«الحسين الجامعى».. التبرع المادى فى الخزينة وتبرعات «الأجهزة والأدوية» تذهب للمخازن

كتب: عبدالرحمن قناوى

«الحسين الجامعى».. التبرع المادى فى الخزينة وتبرعات «الأجهزة والأدوية» تذهب للمخازن

«الحسين الجامعى».. التبرع المادى فى الخزينة وتبرعات «الأجهزة والأدوية» تذهب للمخازن

مؤسسة تحتاج المساعدة، هكذا يبدو الحال فى مستشفى الحسين الجامعى، فالمبانى قديمة وبعضها متهالك، والأقسام والعيادات تنقصها الاحتياجات الأساسية، كل هذه المظاهر بمثابة جرس إنذار لحاجة المستشفى لحملة تبرعات أو نظرة من الجهات الرسمية لدعمه.

بين مئات المرضى المترددين على المستشفى، الذى يلاصق جامعة الأزهر، يظهر أحدهم، راغباً فى التبرع، وما إن ينطق بسؤاله «لو عايز أتبرع للمستشفى أعمل إيه؟»، حتى تنهال عليه الإرشادات والمساعدات من موظفى الأمن «هتطلع حضرتك مبنى شئون العاملين فى الدور الثالث، وتسأل على إدارة الخدمة الاجتماعية المسئولة عن تلقى التبرعات»، إجابة قصيرة لجهد بدا كبيراً بذله المتبرع، بداية من مزاحمة المرضى على باب المستشفى للدخول، دون أن يظنه موظفو الأمن «مزوغ من دفع تذكرة الزيارة»، حتى وصوله إلى مبنى متهالك لا يوجد به أسانسير للدور الثالث، وعلى الزائر استخدام السلم للصعود، والاصطدم بعشرات المرضى الذين يتناقلون قصصهم وحكاياتهم أثناء فترات الانتظار التى تطول على درجات السلم.

{long_qoute_1}

اعتذار واجب يستقبل به مدير إدارة الخدمة الاجتماعية زائره المتبرع، عن عدم وجود أسانسير، وعدم قدرته على ضيافة الزائر، وعن «المروحة المعطلة» التى يشعل عطلها حرارة المكتب القديم.

«الإعلانات كلها بتتكلم عن المستشفيات الجديدة والكل بيتبرع ليها، ومحدش بيبص للمستشفيات الحكومية اللى بيجيلها ناس ياما كل يوم»، قالها مدير إدارة الخدمة الاجتماعية، ملخصاً حال المستشفى وموقفه من التبرعات، وتجاهل الإعلام والمتبرعين له.

إجراءات التبرع لمستشفى الحسين الجامعى بسيطة ويسيرة حسب شرح الرجل، فإذا كان التبرع مادياً يتم إيداعه فى خزينة المستشفى، ويتسلم المتبرع إيصالاً بقيمة تبرعه، أما فى حالة التبرع العينى بالأجهزة والأدوية فيتم تقديم طلب للمستشفى بإيداعه فى المخازن، ويتسلم المتبرع إيصالاً أيضاً.

يخرج الرجل الستينى باحثاً عن نائب مدير المستشفى، وفور خروجه تدخل إحدى العاملات بالمستشفى قائلةً برجاء «والنبى يا أستاذ، ابنى عامل حادثة من 16 سنة ورجله مبيمشيش عليها ومفيش مستشفى أو حد فادنى، حتى محدش عاوز يعمله بتر».. «أم أحمد» سيدة تخطت الستين من عمرها، ترى عمر ابنها الوحيد يضيع أمامها ولا تستطيع إنقاذه، ضاعت قدمه بين عمليات الترقيع التى لم تُجدِ نفعاً، وعدم قدرته على الاستمرار فى المصنع الذى يعمل به، والوظيفة المرجوة التى لم تأت بعد «حتى مش عارفة أثبت إنه عاجز عشان يتوظف بنسبة الـ5%»

«المستشفى به صندوق خاص بالتبرعات اسمه «صندوق تحسين الخدمة»، كما يوجد صندوق فى البنك المركزى تحت اسم مرضى مستشفى الحسين بحساب رقم 86086 لاستقبال التبرعات»، يشرح الدكتور إبراهيم الدسوقى، مدير مستشفى الحسين الجامعى، لـ«الوطن» الطرق التى يمكن من خلالها التبرع للمستشفى.

طريقتان يمكن التبرع بهما داخل المستشفى وضحهما الدسوقى، أولهما التبرع النقدى، حيث يمكن للمتبرع توجيه تبرعه للقسم الذى يريده، ويتم إيداع المبلغ فى خزينة المستشفى ويتسلم المتبرع إيصالاً بتبرعه، والطريقة الثانية هى التبرع العينى بالأجهزة والمستلزمات والأدوية عن طريق فاتورة أو بيان مشتريات، ويتم إيداعها فى المخازن عن طريق «إضافة مخزنية» يستلم المتبرع إيصالاً بها.

{long_qoute_2}

«المستلزمات الطبية زى القسطرات ومرشحات الغسيل الكلوى، وأدوية الأورام هى أكتر النواقص المهمة فى المستشفى»، كلمات لخّص بها مدير المستشفى الاحتياجات الضرورية التى تنقصهم، فالأجهزة الرئيسية، كأجهزة الغسيل الكلوى والأشعة متوفرة بشكل كبير.

الإعلان عن حاجة المستشفى للتبرعات يتم فى أضيق الحدود، فالإعلانات التليفزيونية وعبر صفحات الجرائد تحتاج إمكانيات مادية كبيرة لا تتوافر لمستشفى حكومى، ويقول الدسوقى «بنعلن عن حاجتنا للتبرعات عن طريق تصريحات لينا كمسئولين عن المستشفى»، كما يتم حالياً إنشاء «جمعية أصدقاء مستشفى الحسين الجامعى» لتكون مسئولة عن الدعم «اللوجيستى» للمستشفى والإعلان عن الحاجة للتبرعات.

 


مواضيع متعلقة