معيط: تحريك أسعار البترول ضرورة لحماية الاستقرار المالي للموازنة

كتب: محمود الجمل

معيط: تحريك أسعار البترول ضرورة لحماية الاستقرار المالي للموازنة

معيط: تحريك أسعار البترول ضرورة لحماية الاستقرار المالي للموازنة

قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إن قرار تخفيض الدعم الموجه للمواد البترولية والذي نتج عنه تحريك أسعار المواد البترولية، اليوم، أمر ضروري للحفاظ على استقرار الأوضاع المالية بعد مضاعفة أسعار البترول العالمية وتخطيها حاجز الـ80 دولارًا للبرميل، لذا تدخلت الدولة لتصحيح الأسعار المحلية حتى لا تؤثر سلبًا على وضع المالية العامة للدولة وتعرضها مرة أخرى للخطر.

وأضاف أن الدولة المصرية تداركت بسرعة هذا الوضع حتى لا يزيد حجم عجز الموازنة العامة، ومن ثم حجم الدين العام والاستدانة بقيمة تزيد عن 50 مليار جنيه، وهو أمر لا شك يحد من قدرة الدولة على الاستمرار في الإصلاح الاقتصادي وتمويل حزم الحماية الاجتماعية وزيادة الاستثمارات، وتحقيق العدالة الاجتماعية التي يطالب بها المجتمع، وخصوصًا زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والاستثمارات العامة، وخلق فرص عمل للشباب والاهتمام بتوفير السكن الاجتماعي.

وأوضح أن كل هذه المطالب التي تضعها الحكومة على رأس أولوياتها لا شك أنها تتطلب إعادة توجيه موارد الدولة من دعم المنتجات البترولية إلى دعم التنمية البشرية والاجتماعية والإصلاح الاقتصادي وتأمين المستقبل المالي للبلاد.

وأكد معيط، أن تقديرات دعم المنتجات البترولية في موازنة العام المالي الجديد انخفضت إلى 89.1 مليار جنيه مقابل 110.15 مليار مقدرة بموازنة العام المالي الحالي، في حين أن استمرار الأسعار العالمية للبترول كما هي الآن كان يتوقع معها أن ترفع فاتورة الدعم إلى 180 مليار جنيه، أي ضعف مخصصات دعم الوقود بالموازنة العامة، وهو أمر كان سيأتي على حساب مخصصات قطاعي الصحة والتعليم وجهود توفير فرص العمل، وهو أمر لم تكن لتسمح به الدولة المصرية، لذا اتخذ قرار تحريك أسعار الوقود.

وأشار إلى أن الموازنة العامة للعام المالي الجديد ستتحمل تمويل عدة برامج للدعم بقيمة إجمالية 334 مليار جنيه، وهو ما يؤكد استمرار الدولة في رعاية وحماية الشرائح الأولى بالرعاية من محدودي الدخل فبجانب دعم البترول هناك 100 مليار جنيه لدعم الخبز وسلع البطاقات التموينية.

وأشار إلى أن الموازنة الجديدة تتضمن أيضا زيادة للمعاشات بنسبة 15% بحد أدنى 150 جنيها مع رفع الحد الأدني للمعاش من 500 جنيها إلى 750 جنيها، كما أن الدولة حرصت على رفع حد الإعفاء الضريبي في ضريبة الدخل من 7200 جنيه شهريا إلى 8000 جنيه، ورفع حدود الخصم الضريبي على الدخل للجميع إلى نسب تصل إلى 85%.

وشدد على أن كل هذه الإجراءات في ضرائب الدخل ستكلف الخزانة العامة، ما يقترب من 60 مليار جنيه، كما وجهنا جزءًا من هذا الوفر المالي، لتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل وخدمات الصحة والتعليم، مؤكدا أن وفورات ترشيد دعم الطاقة يعاد توجيهها لزيادة الأجور التي سترتفع من أول يوليو المقبل بنسبة 7% للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، و10% لغير المخاطبين بالخدمة المدنية، ما سيعمل على زيادة المرتبات بحد أدنى 265 جنيها للدرجة السادسة، وتزيد بعد ذلك للدرجات الأخرى، ورفع حجم الإنفاق على الأجور بالموازنة العامة من 240 مليار جنيه إلى 270 مليار جنيه بزيادة تقدر بـ30 مليار جنيه عن العام المالي الحالي.

وقال إن قرار تحريك أسعار الوقود ليس غاية في ذاته، وإنما نستهدف منه تصحيح مسار دعم الطاقة الذي يطالب المجتمع بالتعامل معه لما يمثل استمرار عدم التعامل معه خطورة شديدة على الاستقرار الاقتصادي والمالي للدولة وعدم وصول الدعم لمستحقيه.


مواضيع متعلقة