وديع الصافى.. رحيل طبيب الهوى

كتب: هشام أمين

وديع الصافى.. رحيل طبيب الهوى

وديع الصافى.. رحيل طبيب الهوى

لم يكن خبر رحيل المطرب الكبير وديع الصافى بالهين على جمهوره وعلى نجوم الأغنية فى الوطن العربى؛ فقد كان لهم جميعاً الأب الروحى والمعلم، وصاحب أشهر المواويل اللبنانية والذى جمع بين اللونين الجبلى والرومانسى. وُلد وديع بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس فى 24 يوليو 1921 فى قرية «نيحا الشوف»، وهو الابن الثانى فى ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد، وعاش طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، وفى عام 1930 نزحت عائلته إلى بيروت ودخل المدرسة هناك، وبعدها بثلاث سنوات اضطر للتوقّف عن الدراسة؛ لأن جو الموسيقى هو الذى كان يطغى على حياته من جهة، وحتى يساعد والده فى إعالة العائلة من جهة أخرى. فى عام 1938 كانت انطلاقته الفنية عندما فاز بالمرتبة الأولى لحناً وغناءً وعزفاً وسط أربعين متبارياً فى مباراة للإذاعة اللبنانية، واختارت لجنة التحكيم اسم «وديع الصافى» كاسم فنى له؛ نظراً لصفاء صوته، وتتلمذ على يد ميشال خياط وسليم الحلو، اللذين كان لهما الأثر الكبير فى تكوين شخصيّته الفنية، وكان أول لقاء له مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عام 1944 حين سافر إلى مصر وأشاد «عبدالوهاب» بموهبته، وقال عنه عندما سمعه يغنى أوائل الخمسينات أغنية «ولو» المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية: «من غير المعقول أن يملك أحد صوتاً كهذا». وشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة فى مشواره الفنى وتربع من خلالها على عرش الغناء العربى، ولُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وفى عام 1952 تزوج إحدى قريباته ورُزق بـ«دنيا ومارلين وفادى وأنطوان وجورج وميلاد». فى أواخر الخمسينات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة الأغنية اللبنانية انطلاقاً من أصولها الفلكلورية، ومع بداية الحرب اللبنانية، غادر «وديع» لبنان إلى مصر عام 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ فى باريس عام 1978 وكان سفره اعتراضاً على الحرب الدائرة فى لبنان، مدافعاً بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة، وفى عام 1990 خضع لعملية قلب مفتوح، لكنه استمر بعدها فى عطائه الفنى بالتلحين والغناء. ويحمل «الصافى» ثلاث جنسيات هى المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، وشارك فى أكثر من فيلم سينمائى، منهم: «الخمسة جنيه» و«موّال» و«نار الشوق» مع صباح عام 1973، ومن أشهر أغانيه: «عظيمة يا مصر» و«طل الصباح» و«رح حلفك بالغصن يا عصفور» و«على رمش عيونها» و«دار يا دار»، وآخر أعماله المصورة كانت أغنية «يا بنتى قلبى عليكِ» التى طرحها عام 2010 وصورها بطريقة الفيديو كليب مع المخرج اللبنانى جاد شويرى، أما عن آخر أعماله فكانت بعد ثورة يناير فى عام 2011 عندما أهدى الشعب المصرى أغنية «يا أهل مصر».