سعيد صالح وعادل إمام.. في حب "المتشرد" و"شديد الانتشار"

كتب: أروا الشوربجي

سعيد صالح وعادل إمام.. في حب "المتشرد" و"شديد الانتشار"

سعيد صالح وعادل إمام.. في حب "المتشرد" و"شديد الانتشار"

"مرزوق"، و"بركات"، أو "مرسي الزناتي" و"بهجت الأباصيري"، هما ثنائي الانعكاس لصداقة دامت عشرات السنين، منذ أن تشاركا معًا مدرجات كلية الزراعة، وحتى شرائط الأفلام التي تعرض على الشاشة الكبيرة.

"سعيد صالح، ده صاحبي من زمان، ورفيق سلاح زي ما بيقولوا، ممثل موهوب من الدرجة الأولى ونادر"، هكذا وصف الزعيم صديقه، حينما سألته المذيعة في أحد اللقاءات التليفزيونية بالكويت، عن "مرسي الزناتي"، معتبرًا أن "خفة دمه بشكله واستايله في الأداء"، هي سبب أنه فنان نادر، قليل أن نجد مثله، لكن أيضًا الوصف اتفق مع طبيعة إمام، مما جعلهم أصدقاء منذ زمن.

في أواخر عام 1979، قال الفنان الراحل سعيد صالح، "أنا وعادل لو مكناش مثلنا، كان زمانا دلوقتي قاعدين في السجن"، فلم يجتمعا في الكوميديا واحتراف الفن والتمثيل، لكن في "شقاوة" الطفولة أيضًا، في المدرسة السعيدية.

وأضاف صالح خلال لقاء مع التليفزيون اللبناني، تحدث فيه عن بدايته وحبه للتمثيل برفقة صديقه المقرب، عادل إمام، "إحنا كنا زملاء في المدرسة السعيدية، ومكنش حد يقدر يستحملنا في ثانوي، بس كانوا ساعات بيستحملونا عشان دمنا خفيف"، لكن خشبات مسرح الجامعة والشاشة الصغيرة، تحملت صداقتهما.

وصفهما الكاتب الراحل "محمود السعدني"، في كتابه "المضحكون"، "لاشك أن عادل إمام هو أبرزهم وأقدرهم وأشهرهم، هو شديد الانتشار، يحتل في السينما منصة عالية، أما سعيد صالح كان موهوبًا متشردًا هاربًا من الدراسة، شديد الضيق بها، هائمًا على وجهه يبحث عن نفسه، ولاشك أنه وجد نفسه فجأة في مسرح التليفزيون".

جمعت الكثير من الأفلام، الثنائي، "سلام يا صاحبي"، "الهلفوت"، "على باب الوزير"، "أنا اللي قتلت الحنش"، و"المشبوه"، كانت نقطة التحول في الأحداث، هي مشهد موت صالح، إذا كان "بركات"، و"دسوقي"، و"خميس"، و"برهومة"، "بيومي"، وكأنه تنبؤ بالواقع، حين يترك صالح صديقه، ورحل عن عالمنا، مع مطلع أغسطس 2014، بعد معاناة طويلة مع المرض، ويختم مشواره الفني الذي رسم به البهجة والإبتسامة في قلوب الجمهور، ويترك الحزن في قلب صديقه على الفراق.


مواضيع متعلقة