جمعية أطفال السجينات: نطالب بتشريع قانونى يحمى الفقيرات من السجن
هدايا تقدمها الجمعية للسجينات وأطفالهن
جولة داخل سجن القناطر، ومشاهدة أطفال السجينات كانت كفيلة بتفكير نوال مصطفى لتأسيس جمعية «أطفال السجينات» عام 1990، كمحاولة لمساعدة الأطفال من خلال دعم أمهاتهم السجينات، وتحت شعار «سجن أم يساوى تشريد أسرة».
زيارة شهرية لسجن القناطر كافية للاطلاع على أحوال السجينات، ورصد الحالات الصعبة التى تحتاج للمساعدة، حيث تبدأ الرعاية أثناء فترة الحبس وتمتد إلى ما بعد الإفراج بمشروعات تجارية ربحية تضمن لهن حياة كريمة مستقرة، خاصة أن الصحيفة الجنائية الخاصة بكل حالة تمنعها من التقدم لأى وظيفة، والوصول لفرصة عمل بسهولة.
«نوال»: ندعم الأطفال بألبان وملابس داخل السجن.. وكتب ومجموعات تقوية خارجه
ورشة داخل سجن القناطر كانت خطوة مهمة فى مشوار مساعدة السجينات، وفقاً لما ذكرته نوال مصطفى، مؤسس ورئيس الجمعية، حيث أُنشئت فى عام 2014: «مشروع حياة جديدة انطلق بالشراكة مع مؤسسة دروسوس، يهدف إلى دمج السجينات الفقيرات وأطفالهن فى المجتمع، وإزالة وصمة السجن عنهن، عن طريق التأهيل النفسى والتمكين الاقتصادى بتوفير التدريب والتأهيل على العديد من الحرف». وتمد الورشة السجينات بمعلومات مهمة حول كيفية عمل دراسة جدوى لمشروع صغير على سبيل المثال، وتكسبها مهارات إدارية واستشارات نفسية للتخلص من الوصمة التى تلحق بها بسبب السجن، إلى جانب كيفية إدارة الوقت والغضب وغيرها».
منذ عامين تم تأسيس ورشة خارج السجن، أشبه بحضانة أعمال تساعد السجينات بشكل أساسى على تأسيس مشروعات تجارية بعد الإفراج عنهن: «بنوفر لهم طلبيات ونعمل على تسويقها، لتحريك عجلة الإنتاج»، وتقدمت الجمعية بمشروع قانون لمجلس النواب لاستبدال عقوبة السجن بخدمة مدنية فى حالات الغارمات، فهن غير محترفات للجريمة، ويصعب مساواتهن بباقى السجينات فى قضايا الشرف وخلافه.
توضح «نوال» كيفية اختيار السجينة لمساعدتها: «نخدم سجينات الفقر بشكل عام، ولا نقصد بهذا المصطلح من سُجنت بسبب إيصال أمانة، فهناك من تسرق بسبب الفقر، ومن تتاجر فى المخدرات لإطعام أطفالها، على ألا تكون محترفة للإجرام، ويتضح ذلك من خلال بحث الحالة، كما تساعدنا إدارة السجن وتمدنا بالحالات التى تحتاج للمساعدة». يأمل القائمون على الجمعية فى تكرار التجربة وتأسيس ورشة داخل جميع سجون النساء، لمساعدة شريحة أكبر من السجينات، وستبدأ فى القريب العاجل داخل سجن دمنهور: «دى التجربة الوحيدة فى مصر، أول ورشة داخل سجن لمساعدة السجينات وتعليمهن حرفاً من الألف إلى الياء، فلا تتعلم السجينة على سبيل المثال كيفية خياطة قطعة ملابس، إنما تفهم جميع مراحل المشروع بداية من عمل البترون حتى تسويق الملابس، الأمر الذى لا يوجد فى مصانع وزارة الداخلية الموجودة داخل السجون». تجارب ناجحة عديدة تفخر بها الجمعية لسيدات استطعن تجاوز وصمة العار ومرحلة السجن، وأسسن مشاريع ناجحة تضمن لهن حياة كريمة، فمنهن من افتتحت 3 مشاريع مؤخراً؛ واحد تسمين عجول وخياطة ومطبخ لعمل الأكل البيتى وتسويقه، وهناك عامل أساسى يساعد السجينة على تجاوز محنتها، بحسب رئيس الجمعية، يتمثل فى مساعدة الأهل، فمن تدعمها أسرتها تقف على رجلها بصورة أسرع من غيرها. تحرص الجمعية على تنويع أنشطة من خلال ورشتها الخارجية، لتستفيد منها شريحة كبيرة من السجينات، وتطرح أمامهن نماذج مختلفة من المشاريع التجارية: «خيامية، جلود، محافظ، ملابس وغيرها»، كمحاولة لدمج السجينة وأولادها فى المجتمع بالتمكين الاقتصادى والتأهيل النفسى، كما نسعى لإصلاح قانونى يحمى الفقيرات من خطر السجن.
وفيما يتعلق بمساعدة أطفال السجينات، توضح «نوال» أنها تتم بطرق مختلفة، داخل أسوار السجن وخارجه: «الأطفال يظلون فى السجن حتى عمر 4 سنين، وندعمهم بألبان وألعاب وملابس ومختلف الاحتياجات»، أما خارج السجن فتتم مساعدتهم من خلال برنامج «غنوة وحدوتة»، وخلاله يستمتع الأطفال بالغناء وسرد القصص الشيقة داخل مقر الجمعية.
وفى الشتاء ومع بداية الموسم الدراسى من كل عام توفر الجمعية كتباً خارجية للطلاب وتشركهم فى مجموعات تقوية فى مادتى اللغة الإنجليزية والرياضيات، ولا تنسى الجمعية الجوانب الترفيهية الأخرى وتصطحب الأطفال وأمهاتهم فى رحلة إلى القرية الفرعونية وبعض الأماكن الأخرى مثل فرية «فاجنون» ليستمتعوا بعمل الأوانى الفخارية، وذلك فى توقيت ثابت آخر جمعة من كل شهر. مهمة رفع المعاناة عن كاهل السيدات الفقيرات والأطفال الصغار الذين يعيشون داخل السجون، وخارجها أيضاً، تحتاج لجهود كبيرة وتعاون مشترك، لذلك تسعى الجمعية لضم شريحة كبيرة من المتطوعين لمشاركتهم هذه القضية الإنسانية، التى تمس آلاف المصريين.