صحف عالمية: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني متهور وانهزامي

كتب: عبدالله إدريس

صحف عالمية: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني متهور وانهزامي

صحف عالمية: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني متهور وانهزامي

سلطت الصحف العالمية، اليوم الأربعاء، الضوء على تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وهاجمت الصحف الأمريكية قرار "ترامب" واصفةً إياه بالمتهور، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي الإيراني جعلنا أكثر قربا من الحرب.

وأضافت: "إن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران قبل ثلاث سنوات لم يكن مثالياً، إلا أن قرار ترامب بالانسحاب منه في ظل معارضة حلفائنا الأوروبيين ودون وجود استراتيجية واضحة تحل محل هذا الاتفاق، هو قرار متهور وعلى الأرجح انهزامي"، وأوضحت الصحيفة الأمريكية، بالقول إن ترامب قد أنشأ بهذا القرار صدعا مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهي الدول الشريكة في الاتفاق إضافة إلى روسيا والصين، كما منح النظام الإيراني فرصا لاستغلال الوضع لصالحه.

من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن قرار ترامب الذي كان متوقعا منذ فترة طويلة، يعرقل علاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوروبيين، ويدفعها إلى حالة من عدم اليقين، مضيفة أن حلفاء الولايات المتحدة التزموا بالاستمرار في الاتفاق، ما يثير احتمال حدوث صدام دبلوماسي واقتصادي في وقت تعيد فيه واشنطن فرض عقوبات صارمة على إيران، كما أن هذا القرار يثير أيضاً احتمال زيادة التوتر مع روسيا والصين، اللتين وقعتا على الاتفاق.

وقالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن خطوة الانسحاب أزعجت الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين الذين أمضوا شهورا لحث ترامب على عدم التخلي عن الاتفاق، كما جاءت أيضا معارضة الصين وروسيا، واللتين كانتا أيضا أطرافاً فيه، وأضافت، "أن المسؤولين الأوروبيين يصرون على إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران حتى لو تخلت الولايات المتحدة عن التزاماتها".

بينما اعتبرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن بريطانيا واثقة بقدرتها على أن تنقذ الصفقة النووية الإيرانية في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة منه، مع سعي القادة الأوروبيين بقوة لإنقاذ الاتفاق، ونقلت الصحيفة عن أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قوله إن الأمر يرجع إلى بقية الشركاء لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب الإعلان عن قرار ترامب أمس، والذي ترك أكثر المفاوضات الدبلوماسية على المحك.

صحيفة "ذا تايمز" البريطانية قالت في عددها الصادر اليوم في مستهل تقريرها، "إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، يمثل مخاطرة كبيرة"، وأضافت الصحيفة، أنه ليس أمام أوروبا إلا أن تكون على مستوى التحدي الأمريكي والعمل على تحضير اتفاق جديد مع إيران، وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما كانت هناك مشاكل بخصوص الاتفاق النووي مع إيران لأنه لم يوقف أنشطة إيران النووية، وتابعت بالقول، "إن قرار ترامب بالانسحاب من هذا الاتفاق لم يكن مفاجئاً على الإطلاق، حيث أكد الرئيس الأمريكي في كلمته على أن الولايات المتحدة لا تطلق وعوداً لا يمكنها الوفاء بها، كما أنها عندما تعد تفي بما وعدته".

من جانبها، أكدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن قادة الاتحاد الأوروبي عازمين على محاولة إنقاد الاتفاق النووي الموقع مع إيران حتى ولو أدى ذلك إلى صدام مع الولايات المتحدة، ونقلت الصحيفة عن توني بلينكين، نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، قوله:"إن قدرة أوروبا على إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران تعتمد بشكل كبير على قدرتها على جني الفوائد الاقتصادية حتى من دون الولايات المتحدة".

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن ذلك الأمر سيتضح مع مرور الوقت، حيث أنه سيعتمد على رد فعل الشركات على الوضع الجديد وكيف ستحاول أمريكا معاقبة الشركات التي تتعامل مع إيران، واختتمت الصحيفة تقريرها قائلةً: "إن القادة الأوروبيين أمام مفترق طرق، إما المخاطرة بحدوث اضطراب في منطقة الشرق الأوسط أو تحدي أقرب حلفائهم بشأن سياسته الخارجية".


مواضيع متعلقة