القمص بندليمون بشرى يكتب: الكنيسة بيت الدمايطة وعلاقتنا بالمسلمين تدحض الأفكار الظلامية

11:19 م | الثلاثاء 22 مايو 2018

كانت وما زالت محافظة دمياط مكتظة بالمؤمنين، يعيش فيها المسيحيون جنباً إلى جنب مع المسلمين، ففى عام 1845 م كان يوجد المدرسة والمستشفى اليونانى، حيث كان يعالج المستشفى كل أهالى دمياط دون تفرقة، وكانت المدرسة اليونانى تستقبل نحو ٥٠٠ طالب، سواء كانوا مصريين أو يونانيين، حيث كانت العلاقة طيبة حينذاك، وكان هناك تبادل اقتصادى وثقافى، حيث استفادت مصر من الثقافة اليونانية، ولكن فى عام ١٩٥٦ إبان حكم الرئيس جمال عبدالناصر خرج الأجانب سواء كانوا يونانيين أو غيرهم، وحينذاك أهدت الكنيسة اليونانية المستشفى اليونانى للدولة وسمى بالمستشفى العام، كما سميت مدرسة اليونانى بالمعالى قديماً أو الثانوى الخاص حالياً وهى التابعة للكنيسة.

وتعد الكنيسة اليونانية فى دمياط من أقدم الكنائس فى مصر، حيث يرجع تاريخها لما يزيد على ألف عام عندما كانت دمياط ميناء تجارياً، وقديماً كان كافة الغزاة عندما يأتون لمصر يدخلونها عبر ميناء دمياط، والكنيسة أقيمت فى تلك الآونة، وكل مكان بالعالم به ميناء تجارى لا بد أن تكون هناك كنيسة يونانية، مع العلم بأن أكبر جالية يونانية فى العالم كانت فى دمياط، ولكن رحل العديد منهم إبان فترة حكم عبدالناصر، وتقلص عددهم لنحو ٢٥٠ فرداً، نظراً للمعاملة السيئة فى تلك الآونة بسبب القرارات السياسية فى تلك الفترة.

وترتبط الكنيسة اليونانية فى دمياط بعلاقة وثيقة بالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حيث تبادل الزيارات فى كافة المناسبات وتقيم الكنيسة مائدة إفطار رمضانية كل عام، وهو ما يجسد العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين كنسيج واحد ممثلاً لشعب مصر العظيم.

وتعتبر الكنيسة بيت الدمايطة فى كل آن حتى المناسبات الوطنية، يجتمع القمص بندليمون بشرى مع أبناء دمياط ويتناولون وجبة الإفطار ويتبادلون الآراء السياسية والمناقشات الهادفة.

وإذا تحدثنا عن كنيستنا اليونانية فى دمياط، فعبق التاريخ يتحدث عن نفسه، حيث تنتشر بها الأيقونات التى يعود تاريخها لنحو ثمانمائة عام وصور القديسين أبرزهم نيقولاس وجورجيوس والسيدة العذراء والقديس أسبيردون والقديس بطرس الرسول، ويوجد فى الكنيسة رفات للقديس مارجرجس وجزء من عود صليب السيد المسيح، ويحتفظ به فى علبة من الفضة، ويتبارك كافة المؤمنين وتجرى الزيارات دائماً بالكنيسة من كافة الطوائف كاثوليك وروم أرذثوكس وأقباط ومسلمين، ويسعد الجميع بتلك الزيارات المباركة، فأبواب الكنيسة مفتوحة للجميع وتقدم البركات والهدايا لكافة الزائرين وترحب بأى حضور لأى شخص.

وتعتبر الكنيسة قبلة الوفود القبطية، فقبل أيام زار الكنيسة أسقف روما مبعوثاً من بابا الفاتيكان، وبصحبته وفد من الراهبات الذين زاروا الكنيسة وجامع عمرو بن العاص وقبلها زار سفير أوكرانيا وزوجته ونجلته دمياط، وزار الوفد الكنيسة ومسجد المعينى، حيث نحرص دائماً على أن يتفقد الأجانب الأماكن الأثرية، إسلامية كانت أو قبطية لتكون خير دعاية لمصر أرض الأنبياء ومهد الحضارات.

كاهن كنيسة الروم الأرذثوكس