حلمى بكر: كسبت رهانى وقبضت 50 جنيهاً عندما أعدت ليلى مراد للغناء.. و«ضربت مدير المدرسة عشان رفض استقالتى»

كتب: محمود الرفاعى

حلمى بكر: كسبت رهانى وقبضت 50 جنيهاً عندما أعدت ليلى مراد للغناء.. و«ضربت مدير المدرسة عشان رفض استقالتى»

حلمى بكر: كسبت رهانى وقبضت 50 جنيهاً عندما أعدت ليلى مراد للغناء.. و«ضربت مدير المدرسة عشان رفض استقالتى»

قال الموسيقار الكبير حلمى بكر إنه بدأ صيام شهر رمضان قبل أن يتم سنواته العشر الأولى، مؤكداً أن والدته عوّدته على الصلاة والصوم وقراءة القرآن منذ نعومة أظافره.

«بكر» فى حواره لـ«الوطن» يتحدث عن ذكرياته مع الشهر الكريم، ويعود بالذاكرة إلى مراحل طفولته وبداية مشواره مع عالم الموسيقى، مروراً باحترافه التلحين بأنواعه كافة، وكيف استطاع إعادة الفنانة الكبيرة ليلى مراد للفن بعد اعتزالها، وأفضل الفترات التى قدم فيها موسيقاه، والمزيد من التفاصيل فى سياق الحوار التالى.

{long_qoute_1}

ماذا يمثل لك شهر رمضان الكريم؟

- هو الشهر الذى ينتظره أى إنسان، والحمد لله ما زلت محتفظاً فيه بروحانيات الأيام الفضيلة، وأتذكر أيام الطفولة والشباب، فما زال مذاق طعام أمى فى فمى حتى الآن، ولم أنسَ تلك الطقوس منذ كنت فى حدائق القبة، فدائماً كنت أنام وحولى المصاحف، وسورة البقرة دائماً صوتها فى منزلى.

هل تتذكر أول مرة قمت فيها بصيام شهر رمضان؟

- لست متذكراً جيداً، ولكن كان ذلك فى الطفولة، أى قبل أن أتم سنواتى العشر الأولى، فدائماً أمى كانت تعودنى على الصلاة والصوم والاستماع إلى القرآن الكريم.

لماذا اخترت الموسيقى بالتحديد للعمل بها؟

- نحن عائلة محبة للفن والموسيقى، فوالدى كان يعشق الموسيقى، وكان لديه 7 أبناء بخلافى، وربما لا تتوقع أن معظم أسرتى تهوى الموسيقى، بل منهم من احترفها، مثل أختى سهير التى كانت تعمل مدرّسة تربية موسيقية فى إحدى الدول الخليجية، كما أن شقيقى أحمد موسيقى كبير وكانت لديه شركة موسيقية شهيرة تسمى «الموسيقار»، وكان يعمل فى تعليم الموسيقى فى لندن، حتى إخوتى الذين لم يحترفوا الموسيقى تعلموها من أجل الهواية.

متى بدأ حبك للموسيقى؟

- منذ نعومة أظافرى وأنا عاشق للموسيقى، فكنت دائماً أحب الجلوس بجوار جهاز الجرامافون والأسطوانات الغنائية لكى أرتبها وألعب بها، ومنذ دخولى المدرسة فى مرحلة الإعدادية بمدرسة الخديو عباس وأيضاً فى الثانوية، كنت الطالب الأول الذى يلتحق بالفريق الموسيقى، ولكن فى تلك الفترة لم أكن أتوقع أننى سأكون فى يوم ما موسيقاراً أو ملحناً، فكان كل هدفى فى ذلك الوقت هو أن أنشغل فى أى عمل بالموسيقى أياً كان هو، ولم أعرف طريقى الحقيقى إلا بعد أن التحقت بمعهد الموسيقى العربية، ومن ثم عملت مدرساً للتربية الموسيقية بعدد من المدارس، ولكنى مللت من الروتين الحكومى فتقدمت باستقالتى، ورفضها مدير المدرسة، فقمت بضربه.

متى ذاع صيت حلمى بكر فى العمل الموسيقى والتلحين؟

- ذاع صيتى حينما كنت فى فترة التجنيد بالجيش نهاية الستينات من القرن الماضى، حيث حضرت إلى حفلة كانت قد أقامتها وردة الجزائرية للقوات المسلحة، وفى ذلك الوقت كنت مشهوراً فى كتيبتى بأننى عاشق للفن والموسيقى، فأخبروها بموهبتى فوجدتها تستقبلنى على المسرح، وفى اليوم الثانى أوصت مدير الإذاعة المصرية محمد حسن الشجاعى بالاستماع إلى أعمالى وموهبتى، فذهبت له ووجدته يعطينى أغنية بعنوان «كل عام وأنتم بخير» ويريد منى تلحينها فقمت بتلحينها فأعجبته كثيراً، وأعطى اللحن للمطرب عبداللطيف التلبانى وحققت الأغنية نجاحاً، ثم أعطانى نصاً غنائياً آخر هو «لا يا عيونى» غناه المطرب ماهر العطار، ثم كتبت شهادة ميلادى الحقيقية بآخر أغنية تغنت بها المطربة الكبيرة ليلى مراد وهى «ما تهجرنيش وخلينى لحبك أعيش»، وحصلت عنها على 50 جنيهاً، وهو أجر ضخم لم يحصل عليه أى ملحن فى الإذاعة وقتها.

هل الإذاعة فى تلك الفترة لم تكن تعطى مبالغ كبيرة؟

- المبلغ الأكبر فى الإذاعة كان 50 جنيهاً، ولم يكن يُدفع إلا لمحمد عبدالوهاب ورياض السنباطى، ومحمد الشجاعى راهننى على قدرتى على إمكانية إعادة ليلى مراد للغناء، فراهننى على أن يدفع لى 50 جنيهاً فى حال موافقة «ليلى» على الأغنية، وبالفعل وافقت عليها وعادت من اعتزالها، وللأمانة سبب عودتها كان وساطة من الموسيقار كمال الطويل الذى طلبت منه أن يتدخل ويقنع «ليلى» بأن تغنى الأغنية.

هل تتذكر جميع ألحانك التى قدمتها؟

- يستحيل، فقد قدمت أكثر من 1500 لحن، وتعاونت مع جميع مطربى مصر والوطن العربى الكبار، فلا يوجد مطرب فى العصر الذهبى للأغنية لم أتعاون معه، وحتى فى الجيل الجديد تعاونت مع الكبار أمثال سميرة سعيد وأصالة نصرى وعلى الحجار ومدحت صالح، والجيل الحالى حسين الجسمى وصابر الرباعى وجيل الشباب أحمد جمال وكارمن سليمان.

ما الفترة التى ترى فيها أنك قدمت أعمالاً خالدة لا تُنسى؟

- ربما أحب الفترة التى كنت أقدم فيها الأعمال الوطنية خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضى، لأنها كانت مليئة بالمشاعر، والجمهور كان فى حاجة ماسة للأغنية الوطنية آنذاك.

هل تتذكر أهم تلك الأعمال؟

- لقد قدمت العديد من الأغنيات الوطنية التى ألهبت مشاعر الجمهور فى فترة لاحقة بعد الثورة، حيث أسهمت فى تعزيز مشاعر الانتماء للوطن، وحملت أولاها اسم «نسيم الحرية»، وكانت من كلماتى وغنائى وتلحينى، وبعد أن اعتُمدت كملحن فى عام 1960، لحنت لمطربين كبار مثل «وردة»، وهى صاحبة فضل علىّ، وغنّت أكثر من أغنية وطنية من ألحانى، منها «أحلى الليالى» و«يا حلاوة يا ولاد»، ثم قدمت لغيرها «سلام لكل الحبايب» و«ما تقولش إيه إدتنا مصر»، ولحنت أيضاً لفايزة أحمد وياسمين الخيام ومحمد رشدى، كما قمت بغناء أغنية لجمال عبدالناصر بعد وفاته، متأثراً بالإنجازات التى صنعها لثورة 23 يوليو، ليصبح المخزون الوطنى الذى صنعته أكثر من 74 أغنية.

{long_qoute_2}

وإلى أى مدى ترى أن الأغنية الوطنية أثرت فى المجتمع المصرى بعد الثورة؟

- الأغنية الوطنية أحدثت ضجة كبرى فى المجتمع، خصوصاً أن تكلفتها كانت بسيطة للغاية، كان جميع المطربين، وعلى رأسهم أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب، يغنون بإحساس صادق، وكانت مشاعرهم ملتهبة كرد فعل طبيعى للتغير الذى حدث فى المجتمع المصرى، وهناك فرق كبير بين الأغنيات التى تذاع كرد فعل لحالة وطنية يتأثر بها الجميع وبين الأغنية التى يختارها المطرب ليفرضها على الجمهور، فقد كانت معظم الأغنيات حينها تركز على الإنجازات التى حققتها الثورة من عدالة اجتماعية وبناء السد العالى، إلى جانب المشروعات القومية التى حققت نصراً عظيماً للبلد.

وكيف واكب المطربون وقتها هذا التغير؟

- الأغنية الوطنية صنعت نجوماً كباراً، على رأسهم عبدالحليم حافظ الذى غنى للثورة، وكانت أغانيه تذاع فى كل بيت مصرى، وحقق مجداً عظيماً بسبب هذه الأغنيات، بعد أن تغلبت على الأغنية العاطفية فى ذلك الوقت، وأسرع نحوها كبار المطربين كرد فعل وانعكاس طبيعى للحالة التى طرأت على الشعب المصرى، فقدم غالبيتهم أغانى وطنية خلدت فى وجدان وذاكرة الشعب المصرى، ولا يزال لها صدى ومردود قوى عند المصريين، بل إنهم باتوا يستدعونها فى جميع الثورات التى تلتها حتى الآن.

ما هوايات حلمى بكر بعيداً عن الموسيقى والغناء؟

- ربما تستغرب من حبى الشديد لميكانيكا السيارات، كما أهوى اقتناء السيارات القديمة، وأقوم بإصلاحها بنفسى فى ورشة خاصة أسفل منزلى.

متى بدأت تلك الهواية لديك؟

- كل ما أتذكره أننى أحببت هذه الهواية عندما كنت طفلاً، إذ كنت أرى والدى وهو يصلح سيارته، فكنت أذهب وأجلس معه وأتعلم منه كيف يقوم بذلك، كما أنه كان يقول لى إنه أحب إصلاح السيارات من والده، فهى هواية متأصلة فى العائلة، ولذلك ترى أننى حالياً أمتلك عدداً هائلاً من السيارات القديمة، أى إن ثروتى عبارة عن سيارات، ونادراً ما أستعين بميكانيكى أو أذهب إلى تصليح سيارة، فأنا لدىّ ورشتى الخاصة.

 


مواضيع متعلقة