لينين الرملى: الإرهاب عقيدة راسخة لدى «الإخوان»

لينين الرملى: الإرهاب عقيدة راسخة لدى «الإخوان»
كان لينين الرملى ولا يزال من أكثر وأوائل الكتاب الذين حاربوا فكر التطرف والإرهاب من خلال أعماله المسرحية أو مقالاته الصحفية، وأيضاً من خلال فيلم «الإرهابى» الذى كتبه فى منتصف التسعينات، وحقق نجاحاً كبيراً وأسهم فى رسم صورة لشخصية الإرهابى بملامحها التى كان يجهلها الكثيرون.
فى حواره لـ«الوطن» يتحدث لينين الرملى عن ظروف إنتاج الفيلم وخروجه للنور.
* فى البداية كيف فكرت فى تقديم فيلم «الإرهابى» فى منتصف التسعينات؟
- كان اغتيال المفكر فرج فودة هو المحرك الأساسى لدىّ لكتابة فكرة الفيلم، فقد كانت تربطنى به علاقة طيبة وكنت أتابع كتبه ومقالاته، وعندما قرأت خبر الاغتيال فى جريدة «الجمهورية» أصابتنى الصدمة والحزن، وقررت كتابة فكرة الفيلم على الفور، وتعمدت أن أقدم ضمن الأحداث شخصية قريبة الشبه إلى حد كبير من فرج فودة وهى شخصية الكاتب والمفكر التى قام بها الفنان محمد الدفراوى، وبعد أن انتهيت من كتابته عرضته على الفنان أحمد زكى فتحمس له جداً ولكنه انشغل فى أكثر من مشروع ولم يتواصل معى بشأن السيناريو، وأثناء جلسات الإعداد لفيلم «بخيت وعديلة» مع عادل إمام علمت أنه يسعى لتقديم فيلم عن الإرهاب، وتحدثت معه عن الفكرة التى كتبتها، وفوجئت بعدها بأيام قليلة بالفنان مصطفى متولى يزورنى ويطلب منى التعاقد على الفيلم ليقوم بإنتاجه من بطولة عادل إمام، وطلبت منه الانتظار لمدة أسبوع حتى تنتهى المهلة التى اتفقت عليها مع أحمد زكى للرد علىّ بشأن الفيلم كى أبرئ ذمتى من الاتفاق، وبالفعل لم يتصل بى أحمد زكى، وكان الفيلم من نصيب عادل إمام وبعدها تعاقد مع المخرج نادر جلال، وقرر تأجيل فيلم «بخيت وعديلة» لما بعد «الإرهابى»، وقد كتبت إهداء الفيلم لروح فرج فودة، ولكن عادل إمام طلب منى تغيير الإهداء ليكون إلى شهداء الإرهاب جميعاً.
* ألم تتردد فى الإقدام على كتابة الفيلم فى هذه الفترة؟
- على الإطلاق، وذلك رغم أن معظم الأقلام الصحفية وقتها كانت تتجاهل الحديث عن الإرهاب، والقلة القليلة فقط هى التى كانت تتحدث عنه فى مقالاتها، فى حين ظهر تيار ثالث يحاول أن يلتمس الأعذار للإرهابيين ويلقى باللوم على الظروف والفقر وقسوة المجتمع، ولم يكن أى من المسئولين فى الدولة وأولهم حسنى مبارك يتحدث فى أى خطاب له عن الإرهاب أو مواجهته.
* كيف ترى شكل شخصية «الإرهابى» فى الوقت الحالى وهل اختلفت عما قدمته فى الفيلم؟
- الإرهابى أو المتطرف لا تختلف طريقة صناعته عبر العصور المختلفة، ولا بد أن يدرك الجميع أن ما نراه الآن من أفكار متطرفة ومحاولات مستمرة من «الإخوان» لإرهاب الشعب المصرى ليست سوى نتاج لتاريخهم الممتد عبر أكثر من 80 عاما من الأفكار المتطرفة التى تهدف للسيطرة على جميع مفاصل الدولة ولا تضع فى حساباتها أى اعتبار للوطن أو للحدود، ومن يختلف مع هذه الأفكار يتهمونه بمحاربة المشروع الإسلامى، وبالتالى يستخدمون العنف ضده بشكل ممنهج مثلما نرى منذ أن تم فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة».
* ألم تتلقّ تهديدات عقب عرض «الإرهابى»؟
- لم يحدث هذا، ولا أحب أن أدعى البطولة مثل الكثيرين غيرى، ولكنى فوجئت فى أحد الأيام بتعيين حراسة خاصة على منزلى، وعندما سألت الضابط المكلف بالحراسة عن سبب ذلك لم يعطنى جواباً شافياً.
* لماذا اخترت أن تكون نهاية الفيلم بهذا الشكل وأن يرفض الإرهابى الأفكار التى تلقاها من الجماعات المتطرفة؟
- كان لا بد أن يكون فى الفيلم بارقة أمل، وأن يظهر للبطل من خلال الأحداث خطأ الأفكار التى زرعتها الجماعات المتطرفة فى عقله، وكان طبيعيا أن ترفض قوى الظلام أن يتركهم أحد رجالها، وهذا هو منهجهم لذا قتلوه، خاصة بعد أن تيقن من زيف أفكارهم التى يبثونها فى المجتمع، وطوال الوقت وأنا أدرك تماماً أن هناك العديد من العوامل التى تكون خلف عملية تجنيد الإرهابيين وغسيل عقولهم مثل الفقر والجهل والظروف الاجتماعية، وما يحدث فى الأيام الحالية يؤكد ذلك فالمنهج والتفكير وأسلوب العمل واحد ولم يتغير، والرغبة فى إرهاب من يختلف معهم قائمة، فنحن لم نرَ مثلاً إرهابا من أنصار مبارك عقب ثورة يناير مثلما رأينا من أنصار مرسى عقب 30 يونيو.