مواطنون لـ"الوطن: السائقون يغالون في تعريفة الركوب ولا يوجد من يحاسبهم

كتب: عبدالله مجدي

مواطنون لـ"الوطن: السائقون يغالون في تعريفة الركوب ولا يوجد من يحاسبهم

مواطنون لـ"الوطن: السائقون يغالون في تعريفة الركوب ولا يوجد من يحاسبهم

العشرات من الأشخاص يتجمعون في موقف ميكروباصات العاشر من رمضان، ينتظرون السيارة التي ستقلهم إلى منطقة رمسيس حيث ينتقلون منها إلى أشغالهم، الزحام يزداد بسبب انخفاض عدد السيارات فيه، إلى أن تحين اللحظة المرتقبة بدخول أحد الـ"ميكروباصات" مسرعا، ليتكالبوا عليه والصعود حتى قبل توقفه.

الركاب يملون من طيلة انتظار السائق الذي ذهب ليحضر كوبا من الشاي، ليعود ويستعد لبدأ رحلته بعد أن يصدح: "الأجرة بـ6 جنيه ونص"، فينتاب الجميع حالة من الصدمة، لمخالفة تلك الأجرة، تعريفة الحكومة المعلنة مسبقا.

وقف أمجد حسين، شاب ثلاثيني، ينتظر الميكروباص، داخل موقف العاشر، لبدء رحلة عمله اليومية، مؤكدا أنه يعلم بارتفاع أسعار البنزين، ولكنه على دراية أيضا بالتعريفة الجديدة التي أقرتها الحكومة، وهي 5 جنيهات، إلى انه يفاجأ بزيادة السائق لها من تلقاء نفسه، فيبدأ الركاب في الاعتراض: "السواقين ما عندهومش غير ردود محفوظة، بيقولولنا اللي مش عاجبه ينزل، دا اللي عندنا، مش عايزين وجع دماغ كتير على الصبح".

"الأجرة 16 جنيه.. البنزين غلي.. انتو مش عايشين معانا"، المشهد ينتقل إلى موقف مدينة السلام، لتدور مشادة أخرى بين السائق الذين طلبوا منه الالتزام بالتعريفة والتي أكد محافظ القاهرة بأنها 11.96 جنيه فقط، من مدينة السلام إلى الزقازيق، ليرد السائق بوقف محرك سيارته، صارخا: "اللي مش عاجبه يتفضل ينزل يركب مع المحافظ".

استقل محرر "الوطن" سيارة (ميكروباص) متجهة إلى منطقة الجيزة، من أحد المواقف بمنطقة الوراق، ليتكرر المشهد السابق، ذاته، حيث تبلغ تكلفة الأجرة 2.75 جنيه بحسب تعريفة الحكومة، غير أن السائق قرر زيادتها إلى "3.5 جنيه"، وقابل اعتراضات الركاب بطلبه منهم: "روحوا للحكومة تركبكم بمعرفتها"، ويبلغهم أن ضابط القسم شدد على السائقين عدم رفع الأجرة، غير أنهم أصروا على زيادتها، بقوله: "البنزين غلي.. ومش هندفع من جيوبنا".

"من يحميني من طمع السواقين"، هكذا قال سمير وهيب، رجل في الخمسينيات من عمره، كان يقضي أيام العيد في الإسكندرية، وبصحبته زوجته وأبناءه، يحكي لـ"الوطن" عن أن تكلفة الأجرة 42.5، جنيه من الإسكندرية إلى القاهرة، لكن السائقين قرروا أن تكون 55 جنيها، وعند الرفض "الرد، والقرار، معروفين للجميع".

وفي المحافظات لم يختلف الوضع كثيرا، بحسب عبد الله حسني، الشاب الثلاثيني، بعدما وصل إلى موقف عبد المنعم رياض، قادما من موقف مدينة أشمون بمحافظة المنوفية، في طريقه إلى عمله في القاهرة، الذي أفاد بعلمه أن السائقين لن يلتزموا بالأجرة التي أقرتها الحكومة، وهو ما حدث بالفعل: "السواقين مش هيتحركوا غير لما ياخدو الأجرة اللي طلبوها.. وكلمت رقم الشكاوى اللي قالت عليه الحكومة، لكن محصلش حاجة، اضطريت أدفع لهم بدل ما أفضل واقف مكاني وما روحش شغلي، لازم المواقف تكون تحت السيطرة، ووجود أشخاص مهمتهم إيجاد الحلول الفورية".


مواضيع متعلقة