«أم حبيبة»: سكنت الرصيف لأن «الإخوان خِلُوا بيّا»

كتب: رنا على

«أم حبيبة»: سكنت الرصيف لأن «الإخوان خِلُوا بيّا»

«أم حبيبة»: سكنت الرصيف لأن «الإخوان خِلُوا بيّا»

انتهاكات على مدار عام، منذ تولى محمد مرسى وجماعته السلطة، لم تهتم بها السيدة التى اتشحت بالسواد حزناً على وفاة ابنتها الوحيدة أثناء وضعها لمولودتها الثالثة، لتترك الأطفال اليتامى فى «رقبة» الجدة، تجرى عليهم ويساعدها رجال الخير، إلى أن تكفل بها وبأحفادها أحدهم، لا تعلم من صفاته سوى أنه «راجل كويس وبدقن»، علمت بعدها أنه «إخوان»، لم يفرق معها التوصيف كثيراً «إخوان ولّا مش إخوان وأنا مالى، المهم إنه راجل كويس معايا»؟ ثورة يونيو، التى قضت على الجماعة، قضت أيضاً على «أم حبيبة»، فمن يومها وانقطعت عنها مساعدات الرجل الملتحى، بحثت عنه فى كل مكان ظناً منها أنه تعرض لأذى قد لحق به، وفى أثناء بحثها تراكمت عليها الديون، وأولها إيجار منزلها، فكان الطرد مصيرها، والشارع ملجأها. «الراجل الطيب كان بييجى يطل عليّا ويقول لى الأمانة سبتهالك فى الجامع، لكن بعد الثورة رحت الجامع قفلوا فى وشى وقالوا لى زى ما شيلتوا الإخوان، انتى كمان حسنتك اتقطعت من عندنا». تدمع عينا «أم حبيبة»، عندما تحاول التسلل لبيتها الذى أغلق صاحبه بابه فى وجهها، أو تحاول أخذ ملابسها، تصب جام غضبها على الجماعة التى تاجرت بآلامها وعجزها، وفجأة تنكرت لها كأنها لم تكن، «لا عمرى شجعت حد ولا فهمت فى السياسة، لكن من يوم ما اترميت فى الشارع وأنا عرفت همّا قد إيه عالم ظالمة، ولولا فرشة المناديل اللى ببيعها كان زمانى مت من الجوع أنا وأحفادى».