برنامج «مسار العائلة المقدسة» يفجر خلافاً داخل القطاع السياحى

كتب: عبده أبوغنيمة

برنامج «مسار العائلة المقدسة» يفجر خلافاً داخل القطاع السياحى

برنامج «مسار العائلة المقدسة» يفجر خلافاً داخل القطاع السياحى

قال الخبير السياحى إلهامى الزيات، نائب رئيس جمعية إحياء التراث الوطنى المصرى «نهرا»، لـ«الوطن» إن رحلات الحج إلى مسار العائلة المقدسة «فقط» لن يكون لها أى مردود اقتصادى على الدولة حالياً، وأن صرف أية مبالغ مالية على تجهيز كامل نقاط المسار سياحيا يعتبر نوعاً من «إهدار المال العام»، حسب تعبيره، خصوصاً أن برنامج رحلة مسار العائلة المقدسة داخل مصر لن يزوره أكثر من 100 سائح سنوياً.

فى المقابل، قال نادر جرجس، عضو اللجنة الوزارية لمسار العائلة المقدسة التابعة لوزارة السياحة، إن المسار «مهم جداً» اقتصادياً، موضحاً أنه حال اكتمال جميع نقاط المسار البالغة نحو 25 موقعاً، فإن مصر ستكون أحد مراكز السياحة الدينية فى العالم، وهو ما يؤهلها لجذب أعداد كبيرة من «السياح الروحانيين» حول العالم، الذين تقدر أعدادهم بالملايين.

{long_qoute_1}

واستدعت لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب الأربعاء الماضى وزراء «الثقافة والآثار والسياحة والتنمية المحلية والمالية»، للوقوف على الخطوات التى اتخذتها الحكومة بشأن مسار رحلة العائلة المقدسة فى بعض المحافظات.

وأضاف «الزيات» أن أمريكا وإيطاليا هما أكثر دولتين حول العالم لديهما اهتمام بالسياحة الدينية والروحانية، إلا أن الأعداد التى ستصل من هاتين الدولتين لزيارة المسار سنوياً ستكون «ضعيفة للغاية»، مشيراً إلى أنه يمكن الاستفادة بقرار بابا الفاتيكان باعتماد المسار كأحد برامج الحج الفاتيكانى من خلال وضع «كنيسة أبوسرجة» ووادى النطرون وجبل الطير ضمن برنامج سياحى يضم زيارة الأماكن الأثرية بالقاهرة والجيزة.

وأوضح «الزيات» أن «السياح الدينيين أو الروحانيين باتت أعدادهم قليلة للغاية مقارنة بالسياح الذين يأتون من أجل السياحة الشاطئية أو الثقافية والأثرية، منوهاً بـ«أهمية الأماكن الدينية فى مصر والتى يجب استغلالها فى إطارها السليم ضمن برنامج سياحى ثقافى وأثرى».

واعتمد الفاتيكان فى ديسمبر الماضى مسار العائلة المقدسة داخل مصر كأحد برامج الحج الفاتيكانى، كما بدأت مؤسسة «أوبرا روما» التابعة للفاتيكان فى الترويج للبرنامج عالمياً بدءاً من العام الجارى. وأوضح «جرجس» أن منظمة السياحة العالمية سبق وأعلنت أن عدد السياح حول العالم بلغ العام الماضى 1.3 مليار سائح، 10% منهم يندرجون تحت شريحة السياحة الدينية، بما يعنى أن السياحة الدينية والروحانية لها «مريدون» كثيرون حول العالم، معترفاً فى نفس الوقت بأنه «لا يمكن حالياً التسويق لبرنامج مدته 4 أيام لزيارة المرحلة الأولى من المسار التى لم يتم تجهيزها حتى الآن».

وحدد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه مع مسئولى 8 جهات حكومية يتعلق عملها بالمسار فى فبراير الماضى، يوم 8 أبريل الماضى موعداً للانتهاء من ترميم مواقع المسار، فيما رصد يحيى راشد، وزير السياحة السابق، نحو 400 مليون جنيه لترميم المرحلة الأولى من «مسار العائلة»، التى تضم 5 مواقع. ووفق «جرجس» يمكن إضافة بعض نقاط المسار إلى برنامج للسياحة الشاطئية أو الأثرية أو العلاجية والاستشفائية، موضحاً أن مؤسسة «أوبرا روما» التابعة للفاتيكان تسوق لبعض نقاط المسار ضمن برنامج حج متكامل يشمل القدس أو برنامجاً يضم زيارة المناطق الأثرية فى مصر. من جهة أخرى، اعتبر عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى السياحة فى جنوب سيناء، أن «برنامجاً سياحياً يشمل مسار العائلة المقدسة فقط سيكون من الصعب تسويقه عالمياً، كما أن عدد السياح الذين سيأتون إلى زيارته لن يكون كبيراً، وأن إنفاق مبالغ مالية كبيرة على تجهيز بعض مواقع المسار التى لن تستخدم سيكون إهداراً صريحاً للمال العام».

يذكر أن المرحلة الأولى من رحلة مسار العائلة المقدسة تضم خمسة مواقع فى كل من مناطق (مصر القديمة - المعادى - وادى النطرون) من بين 25 موقعاً يشملها المسار الذى يبلغ طوله 3500 كم، كما يذكر أن لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب برئاسة النائب أسامة هيكل، استدعت الثلاثاء الماضى 5 من وزراء الحكومة، على رأسهم وزيرة السياحة رانيا المشاط، لبحث مسار العائلة المقدسة، حيث قالت اللجنة خلال الاجتماع إنها لا تشعر بجدية الحكومة نحو مسار العائلة المقدسة بالشكل المطلوب.

جاء ذلك فى الوقت الذى قررت فيه اللجنة الوزارية المعنية بإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة فى اجتماعها الأحد الماضى، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الانتهاء من كافة الأعمال الخاصة بالمرحلة العاجلة التجريبية من المسار خلال ستة أشهر اعتباراً من اليوم.


مواضيع متعلقة