«خوخة اليهود».. معبد أثرى تحول إلى وكر

كتب: محمد سعيد ورفيق ناصف وأحمد فتحى

«خوخة اليهود».. معبد أثرى تحول إلى وكر

«خوخة اليهود».. معبد أثرى تحول إلى وكر

فى منطقة شعبية سميت بـ«سوق اللبن» بحى أول مدينة المحلة الكبرى، يقع على مساحة أكثر من 1400 متر مربع صرح أثرى سمى بـ«خوخة اليهود»، ويمتد عمر هذا المعبد الأثرى إلى أكثر من 8 قرون مضت، ويعد مقصداً لعدد كبير من الوفود الأجنبية والألمانية والإسرائيلية التى تزوره تزامناً مع أعياد عيد الفصح فى بداية شهر مايو من كل عام.

وأنشأ هذا المعبد أحد نوابغ الدين اليهودى ويدعى «الأمشاطى» بعد أن هاجر من دول المغرب العربى إلى مصر، غير أن هذا الأثر التاريخى يعانى من الإهمال وأصبح يسكنه الفئران والقطط والكلاب الضالة، كما أصبح مأوى للخارجين على القانون والبلطجية ومكاناً لتعاطى المواد المخدرة وجمع قمامة المنطقة، وانتقلت «الوطن» إلى موقع المعبد الذى يقع فى أقدم المناطق السكنية بالمدينة العمالية، ورصدت بداخله ساحة بهو كبيرة تحتوى على أعمدة من الجرانيت والرخام تقع بوسطها البئر المقدسة، حيث دونت عليها عبارة بثلاث لغات، هى العربية والفرنسية والعبرية، وهى «من فضلك لا تتلف الزهور»، فضلاً عن وجود نافورة معطلة، وكشف «محمد حسن» أحد موظفى هيئة آثار الغربية أن المعبد يشتمل على غرف متنوعة واستراحات استولى عليها سكان المنطقة بوضع اليد، فضلاً عن تحول طرقاته إلى مكان لجمع قمامة المنطقة، وأصبح تنبعث منه روائح كريهة بسبب غرقه فى مياه الصرف الصحى وتسرب المياه الجوفية بين جدرانه، منوهاً بأن الطائفة اليهودية أهملت المعبد ومحتوياته، وهو ما تسبب فى تحويله إلى خرابة وسط غياب تام لدور الدولة ووزارة الآثار فى رعايته وتطويره، رغم أنه مزار تراثى تجاوز عمره الزمنى أكثر من 800 سنة.

{long_qoute_1}

وأضافت «حسناء محمد» ربة منزل مقيمة بمحيط المعبد: «بجد احنا تعبنا من كثرة الاستغاثات التى قُدمت إلى ديوان حى أول المحلة والمحافظة وجهات الأمن من مخاطر مياه الصرف الصحى وانتشار الباعة الجائلين والبلطجية والخارجين على القانون الذين يترددون على المعبد لتناول المخدرات أمام أهالى المنطقة دون تحرك من الجهات المعنية». وناشدت ربة المنزل اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، ضرورة توفير طواقم أمنية ودوريات للشرطة لمواجهة هؤلاء البلطجية الذين افترشوه ونصبوا بداخله خياماً واستولوا على غرفه بوضع اليد، وأشارت إلى أنه تم إلغاء زيارة الوفود الأجنبية للمعبد بسبب انتشار القمامة وهذا الواقع الأمنى وانتشار تجار المخدرات.

فى المقابل، واجهت «الوطن» اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، بواقع المعبد، فأصدر توجيهاته إلى مدير هيئة الآثار بضرورة التنسيق مع أحمد عبدالسميع، رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، لتشكيل لجنة من الرقابة والمتابعة لمعاينة موقعه وبحث ملكية أرضه عما إذا كانت ملكية عامة للمحافظة من عدمه، كما شدد المحافظ فى توجيهاته على ضرورة تطهير وإزالة القمامة ورفع كافة المخلفات المتراكمة بكافة جوانب المعبد، استعداداً لتطويره خلال الشهور المقبلة بالتنسيق مع وزير الآثار وهيئة التنسيق الحضارى وكافة الجهات المعنية.


مواضيع متعلقة