طلعت خليل يكتب: السخنة.. الابن الضال على أرض السويس

كتب: طلعت خليل

طلعت خليل يكتب: السخنة.. الابن الضال على أرض السويس

طلعت خليل يكتب: السخنة.. الابن الضال على أرض السويس

لا أحد ينكر أن السويس خلال السنوات القليلة الماضية شهدت تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، يأتى على رأسها إنشاء كلية للطب على أرض جامعة السويس، وهو حلم عاش السوايسة على أمل تحقيقه منذ عشرات السنين، لأن وجود كلية للطب على أرض الغريب له أكثر من ميزة لدى السوايسة يأتى على رأسها استخدام مستشفى الجامعة فى الكشف على المرضى وبالتالى تخفيف العبء عن مستشفى السويس العام، كما أن وجود الكلية بالسويس يوفر المعاناة التى كان يتكبدها طلاب الطب بالسويس والتعليم بعيداً عن أسرهم، ولكن الأهم من كل هذا السرعة فى إنشاء مستشفى الجامعة.

ومن الإنجازات الأخرى التى شهدتها السويس مؤخراً إنشاء 9 مدارس جديدة لاستيعاب زيادة أعداد الطلاب والتلاميذ داخل الفصول، كما أن هناك طفرة واضحة فى إنشاء مدن سكنية جديدة من بينها مدينة المستشار عدلى منصور ومدينة الملك عبدالله وغيرها.

ورغم أن هناك طفرة واضحة فى إنشاء مصانع وشركات جديدة بالمناطق الصناعية بالسويس مثل منطقة العين السخنة والأدبية وشمال غرب خليج السويس، وافتتاح مشروعات صناعية عملاقة بتلك المناطق فإن نسبة البطالة بين أبناء السويس ما زالت كبيرة، ويرجع هذا الأمر إلى اهتمام معظم المستثمرين من أصحاب تلك المصانع بتعيين عمال من خارج المحافظة، علماً بوجود شرط أثناء تعاقده مع المحافظة، أن يلتزم المستثمر بأن يمثل شباب السويس نسبة 80% من العمالة، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع ويحتاج لتدخل المحافظ والنواب لإلزام تلك الشركات بتعيين أبناء السويس.

والغريب بالنسبة لمحافظة السويس أن لديها ابناً ضالاً، يتمثل فى منطقة العين السخنة، لاسيما منطقة القرى السياحية، فتلك المنطقة تتبع الحيز العمرانى لمحافظة السويس كما تتبع السويس إدارياً، إلا أن العين السخنة، أصبحت وكأنها مثل الابن الذى ضل طريقه، خاصة أن مرافق العين السخنة يتم التعامل فيها مع محافظة القاهرة، حتى التراخيص الخاصة بالبناء سواء قرى سياحية أو فنادق تصدر من محافظة القاهرة، وهو أمر غريب، المنطقة على أرض السويس ومحرم على أهلها الانتفاع بخيراتها.

ومن الأمور التى يجب أن يلتفت إليها المسئولون، ويضعوها فى أجندة اهتماماتهم، أن السويس تحتضن على أرضها منشآت تاريخية تم إهمالها بشكل كبير رغم أنها منشآت من الممكن أن تنعش السياحة الأثرية بالمحافظة، فالسويس يوجد بها قصر لمحمد على باشا والذى أهمل تماماً، ونتمنى أن يتم تطويره كما أكد من قبل وزير الآثار، كما تضم المحافظة بيت المساجيرى وقصر شحاتة سليم باشا وكلها أماكن أثرية لا بد من تطويرها والاستفادة منها.

كما أن هناك العديد من المشكلات التى تعانى منها السويس، وتحتاج إلى اهتمام المسئولين بها، على رأسها الإسراع فى تنفيذ الوعود بتوصيل مرفق الصرف الصحى لـ18 قرية محرومة بحى الجناين بالقطاع الريفى بعدما عانى سكان تلك القرى لعشرات السنين بسبب عدم توافر الصرف الصحى، وتحتاج السويس إلى نظرة شاملة للتخطيط العمرانى الخاص بها، وإعادة النظر فى البنية التحتية لعدة أماكن داخل المحافظة.

* عضو مجلس النواب عن محافظة السويس


مواضيع متعلقة