«رئيس المراسلين الأجانب»: القذافى كان لطيفاً ولكنه غريب الأطوار وحدد موعد الحوار معى فى الثالثة صباحاً وأصلح معى جهاز التسجيل عندما تعطل

«رئيس المراسلين الأجانب»: القذافى كان لطيفاً ولكنه غريب الأطوار وحدد موعد الحوار معى فى الثالثة صباحاً وأصلح معى جهاز التسجيل عندما تعطل
- إيهود باراك
- احتفالات الكريسماس
- الأراضى المحتلة
- الإذاعة المصرية
- الإعلام الليبى
- البيت الأبيض
- التربية والتعليم
- فولكهارد
- المراسلين الأجانب
- شهر رمضان
- القذافي
- معمر القذافى
- رئيس ليبيا السابق
- محمد حسنى مبارك
- مبارك
- رمضان 2018
- سلى صيامك
- إيهود باراك
- احتفالات الكريسماس
- الأراضى المحتلة
- الإذاعة المصرية
- الإعلام الليبى
- البيت الأبيض
- التربية والتعليم
- فولكهارد
- المراسلين الأجانب
- شهر رمضان
- القذافي
- معمر القذافى
- رئيس ليبيا السابق
- محمد حسنى مبارك
- مبارك
- رمضان 2018
- سلى صيامك
يعد فولكهارد فيندفور، رئيس جمعية المراسلين الأجانب، من أبرز الإعلاميين الأجانب الموجودين فى مصر والوطن العربى، فقد عمل طوال أكثر من ستة عقود طاف خلالها الوطن العربى، وأجرى حوارات مع زعماء وقادة الدول العربية، وفى أوقات فارقة وأزمنة مختلفة، قام بتغطية العديد من الأحداث الهامة والساخنة سواء فى مصر أو خارجها. وأثناء الحوار معه والتنقل بين الحقب التاريخية المختلفة، تجده مُحللاً وعالماً بمجريات الأمور، وعندما تنظر إلى أرشيف صوره لا شك سينتابك الذهول، مما حظى به من علاقات قوية مع كثير من الرؤساء المصريين والعرب، مما مكّنه من الكثير من اللقاءات الصحافية المهمة والنادرة.. إلى نص الحوار.
متى جئت إلى مصر ولماذا؟
- حضرت إلى مصر عام 1955، وكان عمرى 18 سنة، والتحقت بالمدرسة الألمانية فى الزمالك، وكنت حصلت على الثانوية العامة من ألمانيا، والقانون المصرى اشترط الحصول على الثانوية المصرية فحصلت عليها، وكنت من المتفوقين فمنحنى كمال الدين حسين، أحد الضباط الأحرار، ووزير التربية والتعليم وقتها، منحة دراسية، والتحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغات الشرقية، ودرست «الفارسية والعبرية والتركية»، وعملت فى الإذاعة المصرية منذ عام 1959.
{long_qoute_1}
حدثنا عن مرحلة ما قبل مجيئك القاهرة؟
- الحرب العالمية الثانية بدأت فى سبتمبر 1939، وكانت حرباً شرسة، وأسرتى كانت تعيش فى مدينة «أسن»، غرب ألمانيا، على الحدود مع هولندا، وهى مدينة صناعية كبيرة، وتم ضربها فى غارات الحرب، فانتقلنا بعد ضربها إلى مدينة بالقرب من «هانوفر» عند أسرة أمى، وهى مدينة من العصور الوسطى وكانت آمنة، لكن فى 23 مارس 1945 تم ضربها بغارة كبيرة، وبعدها بأقل من شهر انتهت الحرب، وألمانيا كانت مقسمة إلى أربع مناطق احتلال، والظروف كانت صعبة جداً، وبعدها بدأت الحرب الباردة، ووالدى كان عضواً فى الحزب النازى، وتركه عام 1938، وكان يعزف بيانو، ولكنه دخل الحرب فى 1939، وأنا كنت من مواليد يناير 1937، أى إنه بدأ يشارك فى الحرب وتركنا وأنا عمرى عامين، وكان يأتى لنا من ثلاث إلى أربع مرات كل عام زيارات قصيرة، وأنا لا أتذكره إلا بالزى العسكرى، حيث لم أره أبداً بالزى المدنى.
وهل تذكر آخر مرة رأيته فيها؟
- فى فبراير عام 1944، وكنا نقوم بتوصيله إلى محطة القطار، وعندما تحرك القطار فى هذه المرة، فجأة بكيت بكاءً شديداً، فسألتنى أمى: «لماذا تبكى؟»، فقلت لها: «لن يعود مرة أخرى»، وعندما علمنا بخبر وفاته ذكرتنى أمى بهذا الموقف، وبعدها انتهت الحرب فى 1945. {left_qoute_1}
كيف كان شكل حياتك خلال العشر سنوات من 1945 وحتى 1955 قبل حضورك لمصر؟
- أول ثلاث سنوات بعد الحرب كانت صعبة جداً، والوضع كان سيئاً، وبعدها عملت أمى مُدرّسة، فقررنا أن نأتى إلى مصر للعمل فى المدرسة الألمانية فى الزمالك، وهذه المدرسة كانت عريقة، حيث تم تأسيسها فى عام 1874، وانضممت لهذه المدرسة، وهناك قصة لى فيها أيضاً يمكن أن أرويها لك.
ما هذه القصة؟
- عندما حضرت إلى مصر، كان عمرى 18 عاماً، وأحببت أن أتعلم اللغة العربية، فكنت أتعلمها كل يوم أربع ساعات على الأقل، لمدة عامين، لدرجة أننى طلبت أن تكون اللغة العربية هى اللغة الأولى لى فى المدرسة الألمانية، لأثبت لنفسى أننى قادر على تعلمها بإتقان، وهذا الطلب كان يستلزم قراراً من ألمانيا بالموافقة على أن تكون اللغة الأولى العربية وليست الألمانية، فأرسلنا فى طلب القرار من ألمانيا وجاء الرد بالموافقة، وكانت النتيجة أننى تعلمتها جيداً وحققت تقديراً فيها، وقد كنت أحب تعلم اللغات، وأرغب فى دخول كلية الآداب قسم اللغات الشرقية، وتعلمت التركى والفارسى والعبرى واللاتينى، وتخصصت فى الفارسية، حيث إن اللغات مهمة جداً وتفتح الأبواب، وأنا حياتى طويلة وممتدة لـ82 عاماً وقد استثمرتها فى قراءة التاريخ واللغات والموسيقى، وتعلمت «ألمانى وعربى وفرنسى وفارسى وعبرى وتركى وإيطالى وإسبانى وإنجليزى».
وهل استفدت من تعلم كل هذه اللغات؟
- بالطبع.. وأذكر أننى كنت فى ألمانيا عام 1965، ووالدتى كانت مصابة بالسرطان وتعانى، والأطباء قالوا إنها لن تعيش أكثر من ثلاثة أيام فقط وستموت، وكان لها شهر متوقفة عن الكلام، فتركت كل شىء وذهبت لها، وعندما رأتنى تحدثت، وعاشت بعدها ثلاث سنوات، ظللت خلالها إلى جانبها، وفكرت فى طريقة لإيجاد دخل، فطلبت أن أعلم اللغة العربية فى المدارس الألمانية، فوافق وزير الثقافة، والاستجابة كانت كبيرة جداً من الطلبة، ففوجئت بالسفير الليبى فى ألمانيا يحدثنى ويقول إن العقيد القذافى سعيد بما فعلت، ويدعوك أنت والفصل بالكامل لزيارة ليبيا، فذهبنا وزرنا ليبيا، وكان القذافى لطيفاً ولكنه غريب الأطوار، ويعيش فى خيمة، والتقيت به بعدها أكثر من مرة، وفى إحدى المرات كان يزوره بطل الملاكمة العالمى محمد على كلاى.
{long_qoute_2}
وما أغرب موقف مع القذافى؟
- كانت والدتى قد توفيت ومجلة «دير شبيجل» تريد أن أعود للشرق، فوافقت وذهبت للقاء معمر القذافى وإجراء حوار معه فى بنغازى، فتأجل اللقاء لليوم الثانى ثم لليوم الثالث، وهكذا ظل يتم تأجيله، حتى جاءت ليلة وجدت فيها وزير الإعلام الليبى يطرق باب غرفتى فى الثالثة صباحاً، بنفسه، ويقول لى الأخ العقيد فى انتظارك الآن، فذهبت له فى قاعدة بنينا الجوية، وكنا وقتها نسجل الحوار بأجهزة تسجيل كبيرة تدور يدوياً، فخرج الشريط من الجهاز، فإذا بالقذافى يقول لى، ولا يهمك أنا هصلحهالك، وجلس معى يصلحها، ويومها أصدر قراراً غريباً، وهو منع أى أجنبى لا يحمل جواز سفر مطبوع باللغة العربية من دخول ليبيا، وفى الساعة الخامسة فجراً جاءه اتصال تليفونى، وبعد أن أنهى المكالمة قال لى تعرف مين دا، فقلت له لا، فقال إنه قائد المطار يخبرنى أن هناك طائرة جاءت من فرنسا ولا يحملون جواز سفر باللغة العربية، فطلبت منه أن يعود بهم إلى باريس.
وماذا تذكر عن حواراتك مع الملك حسين ونجله الملك عبدالله، لا سيما مع مجموعة الصور الكبيرة لك معهما؟
- ذات مرة كنت أقوم بعمل حوار مع الملك حسين، فطلب منى أن يكون الحوار باللغة الإنجليزية، وكان طليق اللسان فى اللغة الإنجليزية، وفجأة وجدتنى أنا أتحدث معه بالعربى، فأكمل هو حديثه بالعربى وابتسم، وبعد الحوار وأثناء خروجى من القصر، وجدت سيارة مرسيدس ضخمة تقف إلى جانبى، فنظرت وإذا بالملك حسين يركب السيارة، وقال لى اركب سوف أوصلك للفندق، ووصلنى الفندق بنفسه، وكان شخصية عظيمة، والثقة بيننا كانت كبيرة، وهذه الثقة جاءت من أنه يتحدث بأريحية وعندما يقول لا تنشر هذا، لا أنشر هذا، وكذلك الأمر كان مع مبارك، أما الملك عبدالله بن الحسين، فهو إنسان متواضع جداً، ودائماً لا تشعر أنه الكل فى الكل من شدة تواضعه، وهو عاقل ومتزن.
ماذا عن ذكرياتك مع جعفر النميرى؟
- كنت أُجرى حواراً مع جعفر النميرى، وكنا فى 24 ديسمبر، فى احتفالات الكريسماس، فقال لى «النميرى» «هيا نذهب للكنيسة فى الخرطوم»، وكانت كنيسة صغيرة وذهبنا وكان يوماً عظيماً، وأذكر أنه بعدما قامت الثورة، النميرى كان منفياً فى مصر، وإذا بى أجده صدفة فى جنازة فرج فودة، المفكر العظيم، والرئيس مبارك كان أمر بعمل جنازة رسمية له، وعندما وجدت النميرى، فقلت له: كيف هذا، أنت تسير فى جنازة فرج فودة؟، فقال لى أنا غيرت رأيى ونادم، فهو كان على الحق وأنا كنت على الباطل. {left_qoute_2}
ما أغرب موقف لك مع مبارك؟
- بعد فشل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، كان هناك لقاء فى شرم الشيخ حضره مبارك وياسر عرفات وإيهود باراك، فوافق باراك على أن تكون القدس عربية، وعودة الأراضى المحتلة ما عدا بعض المستوطنات الصغيرة فقط، وكان يريد أن يحتفظ بها ويرغب فى تعويض الفلسطينيين عنها بأرض أخرى إسرائيلية، فرفض ياسر عرفات وقال الأراضى كلها، وإلا فلا، ووقتها أجريت حديثاً مع مبارك، وقال لن يجد رئيس وزراء إسرائيلياً يعطيهم ما قدمه إيهود باراك، وهذه آخر صفقة يمكن أن تتم، وقال لياسر عرفات «متبقاش حمار.. الفرصة دى مش هتيجى تانى» وهذا سر أبوح به لأول مرة.
أنت التقيت كلاً من عبدالناصر والسادات ومبارك.. ماذا كان الاختلاف بينهم؟
- الثلاثة وطنيون مخلصون ولديهم انحياز للقومية عربية، وما أقوله أن السادات كان ينفعل أكثر من غيره، وكان لديه تفكير بعيد ومرحلى، فمثلاً كيفية التفكير فى عبور حرب 1973 كان تفكيراً قوياً يدرّس حتى اليوم فى الكليات العسكرية، والإعلام لعب دوراً إيجابياً كبيراً فى هذه المرحلة، وفى نفس الوقت النتيجة كانت قوية، ومبارك لم يكن لديه نفس الدهاء، وفى البداية لم يكن لديه «هيلمان الرئاسة»، والسادات كان يهتم بكل شىء، وأُحب أن أقول إن مبارك قام بأشياء كثيرة جيدة وكبيرة، وأذكر أنه أقام جنازة عسكرية للرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، وهو ما أثار مشاكل كبيرة فى إسرائيل، حتى إن مبارك لم يتم استقباله فى «البيت الأبيض» أربع سنوات بسبب عدم زيارته لإسرائيل.
وما أبرز أخطاء مبارك؟
- أنه قدم تنازلات للإخوان كثيرة، والرضوخ لفكرة التوريث، وأنا التقيته فى فبراير 2010 وسألته عن تجهيز جمال مبارك، فقال لى «لا لا لا.. إحنا مش فى سوريا»، وأعتقد أنه كانت هناك ضغوط عليه من أجل ذلك من أسرته، ولم تكن ضغوطاً دولية، وليس تبرئة للتهم، فإننى أعتقد أن جزءًا من الحاشية هو من أضر بمبارك، وكان يسعى لتوريث جمال.
لو أردنا أن نضع عنواناً لحكم كل من عبدالناصر والسادات ومبارك؟
- عصر عبدالناصر هو «الصمود فى وجه الاستعمار، ومساعدة المقهورين، ونقل مصر من الرأسمالية الفاسدة إلى الاشتراكية»، والسادات «نقل مصر من الحرب للسلام»، أما مبارك فلم يغير النظام الاجتماعى وركز على الانفتاح بالداخل، والزراعة والصناعة والسياحة.
قلت لى إنك كنت معجباً بجيهان السادات؟
- نعم.. أنا أعتقد أنها كانت أفضل مستشارة للرئيس السادات، وكان لديها المهارات السياسية والثقافية، وآراؤها كانت مثيرة أحياناً.
ما أبرز ما يميز الشعب المصرى؟
- أبرز ما يميز الشعب المصرى هو هذه الروح المصرية التى تتميز بالتسامح الشديد، وقد رأيت فى مصر ما لم أره فى أى مكان آخر، مثل الموالد، وكل الطقوس المصرية القديمة، والقيم الأساسية القوية إلى يومنا هذا، ولذلك تجد أن المسيحية فى مصر، مثلاً، تختلف عن المسيحية فى أوروبا، والإسلام فى مصر يختلف عن إسلام أى دولة أخرى، وهذا ليس خطأ، وإنما هناك قيم يطغى عليها التسامح، ومصر تقف أمام أى ظالم أو غازٍ، أما أى ضيف فلا يجد نفسه غريباً، وهى ترحب بأى مقهور، والمصريون نسيج واحد، وما جمع المصريين هى هذه الروح التى تشكلت قديماً منذ آلاف السنين، من القيم التى تتحكم فى الإنسانية المصرية منذ الدولة القديمة، فأول من توصل إلى الحياة بعد الموت هم المصريون، كما أنهم توصلوا إلى العدالة مع كل شخص، ولذلك تجد رمز الميزان موجوداً فى الحضارة القديمة، وهو شعار العدل فى روما وفى باريس وفى كل العالم، والغرب تعجب من وصول المصريين لهذه الأفكار، والروح المصرية هى التى تميز الشعب المصرى عن كل شعوب العالم.
كيف ترى مصر الآن؟
- أرى أن هناك إنجازاً، ومصر تسير نحو التقدم وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والمشروعات القومية كبيرة وعظيمة، وهناك اعتقاد خاطئ، وهو أنه عندما يقوم شعب بثورة فإنه يتخيل أن الوضع سوف ينصلح فى صباح اليوم الثانى، وأنا أعلم أن هناك أشياء تأخرت كثيراً، ولكن علينا أن نصبر، والسيسى يمثل لمصر صفات كثيرة مثل أتاتورك بالنسبة لتركيا، ولديه القدرة على اتخاذ قرارات قوية، وعلينا الصبر لجنى الثمار.
- إيهود باراك
- احتفالات الكريسماس
- الأراضى المحتلة
- الإذاعة المصرية
- الإعلام الليبى
- البيت الأبيض
- التربية والتعليم
- فولكهارد
- المراسلين الأجانب
- شهر رمضان
- القذافي
- معمر القذافى
- رئيس ليبيا السابق
- محمد حسنى مبارك
- مبارك
- رمضان 2018
- سلى صيامك
- إيهود باراك
- احتفالات الكريسماس
- الأراضى المحتلة
- الإذاعة المصرية
- الإعلام الليبى
- البيت الأبيض
- التربية والتعليم
- فولكهارد
- المراسلين الأجانب
- شهر رمضان
- القذافي
- معمر القذافى
- رئيس ليبيا السابق
- محمد حسنى مبارك
- مبارك
- رمضان 2018
- سلى صيامك