«الوطن» داخل «كيان» ببنى سويف.. هنا مركز تأهيل الأطفال «ذوى الإعاقة»

«الوطن» داخل «كيان» ببنى سويف.. هنا مركز تأهيل الأطفال «ذوى الإعاقة»
- أرض الواقع
- ارتداء ملابس
- الأكثر احتياجا
- البرنامج التأهيلى
- الجولات الميدانية
- الحدائق والمنتزهات
- الزيارات المنزلية
- القرآن الكريم
- المحلات التجارية
- المراكز الطبية
- تأهيل الأطفال
- ذوى الإعاقة
- أصحاب الإعاقات المختلفة
- كيان
- أرض الواقع
- ارتداء ملابس
- الأكثر احتياجا
- البرنامج التأهيلى
- الجولات الميدانية
- الحدائق والمنتزهات
- الزيارات المنزلية
- القرآن الكريم
- المحلات التجارية
- المراكز الطبية
- تأهيل الأطفال
- ذوى الإعاقة
- أصحاب الإعاقات المختلفة
- كيان
صالة فسيحة تزينت جدرانها باللوحات التوعوية عن أصحاب الإعاقات المختلفة، وأطفال ارتسمت على وجوههم ملامح ملائكية يجلسون بصحبة ذويهم فى انتظار موعد إحدى الجلسات التأهيلية التى يتلقونها داخل مركز «كيان» بمحافظة بنى سويف، وهو المركز الذى تم تأسيسه بإشراف من جمعية مصر الخير، منذ خمس سنوات، «الوطن» عايشت رحلة تأهيل هؤلاء الأطفال داخل غرف تنوعت أنشطتها لتأهيل قدراتهم، بواسطة أخصائيين ومشرفين يعملون كخلية نحل لم يهدأ بالهم حتى إتمام مهامهم على أكمل وجه.
بعلامات من الأمل والرضا ارتسمت على ملامحه البسيطة جلس جابر على مع طفله «آدم»، الذى اعتاد اصطحابه إلى «كيان» منذ 3 سنوات، منتظراً موعد جلسة التخاطب مع ابنه، التى يداوم على حضورها مرتين أسبوعياً.
{long_qoute_1}
ويروى «جابر» لـ«الوطن» تفاصيل إعاقة ابنه السمعية، مؤكداً سلامة حاسة السمع لديه منذ ولادته، لكن سبباً ما لم يتضح حتى الآن، أفقده السمع فجأة، يقول «جابر»: «بقينا ننده عليه مش بيسمعنا».
رحلة طويلة خاضها الأب مع طفله الصغير، حول المراكز الطبية، التى اكتفت بتركيب السماعة الطبية فى أذنيه، الأمر الذى أرهقه مادياً، غير أن طفله ما زال يعانى من التأخر اللغوى، ظل الأب الثلاثينى يبحث عن مركز تأهيلى ينمى من قدرات الطفل، وبالحديث مع أحد معارفه الذى أرشده إلى «كيان»، ومنذ أن جاء وابنه يحصل على خدمات طبية وتأهيلية، كانت بدايتها فى مساعدته على تجديد إحدى سماعات أذنيه بالمجان، والالتحاق بجلسات التخاطب، التى مكنته من الحديث «ابنى فى الأول كان بيشاور، دلوقتى بقى يسمع ويتكلم»، وهناك جانب ترفيهى تحرص «كيان» على تقديمه للأطفال، لمساعدتهم على الدمج فى المجتمع، فبحسب حديث جابر، يحرص المركز على تنظيم رحلة للذهاب إلى الحدائق والمنتزهات العامة مع جميع الأطفال: «أولادنا بيكونوا مبسوطين».
وبعد فترة انتظار جاء دور «آدم» لتلقى جلسة التخاطب، استقبلته آلاء أحمد، الأخصائية المتابعة لحالته، وجلست على كرسى خشبى قصير خلفه، ووضعت على الطاولة أمامه مجسمات لأشكال من الخضراوات والفواكه.
وباب المركز مفتوح على مصراعيه لاستقبال أطفال اعتادوا على زيارته منذ سنوات، أو حالات جديدة تبحث عن رحلة العلاج داخله، وبملامح تشابهت مع قريناتها من متلازمة «داون» مثل حالة «فدوى»، التى جاءت مع والدها محمد عبدالعزيز، لتدخل غرفة التكامل الحسى، المكتظة بأنشطة ونماذج تنمى الحواس المختلفة.
وداخل المركز جلس الأب «محمد» متابعاً شقاوة ابنته، التى أطلقتها بين أركان الغرفة وضحكاتها التى تجدد بها طاقته لمواصلة رحلة تأهيلها، بدأ الأب حديثه لـ«الوطن»، باسترجاع لحظة مجىء ابنته إلى الدنيا، وإخبار الأطباء له بأنها من أصحاب متلازمة «داون»، الخبر الذى لم يغير من سعادته بقدومها شاكراً الله على نعمه «فيه ناس بتدور على طفل»، لكن تأهيل قدراتها ظل يشغل باله حتى تتمكن من تدبير أمورها الأساسية، فظل يبحث عن مركز ينمى حواسها، إلى أن خطا مع ابنته أولى خطواتهما داخل «كيان» منذ عام، شهدت ابنته خلاله تقدماً ملحوظاً، خاصة فى ظل مواظبتها على حضور جلسات التخاطب وتنمية المهارات والتكامل الحسى، ما جعلها تتمكن من قضاء حاجتها وارتداء ملابسها، فضلاً عن إجراء المعاملات البسيطة مع أصحاب المحال المجاورة لمنزلهم.
{long_qoute_2}
أما «منة عبدالغفار» فهى حالة ثالثة اعتادت على زيارة المركز مع والدتها منذ عام ونصف، لتأهيل قدراتها ومعالجة سمات التوحد التى أصابتها فى عامها الأول، فبعد مرور 5 أشهر على ولادتها، انتابتها الكثير من حالات التشنج، حيث شخص الأطباء حالتها بزيادة كهرباء المخ، وظلت تتلقى العلاج الخاص، ورغم أعراض النمو التى ظهرت عليها إلا أن جلوسها الدائم لمشاهدة التليفزيون وعدم استجابتها لأى حديث يجرى حولها، جعل والدتها تتجه إلى الكثير من الأطباء لأخذ آرائهم، وأتت النتيجة بأن ابنتها تعانى من سمات التوحد، واهتدت فاتن والدة منة، إلى «كيان»، وحصلت على المزيد من الدورات فى تنمية المهارات والتكامل الحسى، لتشهد حالتها مزيداً من التحسن جعلها تتمكن من حفظ السور القصيرة بالقرآن الكريم والنزول للعب مع الأطفال فى الشارع.
ولا يقتصر الأمر فى «كيان» على تأهيل ذوى الإعاقة فقط، فما بين متابعة جداول الأطفال والتخطيط للأنشطة الترفيهية وغيرها من المهام المتعددة، تؤدى «آية» عملها كمدرس أول بمركز كيان، بشعور يتخلله الفرح فى مساعدتها لتأهيل قدرات الطفل، فالتطبيق العملى لما يحصل عليه الطفل من تنمية قدراته وتنفيذها على أرض الواقع هو أولى مهامها الأساسية، حيث تأخذ المُعلمة بيد الطفل ذاهبة معه فى جولة بأحد المحلات التجارية لرؤيته فى التعامل مع البائعين.
لم تقتصر مهام «آية»، على ترتيب الجولات الميدانية والأيام الترفيهية، لكنها أيضاً تمتد للزيارات المدرسية التى يلتحق بها الطفل، وبصفة مستمرة تذهب مع الطفل للاتفاق مع معلمه حول البرنامج المتبع معه، ورؤية مدى تطبيقه بشكل سليم، ولمنزل الطفل نصيب من هذه الجولات، فمن فترة لأخرى تقضى «آية» مع الطفل يوماً كاملاً داخل منزله للمتابعة مع والدته حول تطبيقها البرنامج التأهيلى معه، أو لربما كسر حاجز الخوف الذى يعترى الطفل فى الذهاب للمرة الأولى إلى المركز واستبداله بالألفة بينهما.
وعدد المستفيدين من «كيان» ما يقارب الـ200 طفل من ذوى الإعاقة، بحسب حديث محمد على، مدير فرع بنى سويف، موضحاً أن نقص الخدمات فى محافظات الصعيد كان الدافع الأساسى لإنشاء المركز ببنى سويف، بالإضافة إلى تأسيس مركز آخر فى مدينة الواسطى، وإنشاء 3 وحدات تأهيلية فى قرى «إهوه، وببا، وسدس» بالمحافظة.
{long_qoute_3}
وبداية من عمر الـ3 أعوام يستقبل «كيان» الأطفال ذوى الإعاقة، فجلسة مع الأخصائى النفسى لتقييم حالته هى أولى مراحل تأهيل الطفل، وتبدأ بعد ذلك رحلة التنمية عن طريق وضع برنامج تأهيلى وقياس مدى تطوره، حتى بلوغ عمر الـ16 عاماً، حيث يتم إتاحة بعض فرص التوظيف المناسبة لهم ومساعدتهم فى التأهيل المجتمعى، بحسب حديث مدير الجمعية.
وقال أيمن حماد، مسئول أول برنامج الدمج والإعاقة لمصر الخير، إن تعاون الجمعية مع مؤسسة «كيان» منذ عام 2013 لإنشاء مراكز تأهيل ذوى الإعاقة فى صعيد مصر، أثمر عن إنشاء 4 مراكز فى محافظات سوهاج والمنيا وأسيوط وبنى سويف، وتتولى «مصر الخير» الإشراف على تنفيذ المركز من توفير المعدات اللازمة وكوادر فنية تكون على قدر عال من التعامل مع ذوى الإعاقة.
وتعد جلسات التأهيل والزيارات المنزلية لذوى الإعاقة، هى الخطة التى وضعتها «مصر الخير» عندما أطلقت هذا المشروع، لكن مهام جديدة كانت تقع على عاتقها، منها إنشاء الوحدات التأهيلية فى القرى بسبب العجز المادى لكثير من الحالات، وأيضاً المساعدة فى توفير الأدوية التى يحتاجها لذوى الإعاقة.
وهناك نتائج عملية استطاعت «مصر الخير» تحقيقها، طوال الأربعة الأعوام الماضية، حيث أهلت 3500 طفل، وأنشأت 8 مراكز تأهيلية، بالإضافة إلى توعية 7500 فرد، وتدريب 1500 من الأخصائيين، وهناك خطة جديدة تسير عليها «مصر الخير» استكمالاً لمشروعها التنموى، وهى إنشاء 4 مراكز جديدة فى نفس المحافظات، وتأسيس مركز تأهيلى بمحافظة قنا أو الأقصر، وذلك بعد إجراء دراسة لتحديد المحافظة الأكثر احتياجاً لهذا المركز.
- أرض الواقع
- ارتداء ملابس
- الأكثر احتياجا
- البرنامج التأهيلى
- الجولات الميدانية
- الحدائق والمنتزهات
- الزيارات المنزلية
- القرآن الكريم
- المحلات التجارية
- المراكز الطبية
- تأهيل الأطفال
- ذوى الإعاقة
- أصحاب الإعاقات المختلفة
- كيان
- أرض الواقع
- ارتداء ملابس
- الأكثر احتياجا
- البرنامج التأهيلى
- الجولات الميدانية
- الحدائق والمنتزهات
- الزيارات المنزلية
- القرآن الكريم
- المحلات التجارية
- المراكز الطبية
- تأهيل الأطفال
- ذوى الإعاقة
- أصحاب الإعاقات المختلفة
- كيان