إبداعات دينية| "هارون الرشيد".. خليفة لم تنصفه الدراما المصرية

12:59 م | الاثنين 21 مايو 2018

يأتي شهر رمضان الكريم محمل بكل الخيرات والرحمات، ويعيش الشعب المصري طقوسًا خاصة احتفالًا به، وإلى جانب الطقوس الدينية المعروفة تتغلغل الدراما المصرية البيوت والحواري والأزقة، لتساعد في رسم البهجة والسرور على غالبية المصريين، ويرتبط شهر رمضان بالدراما المميزة، والتي كان من بينها مسلسل "هارون الرشيد" الخليفة العباسي الخامس، الذي يعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين.

وحكم بين عامي 786 و809 م 170 إلى 192 هـ، ولد حوالي سنة 763م في مدينة الري وتوفي سنة 809م في مدينة "طوس" بإيران وتسمى حاليا بمدينة "مشهد الرضا"، شهد عصره كثير من الغزوات الإسلامية فهو أول خليفة عباسي قاد الغزوات بنفسه وكان يحج عاما ويغزو عاما.

من جانبه قال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، تعليقا على العمل الدرامي آنذاك، إنه لا يجب الخلط بين ما هو فني وما هو تاريخي، فالعمل التاريخي يراعي الدقة والتوثيق أما العمل الفني لا يضطر المخرج فيه لأن يقدم عملا وثائقيًا، وتابع تناقلت الألسنة أن شخصية "هارون الرشيد" من الشخصيات التي عاشت "ليالي ألف ليلة وليلة" وذلك في إشارة إلى الترف والعشق، وأحيانا ترصد بعض جوانب التدين في حياته، مع العلم أنه كان معروفاً عنه الجهاد والعلم.

وأوضح أستاذ التاريخ الإسلامي، أن الحكم على أي شخصية في التاريخ الإسلامي يجب أن يكون من زاوية ومقومات وتفاصيل عصره، بمعنى أن رأينا فيه ليس بناء على عصرنا، لكن بظروف عصره، فما كان مباحا عنده قد يصبح محرما أو العكس، فشخصية مثل هارون الرشيد والتي نقل عنها حبه للنبيذ كان النبيذ في فترات من التاريخ الإسلامي وبفتوى فقهاء أجلاء كانوا يبيحون شرب النبيذ وليس الخمر المسكر، ومسألة الحلال والحرام يسأل فيها العلماء وليس المؤرخون.

المسلسل بطولة النجم المصري نور الشريف والفنان أشرف عبدالغفور والفنان رشوان توفيق، إضافة إلى النجمة عبلة كامل والفنانة هدى سلطان العمل من تأليف المؤلف عبدالسلام أمين ومن إخراج أحمد توفيق وأصدر في 10 يناير عام 1997، يعرض المسلسل قصة الخليفة العباسي هارون الرشيد، ويصور أيام الدولة الإسلامية في عهد الدولة العباسية ومجدها التاريخي، ولكنه يركز على جانب شخصي منه حياة السلطان العباسي، والذي اشتهر بحبه.