أحمد سعيد.. رحيل "صوت العرب"

02:33 م | الأربعاء 06 يونيو 2018

بصوت يملأه القوة والأمل؛ كان يخرج على متابعي الراديو لينقل إليهم البيانات العسكرية في يونيو 1967، وبعد مرور عشرات الأعوام، تقسو عليه الأقدار ليكون اليوم الحزين الذي عاشته مصر في النكسة، متزامنًا مع رحيله عن عالمنا أمس الأول عن عمر يناهز 93 عامًا.

يعد أحمد سعيد، أحد رواد الإذاعة المصرية منذ إنشاءها في ثلاثينات القرن الماضي، وكان شاهدًا على حقبة مهمة في التاريخ المصري والعربي، وهو أيضًا أحد مؤسسي إذاعة "صوت العرب"، وظل رئيسًا لها لما يقرب من 15 عامًا.

في الـ29 من أغسطس 1925 ولد أحمد سعيد في القاهرة، وبعد رحلة من التفوق والنبوغ تخرج من كلية الحقوق، وعمل في بداية حياته صحفيًا في مؤسستي "دار الهلال" و"اخبار اليوم"، ثم التحق بالإذاعة عام 1950، وظل عامين يعمل في "إذاعة القاهرة"، وكان أول برامجه هو "تسقط معاهدة 36" الذي دعا من خلاله إلى استفتاء على الغاء المعاهدة المصرية البريطانية.

وطنية الإذاعي الراحل كانت دافعا له في الالتحاق بالفدائيين المصريين بكفاحهم ضد الاستعمار في مدن القناة، وعمل مراسلاً للإذاعة المصرية، يسجل صور الفدائيين ويوثق معاركهم ضد جنود الاحتلال البريطاني، وبعد حريق القاهرة الشهير، قدم برنامج "ركن الجيش" الذي حاور من خلاله كل من جمال عبدالناصر وصلاح سالم وأنور السادات، وكمال الدين حسين وزكريا محيى الدين، قبل أن يقودوا أعظم ثورات الأمة العربية.

وفى عام 1965، تسبب الراحل في أزمة بين مصر وبريطانيا، حتى أنه طٌلب من "عبدالناصر" رفع اسم "سعيد" من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن، بعد اعتراض مجلس العموم البريطاني على وجوده، بحجة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين، وهو الأمر الذي رفضه ناصر بشدة.

استقال "سعيد" من منصبه جراء الغضب الجماهيري الذي اندلع بعد أحداث النكسة، حيث كان الراحل مسئولًا عن إذاعة البيانات العسكرية في 5 يوينو، والتي كانت تعلن إسقاط الجيش المصري لطائرات العدو، قبل كشف الحقيقة في بيان التنحي الشهير للرئيس "عبدالناصر".

في شهر يوليو الماضي تم تكريم "سعيد" بمناسبة العيد الستين لإذاعة "صوت العرب" من اللجنة الدائمة للإعلام بجامعة الدول العربية، بحضور وزراء الإعلام العرب ومٌنح جائزة التميز الإعلامي تقديرًا لتاريخه الكبير.