أكبر حركة تغييرات فى عهد «تواضروس» تطال كبار رجال الكنيسة

كتب: مصطفى رحومة

أكبر حركة تغييرات فى عهد «تواضروس» تطال كبار رجال الكنيسة

أكبر حركة تغييرات فى عهد «تواضروس» تطال كبار رجال الكنيسة

تُجرى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال الأسبوع الحالى، أكبر حركة تغييرات فى المناصب الإدارية داخلها فى عهد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تطول كبار رجال الكنيسة فى المجمع المقدس والمجالس الإكليريكية الإقليمية.

وبدأت، مساء اليوم، اجتماعات لجان المجمع المقدس للكنيسة، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، على أن يُعقد الاجتماع السنوى للمجمع بكامل تشكيله، برئاسة البابا تواضروس، يوم الجمعة المقبل، بمركز لوجوس بالمقر البابوى فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون.

وكشفت مصادر كنسية، لـ«الوطن»، أن جلسة المجمع المقدس ستشهد إقرار أكبر حركة تغييرات داخله فى عهد البابا، إذ ستشهد التصويت السرى لانتخاب سكرتارية المجمع والسكرتارية المساعدين.

وأشارت المصادر إلى أن الأنبا دانيال، أسقف المعادى، هو الأقرب لخلافة الأنبا رافائيل فى سكرتارية المجمع، بسبب التفاهم بينه وبين البابا وعلاقتهما القوية، إذ يشغل منصب النائب البابوى فى إدارة الكاتدرائية حال سفر البابا خارج البلاد، لافتة إلى أن ما يعزز ذلك هو الإعلان الصريح عن إجراء التغيير فى رئاسة المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية بالقاهرة الذى كان يتولاه الأنبا دانيال، وتكليف الأنبا ماركوس، أسقف حدائق القبة، برئاسة المجلس اعتباراً من الشهر المقبل.

{long_qoute_1}

والأنبا دانيال من مواليد 1948، وحصل على بكالوريوس الطب عام 1975، وتمت سيامته أسقفاً عاماً 1991، جلّسه البابا تواضروس على ايبارشية المعادى فى 2013، وذلك عقب تجليسه مباشرة على الكرسى البابوى، كما كان يخدم مع البابا فى لجنة الطفولة بالمجمع المقدس سابقاً.

وكان الأنبا رافائيل تم انتخابه فى 2012 سكرتيراً للمجمع المقدس ليكون الرجل الثانى فى الكنيسة خلفاً للأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخ ودمياط، وأعيد انتخاب رافائيل مرة ثانية فى 2015. ورغم أن اللائحة الخاصة بالمجمع المقدس تنص على أن مدة سكرتير المجمع 3 سنوات، ولم تحدد فترات معينة لتولى المنصب، فإن الأنبا رافائيل الذى رغب فى 2015 فى ترك السكرتارية أصر تلك المرة بحسب المصادر الكنسية على التخلى عن المنصب رافضاً التجديد له.

وقالت المصادر إن التغييرات ستشمل كذلك بعض مقررى اللجان العامة والفرعية بالمجمع المقدس والتى يترأسها كبار رجال الكنيسة، فى محاولة لضخ دماء جديدة وتصعيد وجوه أخرى داخل العمل الإدارى بالكنيسة، وذلك بناء على رغبة البابا تواضروس بعد ما يقرب من 6 سنوات على جلوسه فى الكرسى البابوى.

ويضم المجمع المقدس لجان: «الإعلام والأسرة والرعاية والخدمة والإيمان والتعليم والعلاقات المسكونية والعلاقات العامة والرهبنة والأديرة والإيبارشيات والطقوس والمهجر والأزمات». وحسب التغييرات المزمعة داخل المجمع المقدس سيتم تغيير اللجنة الدائمة للمجمع التى تضم البابا وسكرتارية المجمع ومقرر اللجان العامة بالمجمع.

وأشارت المصادر إلى أن الجلسة التى سيتم فيها إقرار التغييرات فى المجمع المقدس ستشهد التصويت على اختيارات الرؤساء الجدد للمجالس الإكليريكية للأحوال الشخصية بعد انتهاء مدة ولاية رؤساء المجالس الحالية، فضلاً عن اختيار رئيس جديد لمجلس أوروبا بدلاً من الأنبا كيرلس، مطران ميلانو، الذى توفى العام الماضى.

وقالت المصادر إن الأنبا سرابيون تقدم للبابا، منذ فترة، باستقالته من رئاسة المجلس الإكليريكى بأمريكا، كما طالب الأنبا بولا بترك مهامه فى المجلس عقب اشتراكه فى وضع المنظومة الجديدة للأحوال الشخصية بالكنيسة وإعداده قانون الأحوال الشخصية الجديد للأقباط الأرثوذكس الذى أُقر فى عام 2016، وهو الملف الذى تولاه الأسقف على مدار 30 عاماً.

وبناء على قرارات البابا الجديدة، يكون أعاد بذلك أيضاً تشكيل المجلس الأعلى للأحوال الشخصية على مستوى الكنيسة والذى يترأسه شخصياً.

وتأتى تلك التغييرات داخل الكنيسة مع مطالب رفعها عدد من أساقفة الكنيسة فى مصر وأمريكا وإنجلترا وأستراليا، يطالبون البابا بإجراء «حوار لاهوتى» داخل الكنيسة لأول مرة بسبب ما قالوا إنه ظاهرة للتعاليم الخاطئة وصلت لترويجها من أشخاص داخل الكنيسة، فى إشارة إلى الأزمة التى تسبب فيها الأنبا أنجيلوس، أسقف شبرا الشمالية، بما اعتُبر أنه طعن فى الكتاب المقدس استلزم إنهاء تكليفه بمهام النائب البابوى فى أمريكا الشمالية بعد تكليفه بذلك لمدة 5 شهور.

وأصدر البابا، فى إطار حملة التغييرات، قراراً بابوياً بتكليف الأنبا دافيد، أسقف نيويورك، بمهام النائب البابوى فى أمريكا الشمالية إلى جانب إيبارشيته.

وتشهد الكنيسة اتهامات متبادلة بين بعض رجالها وبعض الرهبان والكهنة بتقديم تعاليم مخالفة للإيمان الأرثوذكسى تارة، فيما يرد عليهم آخرون بوصفهم «متشددين»، واصطدمت رغبة البابا العام الماضى بتوحيد سر المعمودية مع الكنيسة الكاثوليكية خلال زيارة بابا الفاتيكان لمصر مع بعض أساقفة الكنيسة الذين تم الانصياع لمطالبهم وإلغاء هذا الاتفاق الذى أثير حوله لغط شديد.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة تم الإعداد لها خلال الآونة الأخيرة، وجاءت فى إطار انتهاء المدد القانونية لعدد من المناصب الإدارية بالكنيسة ورغبة البعض فى التخلى عن مناصبهم، ليظهر التغيير بهذا الحجم والكيفية، فضلاً عن رغبة البابا فى ضخ دماء جديدة داخل الكنيسة ومواجهة المشاكل والملفات المتراكمة منذ سنوات.

ورحب كمال زاخر، مؤسس التيار العلمانى القبطى، بالتغييرات المزمع إجراؤها بالكنيسة، مشيراً إلى أنها ترسخ ثقافة تداول المناصب الإدارية داخل الكنيسة.


مواضيع متعلقة