العلم الأمريكى يدنس «القدس».. ومجزرة إسرائيلية للفلسطينيين

العلم الأمريكى يدنس «القدس».. ومجزرة إسرائيلية للفلسطينيين

العلم الأمريكى يدنس «القدس».. ومجزرة إسرائيلية للفلسطينيين

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى مجزرة جديدة فى حق الفلسطينيين، اليوم، حيث سقط 43 شهيداً، بينهم طفل، ونحو 2238 مصاب، برصاص المحتلين وطيرانهم، فى محاولة لإيقاف زحف مسيرات «العائدين» السلمية التى جاءت رداً على تنفيذ قرار الرئيس الأمريكى المشئوم بنقل سفارة بلاده للقدس العربية المحتلة، وتزامناً مع الذكرى السبعين لـ«النكبة» التى زرعت الكيان الصهيونى فى الأراضى العربية.

فى غزة عمّ الإضراب العام القطاع صباحاً استعداداً للخروج فى مسيرات حاشدة باتجاه الحدود الشرقية للقطاع للمشاركة فى «مسيرات العودة الكبرى»، حيث زحف أبناء القطاع إلى السياج الأمنى الفاصل شرقاً مع إسرائيل، وتجمهر الآلاف منذ الصباح، وحاولوا اجتياز الشق الثانى من الحدود خلال مشاركتهم فى الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطينى، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن قوات الاحتلال الإسرائيلى أطلقت وابلاً من الرصاص الحى، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين على الشريط الحدودى شرق قطاع غزة، فيما أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إصابة 6 من الصحفيين برصاص الاحتلال الإسرائيلى، على طول الشريط الحدودى، صباح اليوم. وجاء الإضراب بناء على دعوة وجهتها اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة وكسر الحصار، التى قالت فى بيان: إن «الإضراب سيشمل المؤسسات الرسمية والشعبية والتجارية وسائر مناحى الحياة اليومية، بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين».

وتجمع المتظاهرون فى 19 مخيماً أُقيمت قرب السياج الحدودى لاجتياز الحدود، فيما حاول، صباح اليوم، جيش الاحتلال إحراق بعض تلك المخيّمات من خلال إلقاء شُعل نارية بواسطة طائرات صغيرة مُسيّرة، لكن الشبان الذين وُجدوا قرب المخيمات نجحوا فى السيطرة على تلك الشُّعل وإخمادها. وأكد شهود عيان أن الطائرات بدون طيار ألقت الشعل النارية على مخيمات مقامة شرقى غزة، وبلدة عبسان الجديدة فى الجنوب، وشرقى بلدة جباليا شمالاً، وألقت الطائرات كذلك شعلاً نارية على كميات من إطارات السيارات المطاطية، كان المتظاهرون قد جمعوها، جنوب القطاع، ما أدى إلى اشتعالها، بحسب ما ذكره موقع «عرب 48».

{long_qoute_1}

وأعلن الاحتلال الإسرائيلى سقوط طائرة بدون طيار، اليوم، خلال نشاط لها فى سماء قطاع غزة، كما توغلت جرافات الاحتلال، فجر اليوم، فى عدة مواقع حدودية، وقامت بأعمال تجريف وإزالة لسواتر ترابية، وقامت بتركيب أسلاك شائكة فى عدة مواقع، وسبقها إلقاء طائرات إسرائيلية، منشورات ورقية، تهدد فيها الفلسطينيين بتعريض حياتهم للخطر فى حال اقتربوا من السياج الحدودى.

وفى الضفة الغربية، انطلقت مسيرة حاشدة، من ميدان الشهيد ياسر عرفات فى «رام الله»، باتجاه حاجز قلنديا العسكرى شمال القدس المحتلة، تنديداً بقرار نقل السفارة، وقال منسق القوى الوطنية فى محافظة «رام الله» والبيرة عصام أبوبكر، إن الولايات المتحدة الأمريكية تكرس سياسة الاحتلال الإسرائيلى فى القدس، لكن سيبقى الشعب الفلسطينى متمسكاً بكل شبر فى أرض فلسطين، خاصة القدس.

وفى «بيت لحم» أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق والإغماء، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلى على مسيرة النكبة التى انطلقت باتجاه الحاجز الشمالى لـ«بيت لحم» جنوب الضفة الغربية، وقالت مصادر فلسطينية: إن المئات من أهالى المحافظة شاركوا فى مسيرة إحياء الذكرى الـ70 للنكبة، رافعين العلم الفلسطينى، والرايات السوداء، ومرددين هتافات تؤكد أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وفور وصول المسيرة إلى الحاجز العسكرى الإسرائيلى شمالاً، اعتدى جنود الاحتلال على المشاركين بإطلاق القنابل الصوتية والمسيلة للدموع، ما أوقع عدة إصابات بالاختناق والإغماء.

وقامت قوات الاحتلال بنصب بوابتين حديديتين على أراضى بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وأكد منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فى الخضر أحمد صلاح أن الاحتلال نصب البوابتين على مدخل الأراضى فى منطقة «خلة الفحم»، تحديداً «أراضى سلمان»، دون سبب يذكر. وفى القدس، اقتحم 38 مستوطناً و12 جندياً و35 عنصراً من شرطة الاحتلال المسجد الأقصى المبارك ضمن ما تعرف بالفترة الصباحية، من جهة باب المغاربة، عبر مجموعات متتالية. ونفذ المستوطنون جولات استفزازية مشبوهة، واستمعوا إلى شرح حول أسطورة «الهيكل»، بينما نفذت عناصر شرطة وجنود الاحتلال جولات استكشافية فى المسجد المبارك.

وأصيب عدد من الشبان برصاص مطاطى، والعشرات باختناقات خلال مواجهات عنيفة بمحيط الحاجز العسكرى القريب من مدخل مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، وذلك بعد أن انطلقت مسيرة مركزية بمناسبة ذكرى النكبة من مركز رام الله باتجاه حاجز قلنديا، رفع فيها المشاركون والمشاركات الأعلام الفلسطينية ومفاتيح العودة، ولافتات بلغات متعددة تؤكد حق العودة.

وعلى المستوى الدبلوماسى، طالبت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لإنفاذ قراراته، خاصة فى توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى فى أرضه ومقدساته. وأكدت الجامعة، فى بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة لمناسبة الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطينى، اليوم: «أن القدس الشرقية هى عاصمة لدولة فلسطين، وهى جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأن تلك الحقيقة لا يُغيرها قرار مُجحف، ولا ينتقص من شرعيتها أى إجراءات باطلة».

وتقرر عقد اجتماع غير عادى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، غداً، لبحث نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى «القدس». وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى تصريح صحفى صباح اليوم، إنه «من المشين أن نرى دولاً تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل احتفاءهما بنقل سفارة الأولى إلى القدس المُحتلة، فى مخالفة واضحة وجسيمة للقانون الدولى ولقرارات مجلس الأمن». وأضاف «أبوالغيط» أن «الدول المحترمة التى تنظر بمسئولية للقانون وللمجتمع الدولى وحقوق الفلسطينيين امتنعت جميعاً عن المشاركة فى هذا الهزل، وأناشد جميع الدول التمسك بالمبادئ وعدم الإذعان للضغوط أو المغريات والابتعاد عن اتخاذ أى خطوة تضر بحقوق الشعب الفلسطينى المغلوب على أمره، وتضر أيضاً بفرص التسوية العادلة للنزاع الفلسطينى - الإسرائيلى». وقالت القناة الثانية الإسرائيلية، إنه فى حال حدوث مواجهات جماعية على السياج الحدودى بالقطاع، فإن إسرائيل قد تستهدف قادة حركة «حماس». وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، اليوم، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تتوقع أن تتصاعد هجمات المستوطنين الإرهابية، حسب وصف الصحيفة، ضد فلسطينيين فى الضفة الغربية على خلفية التوتر الحالى فى الأراضى الفلسطينية.

وأشاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم، على «تويتر» بنقل السفارة الأمريكية، معتبراً أن ذلك يشكل «يوماً عظيماً لإسرائيل». وصرح المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» ديميترى بيسكوف، بأن موسكو تخشى من تأزم الوضع فى الشرق الأوسط بعد افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس.

«اللهم اجعلنى شوكة فى حلق الاحتلال».. كلمات بدأت بها المرابطة المقدسية هنادى الحلوانى مع «الوطن» بعد أن تسلمت، اليوم، خطاب استدعاء من قوات الاحتلال للتحقيق معها على خلفية دعوات للتظاهر والاحتجاج.

وأكدت «الحلوانى»: «نحن نساء عزل لا نمتلك السلاح المادى، لكننا نمتلك الإيمان وكتاب الله، نمتلك الإيمان الصادق والعقيدة الراسخة، فهم يدافعون عن الباطل ونحن ندافع بسلاح الحق وإيمان العقيدة وبأحقيتنا فى المسجد الأقصى وهويتنا المقدسية».

وأضافت «الحلوانى» أنه تم اعتقالها 19 مرة، متابعة: «رغم منعى بقرار إدارى من قبَل قوات الاحتلال الإسرائيلى، إلا أننا نتحدى ذلك وندخل إلى المسجد بطرق عديدة ولا نخشى الوجود هناك ونعتبر القبض علينا شرفاً».

 

إسرائيل تضرب مسيرات «العائدين» السلمية وتسقط العشرات من الشهداء «أ. ف. ب»


مواضيع متعلقة