جامع «عمرو بن العاص».. ثانى مسجد بُنى فى مصر مهدد بـ«تسرب مياه الأمطار»

جامع «عمرو بن العاص».. ثانى مسجد بُنى فى مصر مهدد بـ«تسرب مياه الأمطار»
- أعمال الترميم
- أعمدة إنارة
- إعادة ترميم
- العصر الرومانى
- القرآن الكريم
- اللون الأبيض
- اللون الأخضر
- اللون الأسود
- آثار
- أعمال الترميم
- أعمدة إنارة
- إعادة ترميم
- العصر الرومانى
- القرآن الكريم
- اللون الأبيض
- اللون الأخضر
- اللون الأسود
- آثار
سياج حديدى يحيط بالمبنى العتيق، الذى تظهر عليه آثار الترميم، وبجوار السياج تستقر أعمدة إنارة مطلية باللون الأسود، ويتوسطه بوابة رئيسية، تعلوها لافتة مستطيلة باللون الأخضر، مدون عليها عبارة «جامع عمرو بن العاص»، الذى يعد ثانى مسجد بُنى فى مصر بعد الفتح الإسلامى، ويطلق عليه أيضاً اسم «مسجد الفتح»، وهو أيضاً أكبر مساجد دمياط.
مدخل المسجد يكسو أرضيته الرخام الأبيض، يقود للداخل وينتهى بحاجز خشبى لا يزيد ارتفاعه عن متر، يخلع المصلون أحذيتهم أمامه، وحتى الأرفف المخصصة لوضع الأحذية عليها مصنوعة من الحديد المطلى باللون الأبيض، وأرضية المسجد بأكمله مغطاة بسجاد أحمر، والأعمدة كثيرة وضخمة، متراصة بجوار بعضها، تشغل حيزاً كبيراً من المسجد، ومصنوعة من الرخام أبيض اللون، يعود تاريخها إلى العصر الرومانى، والأسقف خشبية يتدلى منها عدد من المصابيح المزخرفة، وتتوسط المسجد قبة موجودة فى الصحن المفتوح، يلتف حولها أكثر من عمود رخامى، جزء خشبى لونه بنى يفصل بين القبة والأعمدة، ستائر بعضها من القماش المنقوش وأخرى من المشمع، تلتف حول المسجد من الداخل، وفى ركن من المسجد استقر المنبر الخشبى، بجواره أيضاً أكثر من مكتبة زجاجية، تحوى داخلها عدداً كبيراً من المصاحف والكتب الدينية أيضاً.
{long_qoute_1}
بعباءة وعمة، تميز أئمة الأزهر، وقف إمام المسجد، ذو اللحية السوداء الطويلة وملامح توحى بأنه تجاوز الثلاثين من عمره، ممسكاً فى يده عصا خشبية طويلة، يستند عليها وهو واقف، جلس أمامه على الأرض عدد من الأولاد، تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، يتلون ما تيسر من آيات القرآن الكريم، بجانبهم أمتعتهم وفى أيديهم المصاحف، بين كل واحد وآخر مساحة كبيرة، تعطى الفرصة للشيخ ليمنعهم من اللهو أو الحديث معاً، يتلون القرآن بالتناوب فيما بينهم، يعلو صوتهم ليملأ أرجاء المسجد.
ورغم أنه لم يمضِ على عمله بالمسجد سوى شهور قليلة، فإن لديه علماً بتاريخه والمشاكل التى يعانى منها أيضاً. أول المشاكل التى تحدث عنها الإمام هى معاناة المسجد من مياه الأمطار ويرجع ذلك لكونه مكشوفاً، ويقول: «المسجد معظمه مكشوف، وحاولنا وضع ستائر، لكنها لم تكن كفيلة بمنع المياه»، ثم قطع حديثه ونظر إلى السقف، وأشار بإصبعه، قائلاً: «أسقف الجامع كلها مبنية من الخشب، وفى الشتاء المطر بيبهدل الجامع وسجاده»، مشيراً إلى مشاكل أخرى فى ترميم المسجد، بالقول: «رغم أنه لسه مترمم وافتتح من جديد عام 2009، لكن لسه فيه مشاكل، ومحتاج ملايين الجنيهات عشان يكون فى مستوى أفضل من كده»، وعن صيانة المسجد، ذكر الإمام أن الأهالى والعمال يقومون بالصيانة الدائمة للمسجد، بعيداً عن عمل الأوقاف، ويضيف: «فيه ناس بتساعد فى المسجد، وبتساهم فى تصليحه، عشان يفضل مفتوح على طول»، واختتم حديثه بالقول: «المسجد من أعظم المساجد الموجودة فى مصر، بس محتاج اهتمام من المسئولين».
فى أحد أركان المسجد وقف طارق البيومى، فى العقد الخامس من عمره، داخل المسجد، الذى اعتاد على الصلاة فيه منذ إعادة افتتاحه عام 2009، يقول: «من ساعة ترميمه وافتتاحه من جديد وأنا بصلى هنا الفرض بفرضه، وأقعد أقرأ قرآن»، وأشار «البيومى» إلى شعوره بالراحة التى تنتابه عند صلاته فى هذا المسجد، مقارنة بباقى مساجد دمياط، ويضيف: «صليت فى أكتر من مسجد فى دمياط، لكن ده المسجد الوحيد اللى برتاح وأنا بصلى فيه».
وعلى العكس من أعمال الترميم التى شهدها المسجد، استقرت خلف المسجد من الخارج، «المنارة» بجوار بوابة رقم 1 التى تحمل اسم «أبوبكر الصديق»، والتى بدا بنيانها من الطوب الأحمر المتهدم، به فتحة كبيرة من أسفل، يمتد البصر من خلالها لتجد القمامة قد ملأت المنارة من الداخل، وبجوارها سلم خشبى، ومحاطة بسياج حديدى قصير.
ويقول الدكتور رضا رمضان، مدير عام آثار محافظة دمياط، إن مسجد عمرو بن العاص هو ثانى مسجد بُنى فى مصر، فقد بُنى سنة 22 هجرية/603 ميلادية، على يد ابن الأسود، لأن عمرو بن العاص لم يذهب إلى دمياط، ويطلق على المسجد اسم مسجد «الفتح»، وله قيمة أثرية كبيرة، ومبنى على الطراز الفاطمى، على شكل الصحن المكشوف، وأشار «رمضان» إلى ترميم المسجد فى العهد الفاطمى، ثم أعيد ترميمه عام 2005 وانتهت الترميمات عام 2009، تحت إشراف شركة «المقاولون العرب».
وكان المسجد قبل الترميم، بحسب «رمضان»، منخفضاً متراً ونصف المتر عن سطح الأرض، وعبارة عن بركة مياه. وعن المشاكل التى تواجه المسجد حالياً بعد الترميم، قال «رمضان» إن المسجد يعانى من تسريب مياه الأمطار عبر السقف الخشبى، مشيراً إلى أن وزارة الآثار وضعت خطتها للتخلص من ذلك التسريب، من خلال إعادة ترميم السقف، وذلك باستبدال البلاط الحجرى بالبلاط السنجابى، لأنه أخف كثيراً، لكى يتحمله الخشب، قائلاً: «المشروع جاهز ومعد للطرح».
مسجد عمرو بن العاص قيمة أثرية وأجواء روحانية