات الرسوم المحدودة التى تتناسب مع دخولهم البسيطة، ليفاجأوا بتبرع إجبارى مطالبين بدفعه إما مادياً أو عينياً، وذلك أثناء التقديم أو التحويل أو إعادة القيد.

تزامناً مع فترة التقديم للعديد من المدارس الحكومية، اشتكى عدد كبير من أولياء الأمور من التبرعات التى تفرضها عليهم إدارات المدارس المختلفة لإلحاق أبنائهم بها أو نقلهم من مربع جغرافى لآخر، فى وقت يعانون فيه الأمرين من ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات، وبدلاً من دفع 60 جنيهاً كمصروفات سنوياً، يصطحبون معهم أدوات مكتبية وأجهزة كهربائية أو يشاركون فى أعمال الصيانة بمبلغ مالى. «100 لمبة»، هو التبرع الذى فوجئت به رولا القاضى، ولى أمر الطالب «يوسف»، حين تقدمت بأوراقه إلى مدرسة ثانوى تتبع لإدارة الوايلى التعليمية، واضطرت لدفع مبلغ ألف جنيه، بدلاً من شراء وحدات الإضاءة: «أى طالب بيحول أوراقه من مربع جغرافى للتانى، والمدرسة مش هى اللى حولته مطالب بدفع تبرع، وغالباً بيكون عينى لأن المدارس بقت بتصرف على نفسها بالجهود الذاتية».

{long_qoute_1}

تحكى «رولا» عن تجربتها فى مدرسة ابنها الإعدادية: «ابنى كان جايب مجموع كبير فى الابتدائية، ولما رحت أقدم له طلبوا منى أغير مواسير الميه، لأنها أصبحت غير صالحة للشرب، والمدير قالى إحنا لسه مغيرين السلم من التبرعات، لأنه كان آيلاً للسقوط، ده بخلاف كاميرات المراقبة اللى الوزارة كلفت المدارس بتركيبها، ويتحمل نفقاتها أولياء الأمور».

تتعجب «رولا» من أوضاع الأبنية التعليمية الحكومية: «الوزارة مش بتدعمها إلا بالمدرسين والكتب»، وتدلل على رأيها بتجربتها الأخيرة: «لما حولت لابنى للمدرسة الثانوى مؤخراً، قالولى أعمل تحويل إلكترونى، وعانيت الأمرين فى المدرسة والإدارة التعليمية بسبب إن الإنترنت واقع، ولما سألت المسئول إزاى الوضع بالشكل ده قالى إحنا بنلم من بعضنا وندفع اشتراك الإنترنت، لأن الوزارة مش بتدفع».

لا تختلف تجربة ولاء رأفت عن سابقتها، حيث فوجئت بمدير مدرسة إعدادية فى منطقة سراى القبة يطالبها بشراء تكييف أو تحمل جزء من تكلفته، لقبول التحاق ابنتها «ريم»: «بعض مديرى المدارس يتحلون ببجاحة ويطلبون بتبرعات مبالغ فيها، وبعضهم يبررونها لولى الأمر لإقناعه، وأنا شخصياً دفعت 1000 جنيه ووافقوا على أوراق ابنتى»، الأمر الذى تكرر معها حين تقدمت بأوراق ابنها ودفعت نفس المبلغ.

تأسف «ولاء» على أحوال بعض المدارس الحكومية: «تتصل بالمدرسة تلاقى التليفون الأرضى خارج الخدمة، ولما تسأل عن السبب تعرف إن الفاتورة ما دفعتش، لأن كل الخدمات بالجهود الذاتية».


مواضيع متعلقة