أول فوج إيطالى يزور مسار العائلة المقدسة: حج وسياحة

09:44 م | الثلاثاء 19 يونيو 2018

بعد نحو 9 أشهر من مباركة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، لأيقونة رحلة العائلة المقدّسة فى مصر، واعتبار المسار مزاراً دينياً وحجاً لكل مسيحيى العالم، نجحت الدولة ممثلة فى وزارة السياحة، بالتعاون مع هيئة الليونيتالسى الإيطالية التابعة للكنيسة الكاثوليكية، فى تنظيم زيارة أول وفد سياحى دينى إيطالى إلى مصر، ويُعد ثالث الأفواج السياحية ضمن رحلات الحج السياحى لمسار العائلة المقدّسة بمصر.

فعبر برنامج سياحى على مدار 5 أيام، وصل يوم الأحد الماضى، الوفد الإيطالى الذى يضم 45 شخصاً، ويرأسهم المطران لينو فوماجالى، أسقف مدينة فيتربو الإيطالية، ويضم العديد من الكهنة والشخصيات العامة والصحفيين، الذين جاءوا إلى القاهرة، قادمين من الأراضى المقدسة، وكان فى استقبالهم بمطار القاهرة الدولى الأنبا برنابا، أسقف روما وتورينو بإيطاليا للأقباط الأرثوذكس، وعدد من قيادات الكنيسة الكاثوليكية، ومسئولى وزارة السياحة المصرية.

{long_qoute_1}

وحظى الوفد بتأمين مكثف من قِبَل الأجهزة الأمنية، وشمل برنامج الزيارة على شق دينى وآخر سياحى، حيث بدأ الوفد زيارته، بزيارة كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس فى منطقة المعادى بالقاهرة، قبل أن يلتقوا مع الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، بمقر الكلية الإكليريكية بالمعادى، الذى أعد لهم حفل استقبال شارك فيه المطران برونو موزارو، سفير الفاتيكان بمصر، والمطران الأنبا توماس عدلى المدبر الرسولى لإيبارشية الجيزة وبنى سويف والفيوم، والأب بيشوى رسمى مدير الكلية الإكليريكية للكاثوليك، والعديد من الكهنة والشمامسة.

وأقام الوفد أول قداس إلهى خلال الزيارة بكنيسة القديس لأون فى الكلية الإكليريكية، فيما شمل برنامج الزيارة فى اليوم الثانى، زيارة بعض الأماكن السياحية، مثل الأهرامات والمتحف المصرى، وإقامة غداء على النيل، وحضور عرض للصوت والضوء، وزار الوفد أمس الثلاثاء، المستشفى القبطى بمنطقة رمسيس فى القاهرة، والتقى عقب ذلك مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كما أنه من المقرر أن يزور الوفد اليوم (الأربعاء) أماكن مسار العائلة المقدسة فى وادى النطرون.

وخلال اللقاء، أعلن البابا تواضروس، أنه سيلتقى خلال الأسابيع المقبلة، مع البابا فرنسيس، وهو اللقاء الثالث بينهما، حيث سبق والتقيا فى 2013 بالفاتيكان، وفى 2017 بالقاهرة، مؤكداً روح المحبة والأخوة مع البابا فرنسيس، قائلاً: «تعهدنا أن يصلى كل واحد منا للآخر كل ليلة، ونحن أمناء على ذلك، ونتذكر زيارة بابا روما لنا فى العام الماضى، وقد تقابلنا معه فى نفس هذه القاعة، وكانت زيارة بركة كبيرة لمصر كلها، وقبلها زُرت أنا الفاتيكان، ولنا علاقات طيبة وتواصل مستمر».

وأضاف البابا: «نشكر الله أن مسار العائلة المقدّسة تحرسه الكنيسة منذ القرن الأول الميلادى، وفى السنوات الأخيرة وبتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية ووزارة السياحة وكل الهيئات وثيقة الصلة بهذا الموضوع، بدأت تهتم بهذا المسار فى محطاته الكثيرة، ويكون هذا المسار شهادة طيبة على الحياة المصرية وأن مصر هى بلد الأمان، وهى بلد للسلام، وهى بلد للمحبة، ونحن نرحب بكم فى هذا اليوم».

من جانبه، ألقى المطران لينو فوماجالى، رئيس الوفد، كلمة خلال اللقاء، شكر البابا على حفاوة الاستقبال، وكذلك الحكومة المصرية، مشيراً إلى سعى الكنيسة الكاثوليكية للتواصل مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أجل التضامن والحوار والقيم المشتركة، مقدّماً هدية تذكارية للبابا. وأكد الأنبا إبراهيم إسحق، فى كلمته خلال حفل الاستقبال، مدى اهتمامه وفخره بهذا الحدث، كما شكر كل من قام بتنظيمه من مسئولى الدولة والكنيسة، مرحّباً بالوفد، قائلاً: «أهلاً بكم فى بيتكم، أتمنى أن تقوموا بحج سعيد لزيارة مسار العائلة المقدسة، وأيضاً أتمنى لكم لقاءً شخصياً مع من زار هذه الأماكن المقدّسة فقدسها».

وقال الأب هانى باخوم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، إنه يرجع أهمية هذا الحدث لكونه الأول فى مجال السياحة الدينية بعد لقاء الوفد المصرى العام الماضى بالبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذى بارك أيقونة العائلة المقدّسة، معتبراً أن زيارة المسار جزء من الحج المسيحى، ومعطياً إشارة الانطلاق لهذا النوع من السياحة الذى سيكون له بالتأكيد أثر إيجابى على صورة مصر فى الخارج كبلد الأمن والأمان، وكذلك على السياحة بشكل عام.

فيما قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية: إن الأنبا برنابا، أتى إلى مصر خصيصاً من روما ليكون ضمن المشاركين فى الوفد المصرى لاستقبال الفوج السياحى الثالث ضمن رحلات الحج السياحى لمسار العائلة المقدسة بمصر، وشارك الوفد زياراته إلى مواقع العائلة المقدسة وبعض الأماكن السياحية. كما أكد المطران لينو فوماجالى، رئيس الوفد الإيطالى، مدى إحساسه بالأمان منذ لحظة وصوله إلى مصر، مقدماً الشكر إلى الكنيسة القبطية الكاثوليكية، وكل القيادات بالدولة، خاصة الأمن، على هذا الاستقبال الذى ملأه الكرم، وتوفير سبل الراحة لهم، قائلاً: «نشعر أننا فى بيتنا».

وعبّر أعضاء الوفد الإيطالى، عن سعادتهم بزيارة مصر، وقال أحد مسئولى الوفد ويدعى «بندتتينى»: «نحن فى صدد حدث تاريخى، ولى ولنا الشرف أننا سنتذكر غداً أننا أول وفد سياحى دينى منظم بالتعاون بين الكنيسة والدولة، وغداً سيأتى الآلاف، لكن نبقى نحن أول وفد، وهذا فخر لنا». وأضاف «بندتتينى»: «من لم يزُر مصر، فكأنه لم يزر أى دولة فى العالم، ولم يعرف أى شىء عن تاريخ البشرية والإنسانية عامة».

وقال ماتيو مارشلو، أحد الصحفيين المرافقين للوفد الإيطالى: «كصحفى أنا متأثر جداً وفخور بأننى أتابع هذا الحدث التاريخى، الذى أعتبره أول رحلة حج يقودها مطران كاثوليكى، هو المطران لينو فوماجالى، وأسقف أرثوذكسى، وهو الأنبا برنابا، وفعلاً حدث تاريخى، ويقدم لنا شهادة أخوة ومحبة، من أجل الحوار بين الكنائس المختلفة الذى استرجعه البابا فرنسيس». وأضاف ماتيو: «أثر فينا جداً استقبال السلطات المدنية والكنسية، بالفعل شىء رائع وأنا محظوظ للقيام بهذا الحج».

ويغادر الوفد الإيطالى مصر غداً (الخميس)، ويعد ثالث فوج سياحى يزور مسار العائلة المقدسة منذ ديسمبر الماضى، إذ سبق أن زار المسار خلال الفترة الأخيرة وفدان من «الفلبين والهند»، ومن المقرر أن يزور مصر فى سبتمبر المقبل، فوجان من أستراليا وأمريكا لزيارة المسار، كما تصل إلى القاهرة 3 أفواج إيطالية فى أكتوبر المقبل أيضاً.