رئيس جنوب السودان يلتقي زعيم المتمردين لأول مرة منذ عامين

رئيس جنوب السودان يلتقي زعيم المتمردين لأول مرة منذ عامين
بعد عامين على الخلافات، التقى رئيس جنوب السودان، سلفا كبير ميارديت، وخصمه زعيم المتمردين، رياك مشار، مساء أمس، لأول مرة، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لمحاولة إعادة السلام إلى بلدهما، الذي دمره حرب أهلية منذ 2013.
وعقد الاجتماع بين كير ومشار في مقر رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أحمد أبيي الذي يرأس المنظمة الإقليمية "الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد) التي تحاول منذ أشهر تحريك عملية السلام في دولة جنوب السودان، حيث إنه من المقرر أن تعقد "إيغاد" قمة الخميس تخصص لبحث الوضع في دولة جنوب السودان، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
ومنذ عدة أشهر تعمل المنظمة الإقليمية، على تحريك عملية السلام بين الطرفين، حتى دعا أحمد أبيي، رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، ورئيس المنظمة الإقليمية "الهيئة الحكومية للتنمية"، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن آبيي سيدعو المسؤولين إلى تقليص خلافاتهما، والعمل على إرساء السلام في جنوب السودان وتخفيف حمل الموت والتهجير عن سكان جنوب السودان.
كما كان الرئيس السوداني عمر البشير، عرض استضافة هذا الاجتماع، إلا أن مشار رفض ذلك العرض، فيما طلبت حكومة جنوب السودان أن يعقد اللقاء خارج المنطقة على أن يكون بجنوب إفريقيا.
واندلعت الحرب الاهلية بجوبا، في ديسمبر 2013، حيث اتهم سلفا كير الذي ينتمي إلى قبائل الدينكا، نائبه السابق وهو من النوير، بتدبير محاولة انقلابية، وفور ذلك اندلعت حرب أهلية بين الطرفين بالبلاد، وفي أعقابها تم إبرام اتفاق وسمح لمشار بالعودة إلى منصب نائب الرئيس وللبلاد، واضطر مشار للهرب من بلده، ووقع الطرفان عدد من اتفاقات وقف إطلاق النار لكنها لم تحترم، كان آخرها في 24 ديسمبر الماضي لكنه تم انتهاكه فور دخوله حيز التنفيذ.
ومنذ ذلك الحين، تسعى العديد من المنظمات الدولية لتقريب وجهات النظر بين الطرفية وتفعيل اتفاق السلام المبرم في أغسطس 2015.
وعلقت الدكتور أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على ذلك اللقاء، مؤكدة أن نتائجه ما زالت غير معروفة لعدم انتهاء المباحثات حتى الآن، ما يعني أن الوقت ما زال مبكرا لحسم نتيجة الاجتماع.
وأضافت الطويل، في تصريح لـ"الوطن"، أنه يوجد ضغط دولي هائل على جنوب السودان بكل أطرافه لإنهاء الحرب الأهلية، والتي تسببت في مجاعات ووفاة العديد ونزوح الآلاف، ما جعلها أصحبت عبء كبير على دول الجوار، مشيرة إلى وجود مساعي تقوم بها المنظمات الدولية لإتمام ذلك الأمر، بينما هددت بعض الأطراف الدولية بفرض عقوبات على جنوب السودان إذا لم يتم إنهاء الحرب.