العسكرى السعودى المتقاعد: قرار «ترامب» نصر للدبلوماسية السعودية
الدكتور أنور ماجد عشقى
اعتبر الدكتور أنور ماجد عشقى، الجنرال السعودى المتقاعد، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية فى «جدة»، أن قرار الرئيس الأمريكى بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، مساء أمس، «نصر» لدبلوماسية المملكة العربية السعودية، وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن «الرئيس الأمريكى ينفذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووى».
«عشقى» لـ«الوطن»: إسرائيل قد توجه ضربة لإيران
كيف قرأت هذا القرار بانسحاب «ترامب» من الاتفاق النووى مع إيران؟
- أرى فى الانسحاب من الاتفاق النووى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يستخدم الحزم، ويحاول أن ينفذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية حين وعد بأنه سيمزق هذا الاتفاق، وأصر على رأيه رغم أن بعض حلفائه وخاصة من الدول الأوروبية طلبوا منه التراجع، وأنهم مستعدون للضغط على إيران من أجل تحسين هذا الاتفاق، لكن المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية وحتى بعض أجهزة المخابرات العربية وجدت أن هذا الاتفاق لم يطبق بشكل كبير، خصوصاً أن إيران خدعت ولا تزال تخدع بعض الذين اتفقوا معها، ونقلت المفاعل إلى جهة أخرى، وظلت تطور فى هذا المفاعل، حتى أوشكت أن تنتج القنبلة النووية، وأيضاً طورت الصواريخ، وهذا الأمر مخالف لما أريد من هذا الاتفاق.
بعض التحليلات ذهبت إلى أن القرار قد يدفع المنطقة نحو الصراع المسلح، هل هذا سيناريو متوقع؟
- الحقيقة أن هذا السيناريو متوقع، ولكن ليس من طرف إيران، وإنما من طرف الولايات المتحدة وإسرائيل، لأن إيران أضعف من أن تقوم بعملية حرب، إيران كل ما تقوم به هو بروباجندا ودعاية ونفخ للبوق، لا يستطيع الإيرانيون الدخول فى حرب مع أى دولة فى المنطقة، وإنما نجدهم يبعثون بالمال ويشترون الذمم ودعم ميليشيات هى التى تقاتل عنهم. لكن الاحتمال الكبير الآن نجد أن إسرائيل تحاول أن تستفز إيران، حتى تقوم «طهران» بالرد والقيام بأى عمل عدائى تجاه إسرائيل، فتأخذ الأخيرة المبرر أمام العالم لضرب الأولى، وإذا دخلت إسرائيل فى حرب مع إيران، فإن «واشنطن» لن تتركها وستتدخل معها.
هل ترى أن الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى انتصار للدبلوماسية السعودية التى مراراً ما دعمت مسألة إعادة النظر بالاتفاق؟
- لا شك أن المملكة العربية السعودية تعتبر هذا الانسحاب نصراً لها، لأن هذا القرار يدعم تحقيق السلام فى المنطقة، السعودية ومعها مصر اتفقتا على حماية الأمن القومى العربى، وهذا الأمر فيه حماية للأمن القومى العربى.
أخيراً، هل تعتقد أن قرار «ترامب» سيسبب متاعب داخلية للرئيس الإيرانى «روحانى» الذى لطالما حاول الاستفادة سياسياً داخلياً من هذا الاتفاق؟
- لا شك أنه سيسبب له متاعب داخلية، كلما ضيقوا عليه فى الجانب الاقتصادى، فإن هذا سيكون على حساب الشعب الإيرانى، والشعب الإيرانى قام بثلاث ثورات شعبية ضد هذا النظام، ولكن لم تجد من يناصرها فى الخارج.