الأزهر ينشر إنجازات الراحل الدكتور جعفر عبدالسلام.. 53 عاما من العطاء

03:13 م | الأربعاء 13 يونيو 2018

نشر موقع الأزهر، السيرة الذاتية الكاملة للدكتور جعفر عبدالسلام، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وأستاذ القانون الدولي، والذي رحل عن عالمنا أمس الأول الإثنين، عن عمر ناهز الـ77 عامًا.

وقال الموقع، جعفر عبدالسلام ولد، يوم السبت غرة ربيع الأول 1360هـ الموافق 29 مارس 1941، في أسرة محافظة على تعاليم الإسلام، وملتزمة بالقيم الإسلامية التي أرساها رسول الإسلام سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم".

وتلقى تعليمه الابتدائى في مدرسة زويل الابتدائية فى مدينة فُوّة، كما تلقى تعليمه الإعدادى هناك، وخلال المراحل الأولى من حياته أظهر تفوقا ونبوغًا كبيرًا في الدراسة، ما جعل الكثيرين من أساتذته والمحيطين به يتنبأون له بمسقبل باهر.

وحصل على لِيسانس الحقوق، جامعة القاهرة 1962م، ودبلوم القانون العام، جامعة القاهرة 1963م، كما حصل على دبلوم العلوم الإدارِية، جامعة القاهرة 1964م، ودبلوم أكادِيمِية لاهاِى للقانون الدولِي "هولندا" 1971م.

وحصل على الدكتوراه فِي القانون الدولِي العام، جامعة القاهرة 1970، وتولى وكِيل نِيابة عامة من 1962 - 1967، وعضوًا لبعثة من 1967 - 1970، وعمل مدرسًا بقسم القانون العام، كلِية الشرِيعة والقانون جامعة الأزهر، من 1970-1975م، وأستاذ مساعد من 1975-1980.

أستاذ من 1981 حتِى وفاته، ورئِيس قسم القانون العام بكلِية الشريعة والقانون من 1981-1993، كما تولى منصب نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعلِيم والطلاب من 1993 وحتى 1997.

ومن أهم المواقع التى شغلها الدكتور جعفر عبدالسلام، أستاذ القانون الدولى بجامعة الأزهر، والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية.

وعمل نائبًا لرئيس جامعة الأزهر، ومستشارا للإمام الأكبر الراحل الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله.

منحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسام العلوم والفنون 2015، وحقق إنجازات متعددة جعلته أحد أعلام الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى أستاذيته فى جامعة الأزهر لمواد ومقررات القانون الدولى والعلاقات الدولية، حيث قدم بمهارة فائقة خلال عدة عقود، مزجا دقيقا بين الدراسات القانونية والدراسات الشرعية.

ساهم فى خدمة الإسلام بتأصيله وتدريسه وتأليفه مؤلفات أثرت المكتبة العربية والإسلامية، كما أن تدريسه بهذه الطريقة المقارنة بين الشريعة والقانون قد وضعت حلولا شرعية لقضايا عديدة، كما ساهم في تكوين الرأى العام نحو العمل الإسلامى وأهميته بالمقالات والدراسات العديدة التى كان ينشرها في الصحف اليومية االمصرية والعربية والمجلات والدوريات المختلفة الصادرة في ذلك الوقت.

وتقلد موقع مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى بجامعة الأزهر لمدة 9 أعوام كاملة، وقجعل هذا المركز منارة وإشعاعًا علميًا للدراسات الإسلامية ولدراسات الاقتصاد الإسلامي بشكل عام.

وأسهم المركز في وضع الأسس التي تقوم عليها البنوك الإسلامية، وشارك الشيخ صالح كامل "رجل الأعمال السعودي والخبير الاقتصادي العالمي" في كثير من الأعمال التي قام بها في هذا المجال، كما شارك في إنشاء بنك البركة في جمهورية أوزباكستان، وفي تدريب كوادر للعمل المصرفى الإسلامى فى جمهورية كازاخستان، كما أصدر وترأس تحرير مجلة "الاقتصاد الإسلامي" لأول مرة منذ عام 1990م وما زالت تصدر حتى الآن.

وحصر وجمِع كل رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر علِى وسِيط «مِيكروفِيلمِ»، وقام بوضعها على قاعدة بِيانات بحِيث ِيمكن تداولها فِى كل مراكز المعلومات فِى العالم.

وأشرف علِى مركز بحوث السنة ونقله من مؤسسة اقرأ الخِيرِية إلى مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى بجامعة الأزهر، وأهله هذا في إصدار العديد من الدراسات والكتب في مجال الاقتصاد الإسلامى، وعقد عشرات الندوات والمؤتمرات في مصر وفي الدول العربية والدول الإسلامية والغربية، وساعد الشيخ صالح كامل، باعتباره المستشار القانوني له، في مجال ممارسة الاقتصاد الإسلامي في البنوك والمؤسسات المالية في مختلف أنحاء العالم.

وشهد البنك الإسلامي للتنمية تعاونًا صادقًا معه في عقد الدورات التدريبية في مصر وخارجها، وإقامة العديد من الندوات والمؤتمرات، ودافع عن منهج الاقتصاد الإسلامى ضد من يحاربه فى الصحف والمجلات والقنوات الفضائية.

كما ساهم فى فتح طريق واسع أمام العمل الإسلامى في إيطاليا، وأسهم مع جامعات: فلورنسا، جامعة روما الأولى لا سبيتا، وجامعة روما الثانية «تورفرجاتا» فى التعريف بالإسلام ونشر الدعوة فى إيطاليا، كما شارك فى عقد مؤتمرات عديدة بين هذه الجامعات وجامعة الأزهر، ثم بعد أن اختير أمينا عاما لرابطة الجامعات الإسلامية عقدت هذه المؤتمرات بشكل منتظم، وفى كل عام فى مدن إيطاليا الكبرى وبعض المدن الإسلامية.

وأثناء عمله نائبًا لرئيس جامعة الأزهر، أسس شُعب الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية فى جامعة الأزهر، حيث يدرس الطالب المقررات الإسلامية بالكامل بإحدى اللغات الرئيسة "الإنجليزية- الفرنسية- الألمانية".

أما المحطة الأكثر أهمية فى حياته العلمية فهى تلك التى بدأت مع توليه منصب: "الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية" حيث انتخِب الدكتور الراحل جعفر عبدالسلام أمِينا عاما لرابطة الجامعات الإسلامِية فِي إبرِيل عام 1995م وبالإجماع من ممثلِى 80 جامعة فِى مختلف أنحاء العالم الإسلامِى، وجدد انتخابه لنفس المنصب من عام 1999م، ثم جدد انتخابه عام 2004 في بيروت، كما جدد انتخابه في الجزائر فى يوم 7 يونيو 2014م، وشهدت هذه الفترة توطيدا للروابط بين جامعات العالم الإسلامى وجامعات العالم في أوروبا وأفريقيا وأمريكا.

وأعيد انتخابه أمينا عاما لرابطة الجامعات الإسلامية، والتى تضم أكثر من 200 جامعة في مختلف دول العالم خلال الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذي للرابطة بالإسكندرية ولمدة 4 سنوات، وحظيت مصر بهذا المنصب على مدار أكثر من 20 عامًا، وشهدت الرابطة تطورا مميزا في برامجها وخططها خلال تلك الفترة.

ومن أعماله الجامعِية المهمة، تولى منصب مقرر لجنة ترقِية أستاذ القانون العام بكلِية الشرِيعة من 1982 إلِى 2001م، ورائدا لشباب جامعة الأزهر - رئِيس مجموعة اللجان المنبثقة عن مجلس الجامعة، أهمها: لجان الخطط والمناهج وشؤون الطلاب، ومستشار قانونِى لرئِيس جامعة الأزهر، ورئِيس جامعة طنطا، عضو مجلس تأدِيب أعضاء هِيئة التدرِيس بجامعة الأزهر لسنوات طوِيلة، ورئِيس تحرِير مجلات علمِية عدِيدة الآن.

رشّحه فضِيلة الإمام الأكبر لتمثِيله فِي العدِيد من المؤتمرات واللقاءات العلمِية فِي مصر وخارجها، كما رشحه فضِيلة الإمام الأكبر لعضوِية اللجنة الاقتصادِية المنبثقة من لجنة الفقه الإسلامِي، وكلفته اللجنة بإعداد العدِيد من الأوراق العلمِية حول شهادات الاستثمار والتأمِين، وعضوا للجنة تعِيين كبار القِيادات الإدارِية والفنِية بالأزهر الشرِيف، وعضو المجلس الأعلِى للأزهر بحكم وظِيفته، أسهم فِى العدِيد من اللجان التِى شكلها الأزهر لبحث القضاِيا العلمِية والإدارِية.

اختِير ضمن وفود الأزهر لزِيارة العدِيد من الدول مثل روسِيا والكومنولث والسنغال وغِيرها، وتولى منصب مجلس إدارة مدارس المنارات، وعضو مجلس إدارة الجمعِية المصرِية للقانون الدولِى منذ عام 1969م، وعضو مجلس إدارة الجمعِية المصرِية للأمم المتحدة منذ عام 1973م، وعضو جمعِية الحقوق الدولِيين - الجمعِية المصرِية للاقتصاد والتشرِيع والجمعِية الإفرِيقِية، وعضو مركز التحكِيم التجارِى الدولِى بأبو ظبِي، وعضو مجلس أمناء جامعة نور مبارك بكازاخستان.