الفطار داخل شوادر الفوانيس.. رمضان ما يحلاش غير باللمة

11:05 م | الثلاثاء 29 مايو 2018

مع قرب اختفاء ضوء الشمس، ورفع أذان المغرب من مسجد السيدة زينب، تسود حالة من الهدوء، فالكل يتجمع داخل شادره الخاص مع عماله وأفراد أسرته، لكسر الصيام وتناول وجبة الإفطار معاً، البعض يأتى بطعامه من المنزل الذى يقع على بعد خطوات من شوادر الفوانيس الموجودة بشارع السد، والآخر بواسطة إحدى موائد الرحمن.

وسط أضواء الفوانيس يجلس سمبل محمد، برفقة مجموعة من أفراد عائلته، الذين اعتادوا تناول وجبة الإفطار والسحور معاً داخل الفرشة طوال أيام شهر رمضان، متجمعين حول بعض الأكلات التى أحضرها لهم شقيقه الأصغر من منزلهم بشارع زين العابدين، خاتمين طعامهم باحتساء بعض أكواب الشاى من المقهى الواقع أمامهم. «الواحد ما بيحسش بفرحة رمضان غير بالفطار جوه الشادر فى الشارع وسط الفوانيس والزينة، كلنا قرايب فى بعضينا، منها بنفطر سوا ومنها ناخد بالنا من الفرشة عشان ما ينفعش نسيبها ونروح نفطر»، قالها أيمن رفعت، أثناء تناوله الأرز والخضار المطبوخ برفقة العاملين معه، مشيراً إلى أن لهذا اليوم أهمية، لاحتمالية كونه آخر يوم بالنسبة لفرشة الفوانيس فى الشارع، وفقاً للتصاريح المأخوذة من الحى»، «يعتبر ده الفطار الأخير لينا فى الشادر عشان مش مسموح لنا غير بـ5 أيام بس، بعد كده هنلم الفوانيس للسنة الجاية، ورمضان بالنسبة لينا خلص، كل واحد يرجع لشغلته الأساسية».

على حصيرة متوسطة الحجم، تقف الحاجة صباح مجاور، صاحبة الـ50 عاماً، قائلة: «من أيام والدى وأنا محافظة على الشادر بتاعنا، وكلنا لازم نقعد نفطر فى الشارع، محدش بيفطر فى بيته، حتى البياعين، كلنا ولاد حتة واحدة وجيران بنفضل فاتحين طول الليل والنهار ما بنقفلش، رمضان مابيحلاش غير كده».

بعد انتهاء زينهم فتحى من تقديم الإفطار للصائمين على المائدة المجاورة لمسجد السيدة زينب، تطوعاً منه، يتجه مسرعاً إلى فرشته الصغيرة حاملاً معه وجبتَى إفطار من الأرز واللحم والبلح المنقوع فى الماء ليتناولهما مع ابنه الصغير، الذى يصر على مصاحبته لبيع زينة رمضان كل عام «رغم أن بيتنا قريب فى منطقة زينهم وممكن أقفل الفرشة وأروح أفطر وأرجع تانى، لكن ما بحبش أقطع بلقمة عيشى والثواب اللى باخده من الخدمة فى المائدة، ده شهر له طعم تانى، وما بيتكررش غير مرة فى السنة».