بريد الوطن| مساء الخير يا جدتى

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| مساء الخير يا جدتى

بريد الوطن| مساء الخير يا جدتى

مساء الخير يا جدتى، ولو أننى أعلم جيداً أنك غاضبة منى بسبب عدم سؤالى فى الأيام الأخيرة، لكنك سوف تلتمسين لى العذر، علمت خبراً قد يكون سعيداً لى وأشم رائحته، قالوا لى إنك طبختِ لى طاجن البصارة الذى أحبه من يديك الجميلتين، أما عن الليمون فلا تشغلى بالك فقد أحضرته معى، سأحكى لك عن أشياء كثيرة ونحن نجلس على مائدة العشاء، كم اشتقت إلى هذه البصارة لسنوات عديدة، رائحتها فيها جمال الماضى والزمن الجميل. خنت وعدى مع أمى، لكنها تعلم أننى هنا الآن فهى لم تغضب، وقد تأتى عندما تعلم أنه هناك بصارة، أنا وحيد يا جدتى، قطعت عامى الثانى والثلاثين، ويسموننى «الغريب»، المدينة قاسية بها دخان غامض، ضجيج، أصوات عالية، لم يتذوق أهلها طعم البصارة، فأصبحت قلوبهم كالحجر. كثيرة هى أمنياتى التى لم تتحقق، لا شىء سوى أحلام تختفى وأكثر من دموعى، أدركت حجم مأساتى حين انكسرت، كجثة أنا أُلقيت من نافذة على أرصفة الخوف والنسيان، أطفالى فى أحضان الملائكة، البيت الجديد يبدو جميلاً، كان لا بد من إيجاد الحل السريع لتجديد البيت، ولكن لا بأس، تبقى الذكريات حية فى هذا الجدار الهزيل الذى تبقّى من البيت القديم، عبثاً أحاول إطالة الكلام، فجدتى فى البلد البعيد تنتظر، تطبخ البصارة.

عمرو أبوالعطا

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة