«الكف».. فن الارتجال بالأدب.. ما زال منتشراً فى أفراح الكبار: بيلم معازيم.. والكفّاف بياخد 5 آلاف جنيه فى الليلة

كتب: أحمد العميد وعبدالله مشالى

«الكف».. فن الارتجال بالأدب.. ما زال منتشراً فى أفراح الكبار: بيلم معازيم.. والكفّاف بياخد 5 آلاف جنيه فى الليلة

«الكف».. فن الارتجال بالأدب.. ما زال منتشراً فى أفراح الكبار: بيلم معازيم.. والكفّاف بياخد 5 آلاف جنيه فى الليلة

«الكف».. أحد أهم الفنون فى صعيد مصر، اشتهر على أيدى أبناء قبيلة «الجعافرة»، وسُمى بذلك نسبة لرقصة الكف، إذ يصطف الشباب فى القرى والنجوع فى الأفراح والمناسبات ويصفقون بطريقة واحدة على كفوفهم، ولهذا الفن فى الصعيد محبون، ويمثل «الكف» مباراة بين مؤديه على خشبات مسارح تقام فى شوارع القرى والنجوع ليبينوا مدى ثقافتهم ولباقتهم وحضورهم الذهنى فى الرد على جميع الاستفسارات والدخول فى منافسات هدفها المحبة وإسعاد الحضور.

«جيتونا من بعيد لأقصى جنوب الوطن.. دى أسوان الحبيبة هى أجمل سكن.. نورتونا وشرفتونا يا شباب جريدة الوطن».. بهذا المقطع لأحد أبيات أدوار الكف بدأ محمود أبوسعود، أحد أشهر فنانى الكف فى الصعيد، حديثه لـ«الوطن»: «أنا ألفتها بمجرد ما عرفت إنكم صحفيين فى الوطن وجايين من القاهرة، إحنا فنانين ارتجاليين، يعنى الحمد لله نقدر ننافس أى حد فى أى خانة وأى معنى وده دليل على ثقافتنا اللى بننميها كل يوم بالقراءة والمعرفة، وفن الكفّ له عتاولة وشيوخ كبار كان من أهمهم الفنان المرحوم رشاد عبدالعال والمرحوم ربيع البركة وأبودرويش وكلهم من أبناء الجعافرة الكبار واللى يا ما صالوا وجالوا فى نجوع وقرى محافظات الصعيد لدرجة كان صاحب الفرح بمجرد إعلانه عن الفنان يمتلئ الفرح بالعاشقين لفن الكف».

{long_qoute_1}

وقال «أبوسعود»: «رغم التطور والتقدم فى الفن ودخول الدى جى فى بعض القرى ومراكز الصعيد، يظل فن الكف له عشاقه، وأفراح الكف زادت فى الفترة الأخيرة لأن هناك فنانين بدأوا فى الظهور وذاع صيتهم فى القرى والنجوع، وأفراح الكف عبارة عن خانات وأبيات يؤلفها أبناء القرى أثناء رقصهم لفن الكف، ويستمر فنان الكف فى استكمال أبيات وفقرات غنائية على نفس القافية والوزن، وهو ما يؤكد كما قلنا أن فنان الكف لازم يكون فنان مثقف لأن الفقرات قد تكون عبارة عن أسئلة فى العلوم والتكنولوجيا والحياة بصفة عامة، حتى الأسئلة الدينية بيسألونا عنها فى الأفراح وعلينا أن نجيب وإلا بالبلدى كده هيتعلم علينا».

وقال محمود فهمى العمدة، من أبناء قرى مركز مدينة دراو، إن فن الكف لا غنى عنه فى الصعيد، خاصة للقبائل العربية فى مراكز أسوان: «هو ده الفن الصحيح مش فن اليومين دول من أغانى شعبية خليعة بنسمعها أثناء ركوبنا التوك توك، ففنان الكف بالنسبة لنا كسامعين هو بمثابة أديب مفوه، ولذلك سعره اليومين دول فى الأفراح والمناسبات زاد، وفيه بعض الفنانين ليلته بـ5 آلاف جنيه، وكمان هو اللى بيحدد اليوم اللى فاضى فيه وعليه بيحدد العريس فرحه، لأن أى عائلة كبيرة ذات منصب ومال عايزة فرحها يكون كبير والمعازيم كتير، وفى بلادنا وقرانا فنانين الكف أكثر حاجة تلم معازيم».

وقال على عبدالحفيظ إبراهيم، من أهالى مركز دراو: «من الستينات وأنا أهوى سماع الكف، لدرجة إنى بقعد أدندن مع نفسى بعض الأغانى اللى لا يمكن تتنسى، وما زلنا ككبار نوجه أبناء قريتنا إنهم لما يروحوا يجاملوا أى فرح فى قرية تانى يجهزوا خاناتهم وأبياتهم قبل الذهاب عشان نبين للناس إن القرية دى فيها مفكرين وأدباء ومثقفين»، ويضيف: «فن الكف زمان كان أمتع لأن الكبار هما اللى قدروا يحافظوا عليه، بمعنى إنهم هما الأساس المتين وكل اللى طالع دلوقتى تلاميذهم، وكلمات أغانى الكف بتدل على الحال اللى بيحصل حوالينا من قضايا اجتماعية، والكفّاف بيوصف ما يراه، فمثلاً من ضمن أغانى الكف: عيب يا بنات المحمول، تحط المحمول فى ودنها وتنسى إيمانها ودينها ماتعرفش لوين مودينها.. وعيب يا بنات المحمول».

 

فن الكف مازال حاضراً رغم انتشار الـ«دى جى»

كلماته تناقش قضايا اجتماعية


مواضيع متعلقة