"قادت رأيا عالميا ضد الاحتلال".. مواقف مصر من نقل السفارة الأمريكية

كتب: عبدالرحمن قناوي

"قادت رأيا عالميا ضد الاحتلال".. مواقف مصر من نقل السفارة الأمريكية

"قادت رأيا عالميا ضد الاحتلال".. مواقف مصر من نقل السفارة الأمريكية

مواجهات دامية يشهدها قطاع غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال أحداث مسيرات العودة "النكبة الثانية" التي ينظمها الفلسطينيون، تزامنًا مع الاحتفالات الإسرائيلية بذكرى النكبة السبعين، ونقل السفارة الأمريكية إلى إسرائيل، والتي سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

ومنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في السادس من ديسمبر الماضي، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بشكل رسمي بالقدس "كعاصمة لإسرائيل"، ثارت عاصفة من ردود الفعل العربية والعالمية من عدد من الدول، وعلى رأسها مصر.

قبل إعلان ترامب لقراره بنقل السفارة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي لنظيره الأمريكي، خلال اتصال هاتفي، على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام فى الشرق الأوسط.

وفور إعلان القرار، أجرى وزير الخارجية سامح شكرى، اتصالًا مع نظيره الأمريكى في وقت إعلان القرار ريكس تيلرسون، طالب خلاله الولايات المتحدة بالتعامل مع المسألة بالحكمة المطلوبة، وتجنب اتخاذ قرارات من شأنها أن تؤجج مشاعر التوتر فى المنطقة.

وحينئذ أصدرت وزارة الخارجية بيانًا، أكدت فيه رفض مصر الواضح لهذا القرار الأمريكي، قالت فيه إنه "يعد مساسًا بوضع القدس وتعديًا على جميع القرارات الدولية"، كما أنه ضد الشرعية الدولية، وطالبت جميع الدول الكبرى ترفض تلك الخطوة، وأن مصر تتحرك من منطلق موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.

وفي 13 ديسمبر 2017، حضرت مصر مؤتمر قمة دول التعاون الإسلامي الاستثنائي، الذي عُقد في إسطنبول، للرد على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.

وفي 17 ديسمبر، قادت مصر تظاهرة إعلامية عربية، من خلال بث عربي مشترك تحت عنون "يوم الإعلام العربي" بشعار "إعلام واحد.. وطن واحد.. من أجل عروبة القدس"، ونظمته الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بعد قرار من الجامعة العربية بالتعاون مع اتحاد الاذاعات العربية واتحاد المنتجين العرب بالشراكة مع اتحاد الاذاعات والتلفزة المصرية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، للتعبير عن الرفض الرسمي والشعبي للقرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس.

وخلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القرار في 21 ديسمبر 2017، أعلن مندوب مصر استنكار قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ورفض كل الآثار المترتبة على نقل السفارة الأمريكية للقدس، وأكد أن القرارات الدولية تؤكد أن القدس محتلة منذ عام 1967.

ومنذ عدة أيام، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مصر رفضت حضور مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، رغم إرسال الحكومة الإسرائيلية دعوة رسمية لحضور الاحتفال، في الوقت الذي وافق فيه 30 سفيرًا من أصل 86 معتمدين لدى تل أبيب، على حضور الاحتفال، وجاء رفض مصر حضور نقل السفارة مع روسيا وأستراليا وبولندا وألمانيا وأيرلندا ومالطا والمكسيك والبرتغال والسويد، الذين رفضوا إرسال مندوبيهم.

ومع انطلاق مواجهات "النكبة الثانية" اليوم وسقوط شهداء وجرحى، دفعت مصر بمساعدات إنسانية ومواد إغاثة لقطاع غزة، تشمل موادًا غذائية ومستلزمات طبية تشمل 58 صنفًا من الأدوية والمحاليل بإجمالي 25 ألف عبوة دواء وأمبولات، بخلاف كميات كبيرة من المستلزمات الطبية اللازمة لإجراء الجراحات المختلفة، مع استمرار فتح معبر رفح.

وكشف الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان، صدور توجيهات من القيادة السياسية للبلاد، باستقبال الحالات الخطرة والحرجة من الأشقاء الفلسطينيين، كما تم انعقاد غرفة الأزمات والطوارئ بمقر وزارة الصحة، لمتابعة استقبال حالات المصابين، وتذليل أية عقبات قد تواجه علاجهم بالشكل الأمثل.

وأكد وزير الصحة والسكان، توجيه 7 سيارات إسعاف مجهزة بكافة التخصصات الطبية اللازمة لاستقبال الجرحي الفلسطنيين، ونقلهم إلى مستشفيات العريش، لتلقي العلاج اللازم لهم، ورفع درجة الاستعداد في المستشفيات الكبرى بمحافظة شمال سيناء، إلى الدرجة القصوى.

واليوم، أصدرت وزارة الخارجية، بيانًا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذرًا من من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبه، أدان الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأقسى العبارات، الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدافها المتعمد للمتظاهرين العزل خلال مسيراتهم السلمية، في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وشعبها، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، كما قرر تجهيز قافلة مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى الأراضي الفلسطينية.


مواضيع متعلقة