من التكفير للانتحار.. شاب لجيرانه: "أنا ربكم الأعلى" ويقفز من السادس

من التكفير للانتحار.. شاب لجيرانه: "أنا ربكم الأعلى" ويقفز من السادس

من التكفير للانتحار.. شاب لجيرانه: "أنا ربكم الأعلى" ويقفز من السادس

"أنا ربكم الأعلى.. أنتم كفرة"، كانت تلك آخر كلمات الشاب الثلاثيني لجيرانه قبل أن يلقى بنفسه من شرفة شقته بالطابق السادس بمنطقة الهرم، مساء أمس، ما أدى إلى مصرعه في الحال، وفقا لما جاء في محضر الشرطة وشهادة أحد جيرانه لـ"الوطن".

وعقب إلقاء نفسه بدقائق، ألقت زوجته بنفسها ولكنها سقطت على سيارة "ميكروباص" تصادف مرورها في المكان ما أدى إلى إصابتها بكسر في العمود الفقري، ونقلت إلى مستشفى الهرم لتلقى الإسعافات الأولية.

انتقلت "الوطن" إلى مكان الواقعة، وتبين أن العقار الذي شهد الحادث مكون من 11 طابقاً، وأن المنتحر يدعى "محمد"، 32 عاما، يقيم في شقة بالطابق السادس منذ 6 سنوات، ولديه محل بقالة (جملة)، ويبيع المواد الغذائية لأصحاب المحلات الصغيرة.

وقال أحمد حمدي، 25 عاما، عامل، أحد جيران المنتحر، إنه كان يعاني من حالة نفسية سيئة منذ عام، وبدأ في توبيخ الجيران والمترددين على المنطقة، منذ قرابة 6 أشهر، وكان دائماً يردد عبارات لنا والمارة: "أنتم كفرة.. انتم مش عارفين أنا مين.. أنا ربكم الأعلى".

يضيف أحمد حمدي قائلاً: "طبعاً إحنا كنا بناخده على قد عقله، وطالما مش بيتعرض لحد أو يشتم حد بنسيبه براحته، لحد يوم الواقعة، سمعنا صوت تكسير وصراخ في شقته، حاولنا ندخل أنا وعدد من الجيران، مارضيش يفتح لينا الشقة، وبدأ يكسر في العفش، وخرج إلى شرفة الشقة وفضل تقريباً 3 ساعات يقول لينا (أنتم كفرة.. أنا ربكم الأعلى.. هتروحوا النار).. وبعدها ألقى بنفسه، ومفيش ثواني وزوجته ألقت بنفسها، وتوفى فور سقوطه، وزوجته تم نقلها إلى المستشفى".

أما والد المنتحر قال في محضر الشرطة إن ابنه كان يعاني من مرض نفسى منذ قرابة عام، وخضع للعلاج في إحدى المصحات النفسية، بعدما نُقل للإقامة في مسقط رأسه بمدينة العياط، و"لكنه عاد مرة أخرى إلى محل إقامته بالهرم".

وأضاف الأب: "أنا ماكنتش أعرف حاجة فوجئت بعد صلاة العصر، حد من الجيران بيكلمني في التليفون وبيقول ليا ابنك مات، محمد انتحر، رحت بسرعة لقيته جثة غرقان في دمه".

ووفقا لما جاء في محضر الشرطة، تلقت شرطة النجدة بلاغاً من أهالي شارع اللوتس المتفرع من شارع اللبيني بالهرم، بإلقاء شاب نفسه هو وزوجته من شرفة شقتهما بالطابق السادس، وعلى الفور، جرى إخطار اللواء عصام سعد، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، وانتقل فريق من مباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى مكان الواقعة.

وتبين من التحريات أن المتوفى يدعى "محمد فرغلي"، 32 عاما، حاصل على بكالوريوس هندسة، يعاني من مرض نفسي خضع بسببه للعلاج منذ فترة، وأنه أقدم على الانتحار بعدما قال للجيران والمارة في الشارع: "أنا ربكم الأعلى.. وأنتم كَفَرة"، وتبين أيضاً من خلال التحريات التي جرت بمعرفة اللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية، أنه عقب إلقاء نفسه، أصيبت زوجته بحالة هياج وألقت بنفسها من شرفة الشقة، وسقطت على "ميكروباص" تصادف مروره، وأصيبت بكسر فى العمود الفقرى، ونقلت إلى مستشفى الهرم، وأثناء وجودها في المستشفى قالت للعاملين: "ابعدوا عنى يا كفرة"، حسبما جاء على لسان العاملين فى المستشفى أثناء مناقشتهم فى محضر الشرطة.

وعقب انتهاء قوات المباحث، تحت إشراف اللواء رضا العمدة، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، من استجواب عدد من الجيران، وأسرة المنتحر، وتفريغ كاميرات عدد من المحلات لمشاهدة تفاصيل انتحار الشاب، أمر اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وانتقلت النيابة وناظرت جثة المنتحر، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت استدعاء أسرة المنتحر لسماع أقوالها حول الواقعة، واستعلمت من المستشفى عن الحالة الصحية للزوجة لبيان ما إذا كانت حالتها تسمح باستجوابها من عدمه.

 


مواضيع متعلقة