ارتفاع أسعار «لبس العيد» يفرض نظرية «اشترى للكبير بس»

كتب: محمد غالب

ارتفاع أسعار «لبس العيد» يفرض نظرية «اشترى للكبير بس»

ارتفاع أسعار «لبس العيد» يفرض نظرية «اشترى للكبير بس»

فى مثل هذا التوقيت من كل عام تقريباً، يقع المواطنون فى حيرة من ميزانيتهم، تشرق أفكارهم وتغرب بحثاً عن حل يستطيعون من خلاله شراء ملابس العيد لأولادهم، ويحاولون توفيق قدراتهم المادية مع متطلباتهم، فبعد الخروج من شهر رمضان الذى يلتهم الميزانية كلها لا يتبقى سوى القليل، ومع ارتفاع الأسعار لا يسعفهم «هذا القليل» فى إسعاد أطفالهم بملابس جديدة. «حسبة برما» أجراها هلال محمد، موظف، وهو يحسب تكلفة شراء ملابس العيد لأولاده الأربعة، يعيد حساباته مرة واثنتين وثلاثاً ولا يخرج إلا بنتيجة واحدة هى أن الميزانية لن تكفى جميعهم، فقرر الشراء لاثنين فقط: «قلت أشترى للاتنين الكبار عشان فاهمين ومدركين العيد وهيخرجوا مع صحابهم، أما الصغيرين مش فاهمين ومش هيخرجوا أصلاً فمش هجيب لهم». الحل الذى توصل له «هلال» كان قاسياً عليه، فأى أب يتمنى أن يسعد أطفاله بملابس العيد: «أعمل إيه الأسعار غالية جداً، لما يخلص الموسم والأسعار تهدا شوية هجيب للباقى». رمضان فتحى، بائع ملابس فى أحد محال الجيزة، جاءته سيدة وبرفقتها ثلاثة أطفال، تسأل عن سعر بنطلون، وعندما اكتشفت أن سعره 130 جنيهاً، رحلت وهى تتمتم بصوت منخفض: «يعنى عشان أجيب للتلاتة أدفع 400 جنيه»، وبحسب «فتحى»: «مش هى بس، غيرها كتير بييجى يسأل ويمشى، ما يعرفوش إن دى أرخص أسعار موجودة فى السوق». دخلت سيدة أحد محال الملابس، مع ولد وبنتين صغيرتين، ظل الولد ينظر إلى «تى شيرت» يحمل صورة محمد صلاح، سألت الأم عن سعره، فأجابها البائع: «90 جنيهاً»، فأخذت ابنها وبنتيها ورحلت، وبحسب البائع محمد الصعيدى: «بيسألوا ويمشوا، الدنيا واقعة معايا لا فيه بيع ولا شرا». بعد أن تجول هشام حسين، أب لثلاثة أبناء، فى محال مختلفة فى وسط البلد، اكتشف أن ميزانية لبس العيد ستصل إلى 2000 جنيه، فنظرت له زوجته مؤكدة أنها ستصل إلى 3 آلاف جنيه، بعد شراء الأحذية، ليقرر الاكتفاء بشراء ملابس للاثنين الكبيرين ويستثنى الصغير: «مفيش حل غير كده».

فى أحد محال الأحذية بالجيزة، يحكى عزت حافظ، صاحب المحل، عن بعض زبائنه أنهم يدخلون فى جمعيات مخصصة لشراء ملابس العيد: «ناس بتيجى تقول لى إحنا بنعمل جمعية عشان نجيب لبس العيد، الزيادة السنة دى 20% عن السنة اللى فاتت، الناس هتجيب منين؟». لكن محمد حمدى، بائع ملابس، يؤكد أن أسعار الملابس زادت بنسبة 50% وهو ما أدى إلى عزوف البعض عن الشراء.


مواضيع متعلقة