المنايفة ليسوا بخلاء وطعامهم فطير وجبنة قديمة وعسل وطواجن

المنايفة ليسوا بخلاء وطعامهم فطير وجبنة قديمة وعسل وطواجن
- أذان المغرب
- أهالى القرية
- أهل مصر
- الاكتفاء الذاتى
- الخديو توفيق
- الرقعة الزراعية
- السد العالى
- المعاملات المالية
- ركاب قطار
- شبين الكوم
- أذان المغرب
- أهالى القرية
- أهل مصر
- الاكتفاء الذاتى
- الخديو توفيق
- الرقعة الزراعية
- السد العالى
- المعاملات المالية
- ركاب قطار
- شبين الكوم
ربط الكثيرون من أهل مصر بين «البخل» ومواطنى محافظة المنوفية من خلال عشرات النكات التى تتندر على بخل المنايفة وعقدوا الكثير من المقارنات بين بخل المنايفة وكرم الشراقوة فى واقعة تعطل قطار قبل موعد الإفطار بقرية أكياد التابعة لمركز فاقوس، فتسابق أهل القرية لتقديم الإفطار لركاب القطار، وتحولت إلى «نكتة» ساخرة تفترض أن قطاراً آخر تعطل فى المنوفية، فما كان من «المنايفة» إلا أن قاموا بدفع القطار حتى أوصلوه بركابه إلى الشرقية.
«المنايفة» ردوا عملياً على هذه النكات التى ليس لها أساس، وعزموا ركاب قطار بالكامل فى واقعة شهيرة شهدتها قرية محلة سبك التابعة لمركز أشمون بعد تعطل القطار رقم 555، المتجه من القاهرة إلى طنطا، أثناء مروره بالمحافظة، قبل نحو نصف ساعة من أذان المغرب، بالقرب من قرية «محلة سبك» وقبل محطة أشمون بنحو 5 كم، فبادر أهالى القرية بحمل ما يستطيعون من طعام وتمور وعصائر ومياه إلى ركاب القطار وحملوا إفطارهم للركاب ولم يتناولوا طعامهم حتى تأكدوا من وصول الطعام والمياه والعصائر لكافة ركاب القطار المعطل.
{long_qoute_1}
مواطنو المنوفية يعيش 60% منهم تقريباً فى مناطق ريفية، نظراً لضيق ومحدودية مساحة الرقعة الزراعية، وهو ما انعكس على طباعهم وأكلاتهم، فأهل المنوفية دائماً يحاولون التغلب على أزمات الغذاء وتعلموا كيف يوفرون مخزوناً دائماً من المحاصيل فى منازلهم يكفيهم لفترة طويلة، تحسباً لتقلبات الزمن سواء فيضان كبير يغطى الأرض أو قحط يطول قبل إنشاء السد العالى، فى ظل اعتماد كامل على الأرض وخيراتها.
يقول محمد على الشرقاوى، أحد فلاحى مركز شبين الكوم، إنه لعقود طويلة ظلت منازل أهالى المنوفية تحقق الاكتفاء الذاتى من كل شىء مثل القمح والذرة واللبن والقشطة والسمن الفلاحى والزبدة، بالإضافة إلى كافة أنواع اللحوم الجاموس والأبقار والخراف والدواجن والبط والوز والأرانب، وتساءل: «لما يكون عندى كل ده هحتاج الفلوس فى إيه؟» وأضاف أن المعاملات المالية كان يتغلب عليها أهل الريف بالمقايضة: «كنا بنحلق شعرنا بكوزين درة ونجيب الشاى والسكر بشوية قمح».
{long_qoute_2}
المؤرخ الإنجليزى ألفريد جاشوا بتلر، الذى جاء إلى مصر لتعليم أبناء الخديو توفيق، كتب كتاباً بعنوان «الحياة فى البلاط الملكى المصرى» ووثّق زيارته إلى المنوفية عام 1884 وقال عن المنوفية: «كانت إقامتنا فى شبين الكوم أفضل نسبياً، فعلى الأقل استمتعت بالتنزه فى ظلال بساتين الريف المنعشة التى تضم الخوخ والتين والبرتقال وبعدها ذهبنا إلى الشهداء واحتفى بنا على العشاء رجل من الأعيان يُدعى على شعير، واصطحب الخديو كبار رجال الحاشية طلعت باشا، خيرى باشا، زكى باشا، راشد باشا، مصطفى باشا وجودار بك وكنت أنا الشخص الوحيد بين تلك الصفوة المذكورة الذى لا يحمل ألقاباً غير السيد»، وتابع: «لم يكن هناك أطباق أو شوك أو سكاكين أو أكواب، بل ملعقة واحدة لكل فرد، قدموا لنا الطعام على صينية كبيرة ومستديرة، توالت الأصناف على وسط المائدة، وتعددت بعد ذلك الأطباق حتى وصلت عشرين، وترتيبها: خرشوف فى الزيت، فطائر ملفوفة، طيور مسلوقة، بامية، حلوى شعبية يصعب وصفها «أرز معمر»، كعكة مزينة بحلوى فضية (محشى) طيب الطعم، حمام مع بسلة خضراء عائمة فى السمن، ودجاج، وكوارع، نوع آخر من الملفوف، قطع متبلة من الطيور فى المرقة والإدام، نوع آخر من الكعك، لحوم إضافية، بسكويت اللوز، شربات الورد وأخيراً الشمام والفراولة، يا لها من وجبة مذهلة! وعرفت أن أهل هذه المنطقة «المنوفية» من صفاتهم الكرم».