«فرحات»: تسببت فى تدمير كورنيش بنها بعدم إلغاء مشروع نفق الإشارة

12:04 ص | الجمعة 25 مايو 2018

ندمت كثيراً على عدم اتخاذ قرار إلغاء مشروع نفق الإشارة فى بنها، فعندما توليت منصب المحافظ كان المشروع فى بداياته، ما كان وقفه وإلغاؤه ممكناً، لكن لم أتخذ القرار وقتها، لأننى تسلمت المسئولية عقب إرساء المشروع على إحدى الشركات، التى شرعت فى التنفيذ، كما أن ميزانية المشروع كانت أدرجت بالفعل فى الموازنة، ما دفعنى إلى التراجع عن إصدار قرار وقف المشروع.

منذ بدايته، كانت توجد أخطاء فى المشروع تستدعى وقفه وإلغاءه، خاصة أن الغرض منه هو توفير سيولة مرورية، وكان من الممكن الوصول إلى بدائل أخرى دون تنفيذ المشروع بشكله الحالى، الذى تسبب فى تشويه مدخل كورنيش بنها، وإهدار المساحة فى كوبرى ونفق لم يساهما فى حل أزمة المرور، بل زادها تعقيداً. تجربة تشغيل المشروع بعد إعفائى من المسئولية كشفت عن وجود هذه الأخطاء، فعندما توليت المنصب اعترضت على المشروع بعدما اطلعت على التصميمات، وتلقيت وقتها عدداً كبيراً من الاعتراضات على المشروع، خاصة أن تكلفته تجاوزت الـ100 مليون جنيه، وبدراسته تبين أنه من الممكن إلغاؤه أو تنفيذه بطريقة أكثر حضارية، إلا أن بعض المشكلات الفنية، وشروع الشركة المنفذة فى أعمال إنشاء النفق، جعل إلغاءه صعباً، خاصة أنه سيترتب عليه إلغاء التمويل والترسية.

واضطررت للموافقة على استكمال المشروع رغم عدم قناعتى به بعد تغيير الشركة المنفذة، وتسليمه لشركة أخرى، لكن الناتج النهائى الذى دخل الخدمة بعد نقلى لتولى منصب محافظ الإسكندرية كشف لى أننى كان واجباً علىّ اتخاذ القرار بإلغاء المشروع، وتنفيذ تخطيط بديل يراعى تحقيق السيولة المرورية، ويحافظ على المظهر الحضارى لكورنيش بنها الذى دمره المشروع.

اللواء رضا فرحات

محافظ القليوبية الأسبق